𝑭𝑳𝑶𝑶𝑫 𝑶𝑭 𝑷𝑨𝑰𝑵 |23

13.8K 510 133
                                    

"ثمة خسارات كبيرة إلى حد.. لا خسارة بعدها تستحق الحزن"

-أحلام مستغانمي

■■■

مارلين

جزيرة ساردينيا ، إيطاليا

الساعة الثانية والنصف صباحاً

.
.
.

لم تتوقف مارلين للحظة وكانت تمشي ذهاباً وإياباً في غرفة المعيشة، حتى أنها أحدثت ثقب في شفتها السفلية من الإرتباك والقلق وكان قلبها يرفرف مثل حيوان بري في صدرها وراحتي يديها تتعرقان بشدة.

كانت تحتاج أن تتأكد أنه قد تمكن من النوم أخيراً بعد أن وضعت في كأس نبيذه حبتين من دواء المنوم كي ينام ڤيكتور ويطفوا في عالم بعيد عما تتجهز له.

فقد تسللت خارج غرفتها بعد مرور 10 دقائق من مقابلته! والأن لم تعد تستطيع الإنتظار أكثر. وكانت تسير بسرعة قصوى نحو الغرفة وتقف في الممر أمام الباب ويداها ترتعش وعاجزة عن فتحه للإطمئنان إن كانت خططها بنومه قد نجحت أم لا؟

ومن الواضح أنها غرقت في خططها أكثر بكثير مما ينبغي، وتعلم بأن عواقبها ستكون قاتلة ووخيمة إن إكتشف ما تفعله من وراءه!

لكن كيف يفترض بها أن تتصرف بغير ذلك؟ فقد كان عليها إجراء مكالمة هامة دون معرفته بالأمر. واليقظة التامة به لن تنفعها، فهذا تطلب منها فعل شيء قاسي لرجل تحبه وفي أعمق تخيلاتها أن يكتشف والد طفلها جنون ما تتحضر له قاتل.!

أمسكت بالمقبض بهدوء. ثم دفعت الباب بخفة حتى تمكنت من فتحه وسارت للداخل على أطراف أصابع قدميها وهي تبحث عنه. كانت أخر مرة رأته بها يجلس على المقعد ويشرب نبيذه بينما يعمل. ولكنه الأن في السرير! نائم بعمق ولا يزال يرتدي ثيابه كاملة!.

وكان هذا مطمئن أكثر بذهابه بنوم عميق، فحدقت بالكأس الذي كان فارغ تماماً على المنضدة الرخامية الصغيرة لتتنفس الصعداء. فهمست وهي تحدق به وكانت تشعر بالذنب لما فعلته:

_أسفة لهذا حبيبي، ولكن كان يجب علي فعل ذلك. وأعلم أنك لن تسامحني أبداً حين تعلم بكل شيء عني.

عادت أدراجها وخرجت وأغلقت الباب خلفها . وذهبت نحو الهاتف المنزلي. ونقرت بضع أرقام ورفعت السماعة في يدها المرتجفة لتضعها على أذنها منتظرة الرد على الطرف الأخر.

وهي تعرف أنه بمجرد أن يكتشف ڤيكتور حقيقتها، سيكون لديها ذلك الشعور بأن كل إهتمام وكل حب قدمه لها سوف يطير مباشرة من النافذة. ومع ذلك لا تتوقف.

قيد التعديل 𝗙𝐋𝐎𝐎𝐃 𝗢𝐅 𝐏𝐀𝐈𝐍 #2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن