تمر الايام والحال كما هو عند مكه فقط تصالحت مع والدها في اليوم التالي وانتهى الامر....والان هي جالسة تتكلم في هاتفها على سريرها عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مع اصدقائها ولم يكن سوى ندى وبعض الفتيات الاخريات....وكانوا يضحكون معا وسعداء جداً بصحبتهم القوية هذه......
مكه سعيدة معهم ولكن بداخلها بعض الحزن عندما تسمع من اصدقائها ان عائلتهم مترابطين ولا يحدث بينهم مشاكل مثلها وابائهم ايضا...تعلم انها افضل بكثير من بعض العائلات التي تكون منفصلة والاطفال متشردون بينهم ولكن ليست مشكلتها انها تريد ان تعيش مثل صديقاتها على الاقل!!......
لم تحاول مكه مطلقا ان تخرج عن دائرة صديقاتها وتتحدث مع شباب مثلهم لانها تعلم تماما انها ستنكشف بسرعة فهي جاهلة في الكذب تماما....ففضلت ان تكون منطوية قليلا وتكتفي باصدقائها فقط حتى لا تاتي بالمشاكل بيدها.....اليوم موافق يوم الجمعة 5/8/2012......
مكه: لقد نسيت ان اقول لكم ان اليوم هو يوم الاجازة الاسبوعي وهو يوم العراك بالنسبة لي ف امي جالسة وابي جالس وانا جالسة....التفكير فقط ان امي وابي جالسين تحت سقف واحد اليوم يجعل تفكيري يذهب لاشياء كثيرة اولها الخناق...ادعو الله ان يمر هذا اليوم على خير فقط...ولكن للنظر بتفائل قليلا ف امي معي الان اي انني لن اجلس مع والدي بمفردي ويتعارك معي انا....واليوم فرحت جدا عندما فاجئتني امي اننا سنخرج اليوم للتنزه قليلا في المنطقة...لا يهمني اين سوف نذهب المهم انها ستخرجني من هذا السجن وناكل الغداء سويا بالخارج....فطول اجازتي لم اخرج كثيرا بسبب ان الكل يعمل ولا احد متفرغ لي وغير ذلك والدي يرفض تماما ان اخرج مع اصدقائي بحجة انه لا يرتاح لهم...ادعو فقط ان لا يرفض ان اخرج مع امي بسبب انه يكرهها فقط.........
************************
امجد: يا امي ارجوكي اسمعيني فقط.
صفية بغضب: امجد انتهى النقاش في هذا الموضوع.
امجد: يا امي فقط.....
قاطعته بحده: لا يعني لا يا امجد لا تحاول معي فلقد رفضت وانتهى الامر لا تلح فلن استمع لك.
امجد بقوة: لا يا امي لن اتوقف عن الحاحي فانا احتاج الى هذا العمل حقا.
صفية التفتت له بغضب واضح: تحتاج لهذا العمل!!!...الان فقط تذكرت انك تحتاج له ام انك تاخذها حجة لان حسن هو من طلب منك ذلك؟!
امجد: امي انتي تعلمين انني تركت هذا العمل من اجلك فقط يا امي ولكي لا تحزني مني...ولكن الان لم يعد هناك داعي للرفض.
صفية: حقا..هل ترى انه لم يعد داعي لرفضي؟!...هل نسيت ماذا حدث لك قبل ان تترك هذه المشفى؟..ام هل نسيت كيف مات والدك بسبب هذا العمل الذي تريد ان تقحم نفسك به لكي اخسرك مثل خسارتي لوالدك؟!
امجد بغضب لتذكر والده: لم انسى يا امي لذا انا اريد ان اعود للعمل لكي اعرف من فعل هذا بوالدي...ولا تاخذي حجة مافعلوه لي قبل ان اترك المشفى لكي ترفضي...فلقد ترجوني بعدها كثيرا لكي اعود واعتذروا مني ايضا وانتي تعلمين هذا ولكن رفضت بسبب انني رايت رفضك الواضح ان اعود مرة اخرى.
صفية جلست على اريكة في غرفتها بحزن: لا اتحمل خسارتك بني لما لا تفهم هذا؟!
امجد جثى على ركبتيه اماما وقال بحنو: اتفهم هذا جدا امي ولكن هذه حياتي وهذا تعليمي ومستقبلي يجى ان تتقبليه في يوم من الايام يا اغلى الحبايب.
صفية: والدك قتل بلا ذنب بسبب حالة لديه فهل سيطمئن قلبي عليك؟!
امجد: الله سيقف معي يا امي وبدعائك لي لن يصيبني اي مكروه ان شاء الله.
صفيه وضعت يدها على وجنته وقالت: دائما ادعو لك من كل قلبي يا اغلى ما املك.
امجد: الله لا يحرمني منك ابدا يا ست الحبايب.
صفية: ولا منك يا اعز ابن.
امجد بمرح: اذا اعتبره موافقة على عودتي؟!
صفية تنهدت: ماهذه الحاله؟!
امجد: انها حالة فتاة مسكينة دخلت المشفى بدون عائلتها ولا احد يسال عنها منذ دخولها منذ خمس سنوات فلا تقلقي.
صفية بتاثر وشفقة: ماذا جرى لهذا العالم الموحش...فتاة بريئة لا احد يسال عنها من اهلها...اين هذه الرحمة التي انعدمت من قلوب تلك البشر!!
امجد بشرود: معكي حق يا امي...فعلا انها فتاة مسكينة جدا والاغرب جسدها المتشوه من علامات تعذيب واضحة ولكن الغريبة ان ليس معروف اسمها او سنها او اي معلومات عنها...لذا قبلت ان اعود للعمل فقط لكي اعرف سرها هذا.
صفية بحزن عليها: الله معها ويخرجها من الذي به...ويسعد قلبها قريب ان شاء الله.
امجد: ان شاء الله يا امي..اذا وافقتي!!
ضحكت صفية: حسنا ياشقي.
ضحك امجد: الم اكبر على هذه الكلمة!
صفية احتضنته: مهما كبرت ستظل في نظري الطفل الشقي دائماً.
امجد ظل يضحك حتى قاطعه والدته: ولكن عدني ان عملك في الشركة لن تهمله يا امجد حسنا بني؟!
امجد قبل يدها: لا تقلقي امي فانا لن اهمل اعمال والدي من اجل مستقبلي.
صفية: الله يطمنك بني..هيا لكي تتناول العشاء.
امجد: حسنا لكن بشرط...ان تطعميني كما كنت زمان.
صفية بضحك: الم تكبر على هذا ياولد!!
امجد: الم تقولي ااني مهما كبرت ساظل فتى شقى!
صفية ضحكت وظلت تطعمه كما طلب منها وهي تدعو في سرها ان الله يحفظه له من كل شر......
***********************
كانت مكه فرحة جدا لان والدها وافق اخيرا على نزولها مع والدتها بعد الحاح كثير منها...ولكن حذرها من عدم تاخرها في الخارج....
اتفقت مع والدتها على النزول بعد أذان المغرب...
وبعد مرور الوقت وبعد صلاتهم ارتدوا ملابسهم ونزلوا...كانت مكه سعيدة جدا وكانت والدتها ترى سعادتها فتسعد لسعادتها وتدعو من قلبها ان الله يوفقها ويسعد قلبها دائما...بدأوا السير في المحالات التجارية الخاصة بالملابس خاصة ان العيد يقترب ولا يستطيعوا النزول في شهر رمضان بسبب الزحام الغير معقول...لذا فهم يفضلون دائما النزول قبل الزحام هذا...اشتروا الحلويات لكي يتسلوا في طريقهم الذي يبدو سيطول.
أنت تقرأ
مريض رقم 66!!.."الجزء الاول مكتمل"
Short Storyقصة من وحي خيالي انا...لم اسرقها ولا احبذ سرقتها...ارجو منكم الاستمتاع والتفاعل معها وسوف يتضح كل شيء في القصة...فانا لن اكتب مقدمات. استمتعووووا....