١

4.2K 85 0
                                    

"في إحدى حارات أمدرمان العريقة،داخل أحد المنازل تتعالى ضحكات رب المنزل الخمسيني وهو يستمع إلى حكاوي والدته حجه السرة،،وحوله أولاده وبناته وزوجته المتعجرفة سوسن."

صالح:يديك العافية يا أمي على كترت الضحك الضحكتيني ليهُ ده؛يا الله لي سنٍين طويلة ما ضحكتً كده!

حجه السرة:الضحك زاتو عافية يا ولدي وراحه بال هو الزول لو باله ما مرتاح بضحك كيفن ما بضحك والله

"تبدأ سوسن بالطنطنه وقول"مرة كلامها كتير خلاص""

السرة:مالك يا بتي لاوية بوزك علو حكاويني ما عجبتك

سوسن:لالا يا عمتي والله حكاويك سمحه بس ما عارفة المضحك شنو فيها

السرة:لو كنتي عشتي في الارياف زي صالح ولدي ده كان عرفتي البضحك شنو وضحكتي،المغرب خلاص زمنه دخل

صالح: الموية قاطعه يمة،،قوم يا عباس مع اخوك علي جيبوا لحبوبتكم موية من البيت الناصيه لانو الحلة كلها ح تكون قاطعه

السرة:لالا البيت داك بعيد،ابريقي فيه موية بتوضيني،خلي اولادك يجيبوا ليكم الموية انتو،،قومي يا زينب جهزي لي مصلايتي ومصحفي.

زينب:حاضر يا حبوبة.

"بخطوات متثاقلة وقفت حجه السرة وأتجهت بنظرها نحو إبريق ماء الوضوء.كانت تبدو عليها علامات سن اليأس،فلقد إنحنى ظهرها ولم تعد تقوى على الحركه مثل الايام الخوالي،وتسلل الشيب إلى شعرها الاسود ليصبح أبيض اللون،تميزت السرة بتلك الشلوخ على خديها وشك شفتها السفلى الملونة بالأسود والزمام المعلق على أنفها الشامخ وضفائرها الطويلة،نعم إنها الجده السودانية على وجه العموم،،بعد أن أدى الجميع صلاة المغرب وقرأو مجموعة من السور الصغيرة كما عودهم والدهم،إجتمعوا من جديد حول "عنقريب"حجه السرة وأمامهم إبريقان من الشاي الأحمر والحليب وعدد من الأكواب والقليل من البسكويت،كانوا ينظرون إلى جدتهم لتقص عليهم المزيد من الحكاوي القديمة،وقبل أن تبدأ بالحديث قفزت العشرينية عائشة قائلة:- إنتي يا حبوبة الزمام ده مش عيب ومعظم البنات البلبسوا زي ما بقولوا ما نافعات،طيب إنتي لابسة ليه ورايك شنو في الكلام ده؟؟!

سوسن: أي في زمنا ده حق بنات ما كويسات يا عائشة وبطلي أسئلة كتيرة عن الموضوع ده

السرة:أجي يا سوسن ده كلام شنو،،شوفي يا عائشة يا بتي أنا بحكي ليك قصة الزمام ولازم تسمعيني للآخر..

#إيناس_آدم
#نتلاقى💙

حبوبة السُرة السمحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن