"وضعت عائشة يديها على خدها ك وضعية تدُل على الإهتمام والإنصات المُحكم لٍتستمع إلى قصة الزُمام التي تشغل فتيات جيلها الحالي،أرتشفت السُرة رشفتان من الشاي الساخن وإرتسمت على وجهها إبتسامة عريضة وهي تنظر إلى عائشة"
السُرة: زمان يا بتي لما كنا في عمركن ده ولا اصغر منكن في البلد بنمشي لواحده بيتها جنب السوق الكبير إسمها نفيسة كانت مرة سمحه مشلخه وعاملة لغم وقادة قشة"زُمام" بمشن ليها النسوان والفتوات بتقد ليهن بشوك النبق
عائشة:"ظهرت عليها علامات الدهشة والهلع" شووك نبق يا حبوبة؟؟!
السُرة: اي يا بتي لا في بنج لا غيرو،،تقد ليك وتخت ليك فيه قشة أو تٍيلة سُكسُك صغيرة أو بسمو خَٓلخل،،القشة دي بتكون مدورة كده وفيها فيروز حقت دهب طبعا،وعندنا صحي عيب الواحده تلبس الزُمام بس القد ما فيه حاجه،عارفة زمااان لما يجيبوا شيلة العروس،،الزمام ده بكون أهم حاجه لازم أم العريس تجيبو قبل اي شي ويتأكدوا منو بعدين يفكن الزغاريد ويغنن
عائشة:يعني يا حبوبة أفهم من كده انو ما صح أقد وانا فتاة لسة؟
السُرة: افهميني يا بتي تقدي عادي وتركبي واحد صغير ما ملفت للنظر وزمن تعرسي تركبي النوع الكبير البجي زي الحبل من نخرتك لاضانك وتتجيهي بيه بزيد جمالك.
زينب: معقولة لكن يا حبوبة بشوك النبق حار ياخ
السُرة:اي طبعا حار بس بعدين لما تشوفي نفسك وبنات الفريق يبدن يعلقن عليك بتنسي الألم،انا زمان البنات القدري كلهن قدن قبلي،بقيت أبكي ليمة الله يطيب مرقدها ساقتني ودتني لنفيسة وبقت ماسكاني هي ومعاها واحده تانية لمن قدوا لي.
زينب:والله مرة لكن يا حبوبة ههههه
سوسن:لكن يا عمتي الزمن ده كلهن ما كويسات وما عندهن إحترام
السُرة:الاحترام علقوا في المناخير ولا شنو يا بتي!!؟ماف كلام زي ده،بس الأسلم الواحده تلبسو وهي في بيتها لأنو زمان الفتاة ما بتقرب لا لقشة ولا لحنه.
عائشة:الله يا حبوبة قصة الزمام حلوة ما كنتا عارفة انو بقدوا كده،،م علينا تصبحي عافية أنا بكرة شغالة جامعه بدري ومواعيد نومي جات
السُرة:طيب يا بتي الله يرضى عليك ويعدلها عليك محل تقبلي،،
صالح:يلا يا زينب مع اخوانك امشوا صلوا العشاء و نوموا ناسين بكرة عندكم مدرسة يلا عشان تصحوا نشيطين
زينب:حاضر يا أبوي
"قَبل الأحفاد الأربعة رأس الجدة وبعد العشاء أوا إلى الفراش وغطوا في نومٍ عميق"
"صالح الأمين الإبن البار هو أصغر أولاد حجه السُرة وأبسطهم وضعاً من حيث المادة،،لديه ورشة تصليح سيارات هي دخله الوحيد،،فلقد تعلم وورث صالح عن والده هذه المهنة،زوجته سوسن ربة منزل ومثلها مثل حال الكثير من النساء يرغبن في تصليح الأوضاع المادية مهما بلغ الثمن،ولكن صالح ذو نفس قنوعة وكان يرضى بالقليل المبارك لا الكثير الممحوق،،أكبر أولاده عائشة تدرس في إحدى الجامعات العريقة أداب لغة إنجليزية المستوى الثالث وزينب تدرس في المرحلة الثانوية المستوى الثاني وعباس وعلي في مرحلة الابتدائية أحدهم في المستوى السادس والأخر في المستوى الرابع،،تنفس الصُبح وإستيقظت الجده من نومها،،فلقد تعودت أن تستيقظ في مثل هذا الوقت لتؤدي صلاة الصبح."