كانت ديما في غرفتها بينما والدها في غرفة الجلوس منتظر عائلة باسل .. وحلا تقف مع خالتها بالمطبخ يتأكدن أن كل شئ على ما يرام ..عندما رن جرس الباب .. فتح والدها الباب ودخل مع الضيوف لغرفة الجلوس .. وبينما ديما تسمع بعض الاصوات والضحكات العالية .. كان قلبها يخفق بشدة فباسل هو أول شخص يتقدم لها رسميا وهي لم تجرب هذا الشعور من قبل حتى عندما طلب خالد منها الزواج لم تشعر بشئ .. بل كانت تنفر منه .. فهي كانت ترى نظراته إليها دائما و لذلك كانت تتجنبه .. دخلت حلا الغرفة مبتسمة و هي تقول لها :
-"هيا يا عروس .. تعالي لتقدمي المشروب .. الجميع بإنتظارك"
خجلت ديما ولكنها طلبت من حلا ان تسبقها .. دخلت ديما المطبخ لتحضر المشروب .. فوجدت ملك تنتظرها به .. هتفت ملك بسعادة
-"زوووووجة أخي المستقبلية .. إشتقت إليكي"
إحتضنتها ديما بشدة وهي تقول :
-"ألم تقولي أنك لن تستطيعي الحضور !!"
قالت ملك بمرح ..
-"قررت أن أفاجأك .. وأردت أن أراكي وأنت عروس فتلك الظاهرة لا تحدث كثيرا"
قالت حلا بإبتسامة :
-"هيا ديما تأخرتي على الجميع"
ربتت ملك على كتفها بينما ناولتها حلا صينية المشروب فحملتها منها وهي تدعو الله ألا تنسكب على أحد من شدة توترها ..
دخلت حلا وملك للغرفة أولا .. ثم دخلت ديما بعدهن وهي تنظر لأبيها الذي قال بإبتسامة ..
-"تعالي يا ديما .."
دخلت ديما ممسكة بالصينية بشدة تحاول جاهدة إخفاء إرتعاشها .. قدمت المشروب لوالدة ملك السيدة سناء .. التي قالت لها بحنان ..
-"ما شاء الله يا ديما مازلت جميلة .. كالقمر ليلة التمام .."
إبتسمت ديما بخجل وتوجهت للسيد عبد الرؤوف الذي قال ..
-"مرحبا ديما كيف حالك يا إبنتي ؟"
أومأت ديما بإبتسامة وهمست بصوت يكاد يكون مسموع ..
-"حمدا لله يا عمي "
وصلت لباسل ومدت يدها بالصينية وهي تنظر للأكواب حتى تتجنب النظر له .. فسمعت ضحكات خافتة وراء ظهرها عرفت أنها لملك وحلا .. فنظرت لباسل الذي تفهم خجلها وأخذ منها الكوب وهو يشكرها بهدوء .. تنفست الصعداء ووزعت المشروب على الباقين ثم جلست بجوار والدها .. فقال باسل بصوت رزين ..
-"عمي هل تسمح لي بالجلوس مع ديما على إنفراد لبضع دقائق.."
جحظت عينا ديما عندما سمعته فهي لم تتخيل أنها ستجلس معه بمفردهما على الأقل في تلك المرحلة .. تمنت أن يرفض والدها ولكنه خالف ظنها فقال له ..
-"بالطبع يابني .. فلتجلسا على طالولة الطعام أمامنا هناك "
حسنا لن يكونا بمفردهما فعليا .. فطاولة الطعام أمام غرفة الجلوس ويستطيع الجميع رؤيتهم لذا لا بأس بالنسبة لها .. سمعت والدها يقول لها ..
-"هيا ديما إصطحبي باسل للخارج .."
وقفت ديما بخجل فهي محط أنظار الجميع .. والكل يتطلع لها .. ثم أشارت لباسل أن يسبقها للخارج وخرجت وراءه ..
-"كيف حالك ديما ؟"
قالها باسل بإبتسامة وهو يتأمل خجلها .. بينما هي تفرك أصابع يديها بشدة وهي تنظر لهم .. ثم أجابته بهمس متلعثمة ..
-"أنا بخير .. كيف .. كيف حالك أنت ؟"
-"أنا بخير .. في الواقع أنا سعيد جدا اليوم "
رفعت ديما رأسها وجدته ينظر لها وهو مبتسم فأكمل هو ..
-"ديما أنا أريد أن أعرف رأيك بي .. وإن كان لديك أي سؤال لي أود حقا سماعه "
تكلمت ديما بصوت منخفض ..
-"لماذا أنا ؟! "
لم يفهم باسل السؤال أول مرة فعادته عليه ..
-"لماذا إخترتني أنا ؟! "
-"لأنني معجب بك منذ فترة ديما .. وحاولت عدم تصديق الأمر ولكن لم أستطيع إبعادك عن تفكيري .. لذا قررت أنه لا مزيد من التأجيل .. أنا أريدك لذا أنا هنا "
كان خجلها يتزايد مع كلماته وأيضا خفقات قلبها حتى ظنت أنه يسمعها .. شعرت بسعادة تنمو داخلها .. لأول مرة منذ زمن تجد أحد يكن لها تلك المشاعر لذا عندما سألها باسل ..
-"هل أنت موافقة على الزواج مني ديما ؟"
أومأت رأسها بخجل .. فاتسعت إبتسامة باسل ثم قال ..
-"لا .. أريد الموافقة الأخرى تلك ذات الصوت .. قولي نعم موافقة باسل"
ضحكت ديما بخفوت .. وقالت بهمس ..
-"يجب الحصول على موافقة أبي أولا "
خبط باسل رأسه بكف يده ثم قال ..
-"حسنا نسيت ذلك ولكن إطمأني فالسيد سليمان سيوافق "
عاد كلاهما لغرفة الجلوس حيث الجميع .. فقال السيد عبد الرؤوف..
-"حسنا يا سيد سليمان .. ها هي العروس لنأخذ رأيها .. إن وافقت فلنقرأ الفاتحة اليوم ما رأيك .."
قال سليمان ..
-"وأنا أوافقك الرأي .. فنحن نعرف أنكم عائلة لا غبار عليها وأنتم سألتم عنا من قبل لذا لا أرى داعي لكل تلك الشكليات بيننا .. هل أنت موافقة ديما ؟ "
إتجهت أنظار الجميع نحوها حتى تمنت أن تختفي من أمامهم .. فهمست بخجل ..
-"كما تريد أبى .."
ضحك السيد عبد الرؤوف وقال ..
-"أعتقد أننا حصلنا على الموافقة .. فلنقرأ الفاتحه الآن .. وباسل قد أحضر هدية بسيطة للعروس "
قرأوا الفاتحة جميعا وباسل ينظر لديما بسعادة بينما هي تنظر أرضا بخجل .. ثم سمعت صوت زغاريد كل من أمها والسيدة سناء .. التي إحتضنتها وهي تقول ..
-"مبارك لك يا إبنتي .. أنت منذ اليوم ستكونين كملك تماما .. هيا يا باسل أعطها هديتك "
قام باسل من مكانه وقبل يد والدته ثم أخذ منها علبة مخملية زرقاء و فتحها .. وجدت ديما خاتم رائع به فص صغير ظنت أنه كلفه ثروة طائلة .. فهمس باسل بجوار أذنيها ..
-"هل تريدي أن ألبسه أنا لك أمام الجميع .."
إزداد خجلها وأخذت العلبه من يده وقبل أن يبتعد وصلها صوت والدها وهو يهتف ..
-"إبتعد يا ولد .. لا تقترب منها هكذا .. ليس قبل عقد القران"
ضحك السيد عبد الرؤوف وهو يقول ..
-"أجل ما لا ترضاه على أختك لا ترضاه لبنات الناس .. عمار سيفرح بك كثيرا "
-"إذا ليكون عقد القران بعد أسبوعين مع حسام وحلا .. ما رأيك يا ولدي ؟"
قالها السيد سليمان بهدوء .. فهتف باسل بسرعة ..
-"ولما لا يكون حفل زفاف .."
صمت الجميع .. ثم إنفجروا في الضحك مرة واحدة وشهقت ديما من شدة خجلها بينما ملك مشفقة عليها فجلست بجوارها وهي تهمس ..
-"إعذري الشاب فهو يائس"
تدارك باسل نفسه فتنحنح بحرج وقال ..
-"أقصد لما لا نعجل بالزفاف أيضا .. أقصد أنه أفضل فأنا شقتي جاهزة ولا ينقصها شئ"..
هتفت السيدة أحلام ..
-"و لكن يا ولدي ديما ينقصها الكثير فنحن سنحضر ال .."
قاطعها وهو يقول ..
-"عذرا خالتي فأنا كما أوضح أبي لا أريد أي شئ .. وما ينقص ديما يمكننا إحضاره في أسبوعين فلا داعي للإطالة"
قال السيد سليمان ..
-"لا بأس يا ولدي ولكن ليكن عقد القران بعد أسبوعين والفرح بعد شهر مع حسام و حلا .. حتى نستطيع دعوة الجميع .. وحتى تنتهي ديما من تحضير ما يلزم"
نظر باسل لوالده كي يساعده ولكن والده وافق السيد سليمان وقال..
-"تلك المدة ليست بكثيرة ويجب أن تترك العروس كي تتأقلم على وضعها الجديد .."
حمدت ديما الله أن هناك أحد فكر بها .. فهي كادت تختنق .. فالجميع يحدد مصيرها و هي تجلس كالصنم بينهم .. تنفست الصعداء عندما وافق الجميع .. فهي على كل حال تطمئن لباسل .. بقي فقط أن تتعود على وجوده بحياتها ..
............................
وقف عاصم في حديقة منزله يرتدي تيشيرت قطني خفيف و شورت خاص بالسباحة .. نظر للماء قليلا ثم قفز فيه وبدأ يسبح جيئة وذهابا بعنف .. لا يشعر ببرودة الماء ولا برودة الطقس في هذا الوقت من العام .. ظل يسبح لفترة طويلة لا يرفع رأسه إلا ليحصل علي قدر من الهواء ثم يكمل .. سمع جدته تنادي عليه .. فتوقف وأخرج رأسه فقط من الماء .. فوجدها ممسكة بمنشفة كبيرة و يبدو عليها الإستياء ..
-"إخرج من الماء يا ولد .. ماذا تفعل عندك في هذا الوقت ؟! .. أتريد قتل نفسك ..هل أنت مصنوع من المطاط لا تشعر بالجو ؟!"
خرج من الماء وجلس على حافة المسبح وهو يقول بمزاح ..
-"الإنسان لا يمكنه العيش براحته في هذا المنزل أبدا .. ألا يمكنني السباحة قليلا !!"
قالت جدته بعصبية ..
-"رأيتك منذ فترة وأنت تنزل الماء وقلت لنفسي إتركيه يبدو أنه يحتاج السباحة قليلا ولكنك لم تخرج من الماء فقلقت عليك بالإضافة إلى أن الأمطار ستهطل الليلة ألا تسمع صوت الرعد !!"
-"جدتي هل تعملين في الأرصاد الجوية لأنني لاحظت متابعتك لحالة الطقس ليست طبيعية إطلاقا ؟!"
قالت جدته بهدوء غريب ..
-"جفف نفسك وإرتدي ملابس ثقيلة .. وأنا سأخبر كريمة أن تحضر لك كوب دافئ من القهوة وتعالى لغرفة الجلوس أريدك في أمر"
تعجب من تحول جدته و ظن أن هناك شئ ما .. فأسرع لغرفته وأخذ حمام دافئ ثم إرتدى ملابسه بسرعة ونزل لها .. وجدها ترتشف قهوتها و هي شاردة .. فجلس بجوارها وأمسك يدها ثم رفعها إليه وقبلها ..
-"ماذا بك جدتي هل أنت بخير؟ ..هل قلت شئ أزعجك ؟"
ربتت علي وجنته وقالت بحنو ..
-"بل أنت ماذا يحدث معك ؟.. أخبرني يابني أنا من ربيتك فلا تخفي عني أمرا .."
نظر أرضا وكاد يرد عليها لكنها هتفت بحزم ..
-"لا تفكر في الكذب علي يا ولد .. هل هي تلك الفتاة ؟"
نظر لها متعجبا فقالت له بإبتسامة ..
-"لقد كان صوتكما مرتفعا أنت وغدير وسمعت إسم فتاة .. هل أنت تحبها فعلا ؟"
تجمدت ملامحه ولكنه أجاب جدته بهدوء ..
-"تلك الفتاة التي ذكرت غدير إسمها .. لا يجمعني بها شئ سوى أوهام في رأس تلك المختلة "
ألحت جدته في سؤالها ..
-"هناك مثل يقول .. لا رماد من دون نار .. ما الذي يجعلها تقول هذا الكلام ومن هي تلك الفتاة ؟"
تنهد عاصم ووقف ثم إبتعد خطوتين وقال بشرود ..
-"فتاة صغيرة ليست من عالمنا .. هي أقرب لطفلة .. تشبه تالين كثيرا ليس في ملامحها ولكن في تصرفاتها .. تحريت عن وضعها قبل أن أجعلها تعمل في شركتي وجدتها فتاة طموحة و ذكية .."
ضحك عندما تذكر كل مرة ظهر فيها خلف ديما و منظر ديما بعدما تراه .. تذكر أنه تعمد فعلها مرتين فقط ليرى ردة فعلها .. فـأكمل ..
-"تجلب المصائب لنفسها دوما .. ولكنها صامدة من أجل تحقيق حلمها ولا تهتم لرأى الأخرين بضفيرتها المشعثة وملابسها الطفولية"
أفاق من شروده على صوت جدته وهي تقول بإبتسامة ..
-"أنت تحبها .."
نظر لجدته وقد أدرك أنه أباح بأكثر مما يجب و كأنه كان يفكر بصوت مرتفع .. إحمرت أذنيه بشدة من خجله ولكنه قال لجدته ..
-"لا بالطبع .. إنها طفلة .. تبدو من عمر تالين لا أكثر .."
-"و كم عمرها ؟"
"في الخامسة والعشرين "
-"إذن هي عروس و ليست طفلة .. لما لا تتزوجها وترح نفسك من هذا العذاب"
تنهد عاصم فهو أراد أن يتخلص من هذا الألم في صدره فقال ..
-"لم أكن أعرف أنني أحبها إلا اليوم جدتي .."
قالت له بتعجب ..
-"وماذا يعني هذا .. أن تعرف اليوم أم الأمس ما الفرق ؟! "
إبتسامة سخرية ظهرت على شفتيه وهو يقول ..
فرقت الكثير .. فهي ستخطب اليوم .. لقد غادرت مبكرا اليوم كي تلحق بالعريس .."
شهقت جدته وقالت بحزن ..
-"لا تحزن يا ولدي .. لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"
قبل رأس جدته ثم صعد لغرفته .. يحارب أفكاره حتى يستطيع النوم .. حتى يقتل تلك الأفكار التي تدور حولها .. متى أحبها .. وهل يكون هذا حبا هو بالكاد يعرفها ولكنها أشعلت جذوة الحب في قلبه ويجب إخمادها ..
............................
بعد أسبوع .. دخلت ديما وعمار الشركة وهو يخبرها بأمر ما جعل ملامحها تتغير .. فصاحت وهي على باب الشركة ..
-"ماذا تعني بأنها ستترك العمل تلك المختلة .. وكيف تسمح لها بذلك .. أم أنك أنت من طلبت منها هذا ؟.. أقسم لك إن كنت أنت من طلب ذلك فسأ ...."
قاطعها عمار و هو يرفع يده ..
-"أخفضي صوتك ديما .. ولا لم أطلب منها .. هي قالت أنها تريد الراحة والتفرغ للمنزل بعد الزواج .."
ظلت ديما عابسة .. هي تعلم أن ملك ليست طموحة في العمل و كانت تعمل فقط من أجل تقضية بعض الوقت خارج المنزل .. تنهدت بضيق هي لا تستطيع فرض رأيها فعلى كل حال ملك لا تهتم بالعمل مثلها .. لذا قالت له :
-"متى قررتم الزواج على أية حال ؟"
-" بعد عام "
صاحت ديما :
-"ماذا ؟! .. عام ؟ .. لقد جنت هذه الفتاة !!"
كانت قد وصلت أمام المكتب وهي تتحدث مع عمار بضيق .. فوجدت شهد تقف مع السيد عاصم تنظر بتوتر وعاصم ملامحه متجهمة نظرت هي لعمار وقالت بقلق :
-"ماذا يحدث عمار .. هل أزعجهم صياحي إلى هذا الحد ؟!"
ضرب عمار كفيه ببعضهما وهو يشير لها لتتقدم أمامه دون كلمه قالت شهد عندما رأتهم :
-"ها هم قد وصلوا .. لما تأخرتما اليوم ديما ؟"
قال عمار بهدوء:
-"صباح الخير سيد عاصم .. مرحبا شهد .. هل كل شئ بخير ؟"
قالت شهد بتوتر:
-"لا عمار .. لقد وقعت كارثة "
نظر عمار وديما لبعضهما ثم قالت ديما بقلق:
-"ماذا حدث شهد .. سيد عاصم ؟"
نظر لها عاصم ووجهه خالي من التعابير .. ثم قال بنبرة جامدة :
-"لقد سرقت تصاميم الحملة التي تعملوا عليها .. وبالأخص الجزء الخاص بعملك سيدة ديما ؟"
-"ماذا ؟! .. كيف حدث هذا ؟! .. متى ومن فعلها ؟"
كانت تسأله بصدمة بينما عمار لم ينطق بشئ وهو ينظر بصدمة هو الآخر .. رد السيد عاصم :
-"الحملة التي كان سيتم إطلاقها في خلال أسابيع قد سرقت وإحدى الشركات المنافسة أطلقت حملتها بالأمس .. وللمصادفة تحمل نفس الشعار الذي قدمتيه أنت .. وهذا يجعلنا نتساءل .. من سرب تلك التصاميم !! .... سيدة ديما ؟"
شعرت ديما بالدماء تنسحب من وجهها و نظرت له بصدمة وقالت :
-"هل أنا موضع إتهام سيد عاصم ؟ .. ولكن كيف تشك بي أنا ؟! .. وأنا هي صاحبة التصاميم .. وماذا سأستفاد من ذلك ؟ "
سمعت صوت من خلفها يقول بسخرية:
-"ربما طموحك الجامح صور لك خيانة الشركة التي أعطتك فرصة لا تستحقيها من أجل الحصول على بضعة أموال من أحد المنافسين .. أو أن خيالك صور لك أنهم سيتعاونوا معك و تعملي عندهم بعد طردك من هنا .."
إلتفتت بحدة لتواجهة دارين التي كانت تنظر لها بسخرية وهتفت دون إكتراث لمن حولها :
-"أنا لا أسمح لك .. لا يمكنك إطلاق الإتهامات دون الرجوع للتحقيقات .."
ألقت كلماتها الغاضبة ثم نظرت لعاصم وقالت :
-"سيد عاصم إذا كنت موضع إتهام فيجب التحقيق معي و لكن في المقابل .. أطالبك بفتح تحقيق للجميع فلا أحد هنا ليس موضع شك وأيا كانت نتيجة التحقيقات سأتحملها .."
نظر لها عاصم قليلا بملامح جامدة ثم قال بغموض :
-"ستعملي على الحملة مجددا .."
نظر له الجميع بذهول حتى ديما هي لم تتوقع ردة فعله تلك فأكمل هو :
-"نحن على كل حال سنضطر لتأجيل إطلاق الحملة و لكن يجب أن تخرجي لي بتصاميم تستحق هذا التأجيل ..هل مدة شهرين تكفي ؟"
لم تفق ديما من ذهولها بعد فلكزتها شهد في كتفها .. نظرت لها ديما ثم نظرت لعاصم و أومأت بلا تفكير .. لم تتخلى ملامح عاصم عن جمودها ماعدا تحرك عضلة بجانب فكه .. ثم أومأ لهم وذهب تاركا وراءه أفواه متدلية من الصدمة ما عدا دارين التي لحقت به غاضبة و هي تطرق الأرض بكعبيها تكاد تثقبها ......
أنت تقرأ
اليتيمة
Aléatoireممزقة بين الألم و العجز عن البوح.. قيود من دماء هي ما يجمعها بهم.. هل ستحافظ عليها... أم ستكسر تلك الروابط و تتخطى كل من يقف بوجهها