سحب نفسا عميقا من أرجيلته ثم نفث دخانها للأعلى و هو يستمع لمحدثه على الهاتف وعلى وجهه ترتسم إبتسامة ماكرة ثم قال بصوت متحشرج:
-"طلبك موجود عندي ولكن تلك الأمور تحتاج لبعض الوقت من أجل الترتيب ..ولكن المقابل سيكون كبير"
صمت قليلا يستمع للطرف الآخر ثم قال بتفكير:
-"إتفقنا "
أغلق هاتفه وألقى به بإهمال على الطاولة أمامه ثم هتف بصوت مزعج..
-"أيها الغبي أخبرتك أن تغير تلك الأرجيلة العفنة .. "
أسرع محمود ذو الثمانية عشرة عام و هو يحمل أرجيلة أخرى ويهتف بتوتر:
-"عذرا سيد ربيع لقد كنت أبحث لك عن الأفضل"
وضع الأرجيلة أمامه ثم سحب منها نفسا و قال له بإبتسامة:
-"تفضل سيدي أفضل جودة تجدها لدى مقهى النجوم"
جذب ربيع الأرجيلة بشدة من يده ثم أطلق سبة نابية للفتى و أمره بالرحيل من وجهه..
ذهب الفتى حانقا و هو يتمتم بكلمات مبهمة فأوقفه صاحب المقهى يسأله عما يحدث .. ليخبره بما دار بينه و بين ربيع أو كما يطلع عليه في المنطقة"الأسود".. من كثرة أعماله الإجرامية .. فحوقل صاحب المقهى وهو يقول لمحمود:
-"لا تحتك به كثيرا ياولدي لا نريد مشاكل ..ها هو لم يكد يخرج من السجن حتى أتى ليتعارك مع ذباب وجه.. إذهب أنت لعملك الآن "
ذهب الفتى يكمل عمله وهوينظر لربيع الذي ينفث دخان أرجيلته و هو يبتسم إبتسامة كريهة و ينظر بشرود كمن يدبر أمر ما .. إلى أن رأى مجموعة من فتيات المنطقة عائدات من المدرسة فترك مقعده وذهب ليعترض طريقهن ويطلق كلمات بذيئة على مسامعهن كما إعتاد أن يفعل..
................................
كانت حلا في طريقها لغرفة ريهام لترى لما تأخرت في تبديل ملابسها كي يذهبا لشراء بعض الأغراض لعقد القران .. توقفت على باب غرفتها وقبل أن تطرقه سمعت شهقات بكاء خافته صادرة عن الغرفة ففتحت الباب بهدوء لتصدم بما سمعته في تلك اللحظة.
أغلقت ريهام الهاتف في وجه أسر عندما رأت حلا تنظر لها بصدمة فعلمت أنها سمعت مكالمتها ..همست بصوت ضعيف باكي..
-"حلا أرجوكي لا تخبري حسام ..أنا سأوضح لك"
إرتسمت ملامح الغضب على وجه حلا فدخلت الغرفة و أغلقت الباب وراءها ثم وقفت أمام ريهام و أمسكت بذراعها بقوة و هي تهمس بعنف ..
-"مع من كنت تتحدثي .. وما صحة ما سمعت ؟و أحذرك ريهام من أن تكذبي علي"
كانت ريهام تومئ برأسها كثيرا وهي تبكي بصمت ثم همست برجاء
-"سأخبرك بكل شئ أقسم لك ولكن لا تخبري حسام"
حاولت حلا تهدأت نفسها ثم جلست على سرير ريهام و قالت:
-"أنا أسمعك"
زفرت ريهام أنفاسا متوترة و قالت:
-"لقد كان زميلي في الجامعة أحببنا بعضنا منذ أول يوم..وقبل التخرج بشهر أخبرني أنه لن يستطيع العيش بدوني .. وأنا أيضا ولكن حسام كان مسافرا و أيضا ظروف أسر لن تجعل أخي يوافق على زواجنا .. فهو يعيل والدته و أختيه ..لذا إقترح أن نتزوج سرا حتى يجمع ما يكفي ليتقدم لحسام ..كان يعمل أثناء الدراسة كنقاش في يوم ما كان يعمل على أحد الفيلات ذهبت إليه كي أعطيه المحاضرات التي فاتته .."
شهقت مرة أخرى ثم أكملت بصوت باكي..
-"في ذلك اليوم فقد السيطرة و .. و حدث ما حدث..ولكن أقسم لك حدث هذا بعد زواجنا ..أنا لم أفعل شيئا خاطئا"
قالت حلا بغضب مكتوم..
-"الأمر كله خاطئ ريهام "
بكت ريهام بحرقة و هي تقول:
-"أعلم ولكنني أحببته حلا..و بعد ذلك اليوم أصبحنا نتقابل كثيرا لم أستطع منعه ..أشعر بالضعف أمامه .. ولكنه سيعود لنتزوج ولكن أرجوكي لا تخبري أحد .. ساعديني "
شتمت حلا في سرها ثم قالت :
-"على الرغم من غباءك و أنني لا أطيق رؤيتك في تلك اللحظة إلا أنني يجب أن أساعدك فعمتي لن تحتمل صدمة كتلك ..كما أن حسام إذا علم سيقتلك بلا شك"
بكت ريهام مجددا و لكن حلا قالت لها بصرامة:
-"لا تبكي ماحدث قد حدث ..هيا إغسلي وجهك و بدلي ملابسك لنخرج حتى لا تشك عمتي في الأمر"
لانت نبرتها قليلا وهي تقول:
-"لن أتركك ريهام ..سنفكر سويا في الأمر هيا "
إبتسمت ريهام بتردد فربتت حلا على يدها ثم جذبتها لتذهب للحمام كي تغسل وجهها ..بينما وقفت هي تنظر بشرود وتفكر في الأمر.
..........................................
أصر السيد سليمان أن يقام عقد القران في المنزل بين جيرانهم فوافق باسل على مضض بينما حسام لم يمانع ..لكن السيدة أحلام طلبت أن يكون الحفل بسيط يقتصر فقط على أسرة باسل و زوج شقيقته عمار.. وأسرة حسام ..حيث سيقام حفل الزفاف بعد شهر لذا لا داعي لكل تلك الأمور..كانت ديما تشعر بضيق فهي أرادت أن تشعر كأي فتاة بتميزها في هذا اليوم ..ولكن ها هي تتشاركه مع حلا..وقفت ملك تساعدها في وضع بعضا من زينة الوجه الهادئة بسعادة وحماس ..بينما حلا متمكنة في تلك الأمور فقط ساعدتها ريهام في تعديل شعرها قليلا ..إنتهت الفتيات من تحضير أنفسهن وخرجن ..تم عقد القران فطلب حسام أن تذهب حلا معه حيث حجز لها طاولة في مكان فاخر من أجل الإحتفال ..بينما إكتفى باسل بقضاء بعض الوقت معهم في المنزل بعد رحيل عائلته وعائلة حسام..كان يجلس مع ديما في شرفة منزلهم فقال لها بإبتسامة:
-"أنا أحسد حسام الآن "
همست ديما بخجل:
-"أعتذر باسل أنت تعلم أنني سأكمل عملي بعد رحيلك "
رفع حاجبيه ثم وضع يده على صدره قائلا:
-"يا إلهي هل تريدين مني الذهاب الآن ..هل تطردني زوجتي من أجل العمل"
قالت ديما بمزاح:
-"لا تبالغ هكذا ..ثم أنك كنت توصلني لموقف الحافلات طوال الأسبوع الماضي من وراء أبي أي أنك كنت معي البارحة و ستكون معي غدا "
ضرب كفيه ببعضهما وقال بهمس..
-" هل كنا نتخفى طوال الأسبوع الماضي لتفضحينا اليوم ..مستوى ذكائك يبهرني حقا "
قالت ديما بتذمر:
-"حقا؟! .. هيا باسل إذهب لمنزلك أريد الراحة قليلا لقد تعبت و لدي عمل"
شهقت والدتها عندما سمعتها وهي تدلف الشرفة تحمل بعض الحلوى لباسل فقالت بتأنيب:
-"ما تلك الوقاحة ديما ..تهذبي في حديثك مع زوجك يا فتاة"
قال باسل بحرج :
-"لا خالتي لقد كانت تمزح معي ..الأمر ليس كما يبدو "
تمتمت والدتها ببضعة كلمات و هي تنظر لديما بتحذير ثم تركتهم وذهبت ..تأففت ديما ثم قالت بلا مقدمات:
-"لنتزوج باسل لم يعد بوسعي المكوث هنا ..إخطفني على حصانك الأبيض أو الأخضر لا يهم..لكن لاتتركني هنا أمي الآن تحضر قصيدة شتائم و أبي يجهز سوط ليجلدني "
-"يا إلهي أنت بائسة ومسكينة وأنا أشفقت عليكي ..كيف سنهرب ووالدتك تحاصرنا ..إنها تدخل للشرفة كل خمس دقائق"
قالت ديما وهي تميل عليه و أخفضت صوتها قليلا..
-"سأحضر حقيبة ملابسي ..وأنت إنتظرني بالأسفل سألحق بك بعدما ينام والداي".
سمعت والدتها تشهق مجددا ..
-"ديما !"
هزت ديما رأسها بيأس بينما حاول باسل كتم ضحكته..
...............................
إنهمكت في عملها طوال تلك الفترة لتوفق وقتها بين العمل و ترتيبات الزفاف بمساعدة ملك ولم يتبقي سوى أيام على زفافها..هي تم تكليفها بمهمة محددة ويجب الإنتهاء منها في وقت قياسي بينما عمار يعمل مع شهد على تعديل بعض النقاط مع السيد جمال .. كانت بمفردها بالمكتب عندما دلفت تالين خلسة دون أن يراها أحد إنتبهت ديما لوجودها عندما وقفت بجوارها .. فإبتسمت بسعادة وهي تهتف بصوت مرتفع..
-"تالين..إشتقت إليك كثيرا"
وضعت الفتاة يدها على فم ديما وهمست بصوت خفيض..
-"أخفضي صوتك ديما .. ماريا تبحث عني الآن و أنا أردت رؤيتك"
نظرت ناحية باب المكتب ثم نظرت إليها وقالت بصوت منخفض ..
-"حسنا ..لما لم تأتي لزيارتي مرة أخرى؟"
قالت الفتاة بحزن..
-"أنا لا أخرج كثيرا ..والدي يحضرني معه عندما تذهب جدتي للطبيب"
أشفقت ديما عليها فقالت لها بمرح لتبدد حزنها..
-"هل تريدين خوض معركة جديدة..اليوم أحضرت معي شطائر الفول السحرية التي سرقتها حبة الطماطم الشريرة ..جاهزة للإنتقام؟"
أومأت الفتاة بسعادة وهي تضحك فظهرت أسنانها الأمامية وقد فقدت منهما إثنتين مما جعل حروفها تخرج بطريقة محببة أكثر وأثناء تناولها الشطائر و اللعب مع ديما ..دخلت ماريا الغرفة و هي تقول بتوبيخ..
-"أنت هنا تالين؟لما تفعلين هذا كل مرة أنا لست متفرغة للبحث عنك هكذا .. أمرك والدك بالجلوس معي لما لم تستمعي له"
إنكمشت الفتاة على ديما و هي تنظر بخوف لماريا مما جعل ديما تقول..
-"لا بأس يا ماريا هي فقط أرادت اللعب .. ستنهي شطيرتها و أحضرها إليك"
نظرت ماريا للشطائر أمام ديما ثم قالت بتوجس..
-"هل هذا فول .. هل تطعمين الفتاة الفول؟..يا إلهي ديما السيد عاصم سيقتلني"
-"لا بأس ماريا لقد أطعمتها البيض المسلوق من قبل و لم يعترض ..سأحضرها إليك هيا إذهبي أنت لعملك"
نظرت ماريا للشطائر قبل أن تخرج و هي تتمتم بذهول..
-"أحضرت فول لشركة رضوان..وتطعم إبنة عاصم رضوان من تلك الشطائر..سيقلتني أجل سيقتلني بلا شك"
كانت تالين تضحك على ماريا بينما تذمرت ديما..
-"ما بال الجميع في تلك الشركة ينظرون لطعامي الرائع بتلك النظرة بينما يأكلون بيض السمك بكل أريحية"
قالت تالين وهي تضحك ..
-"تقصدين الكافيار صحيح؟"
هزت ديما رأسها وقالت لنفسها بهمس لم تسمعه الفتاة..
-"هل تقربين لحلا أنت أيضا "
.......................................
جاء اليوم المنشود..حفل الزفاف المنتظر..تقاسم حسام وباسل تكاليف الزفاف فأقيم بأحد الفنادق الكبيرة بناء على طلب حلا ..بينما لم تكن ديما متفرغة لتختار أي شئ .. حتى فستان زفافها لم تكن بكامل تركيزها و هي تجرب واحدا تلو الآخر و لولا وجود ملك معها لكانت ترتدي الآن إحدى التحف الفنية المنقرضة ..نزلت من غرفتها بالفندق مع والدها ليستقبلها باسل فحيا والدها ثم قبل يدها وأخذها معه ليجلسا بالمكان المخصص لهما ..بينما أصرت حلا على أن يكون ظهورها مختلف ..فسرقت الأضواء بدخولها القاعة محمولة على الأكتاف كالملكات إلى المكان الذي يقف به حسام ثم إتجها ليرقصا أولا .. وهكذا توالت الفقرات حتى إنتهى الزفاف فسافر حسام وحلا في نفس اليوم ..بينما قضت ديما ليلتها الأولى في الفندق..
............................................
وقفت دارين في مكتب عاصم تقول بعصبية ...
-"كيف تسمح لتلك الفتاة أن تأخذ أجازة لمدة أسبوع عاصم ..نحن نقع تحت ضغط بسبب فعلتها .. و عملنا تعطل بينما هي ترتاح في بيتها ..فيم كنت تفكر بالله عليك"
نظر لها عاصم ثم شبك يديه وقال بهدوء:
-"إجلسي يا دارين و إهدأي قليلا لما أنت منفعلة هكذا "
جلست أمامه ولكنها لم تتخلى عن عصبيتها فهتفت..
-"كيف يمكنك أن تكون بهذا الهدوء ..ألا يكفي أنك لم تتخذ أي إجراء ضدها حتى الآن..بل وكلتها بعمل أخر"
-"فكري بعملية قليلا ..تلك الفتاة متميزة في عملها ونحن ليس لدينا بديل "
قالت له بهدوء لا يعكس ما بداخلها..
-"لدينا غيرها قسم كامل من موظفي التسويق والدعايا لما تلك الفتاة بالذات"
-"لأنني أثق بها وهذا يكفي"
صدمت دارين و نظرت لعاصم فوجدته ينظر بحزم فعلمت أنه لا رجعة لذا لم تعقب على كلماته وخرجت من مكتبه بداخلها جحيم مستعر فهي لم تكد تتخلص من غدير حتى خرجت لها ديما..
إقترح باسل على ديما أن يقضيا أسبوع في الفندق حتى تتمكن ديما من الإنتهاء من العمل لتجنب زيارات المهنئين في منزلهم و قد أعجبها إقتراحه لذا طلبت من ملك إحضار الحاسوب الخاص بها من منزل والديها و أوراقها الخاصة أيضا ..كان باسل يساعدها و كان متفهما جدا ..لذا وقبل إنتهاء الأسبوع كانت ديما قد إنتهت من التصاميم ..وقضت يومين مع باسل في التنزه و المرح قبل عودتها للشركة و عودة باسل لعمله في المصرف حيث أجل أجازته للسفر بعد إنتهاء ديما..
.........................................
رن هاتف عاصم برقم غدير بتأفف ولم يجيب ولكنها أعادت الإتصال أكثر من مرة بإلحاح فأجاب ببرود:
-"نعم غدير ..ما الأمر؟"
قالت بدلال:
-"إشتقت لك عاصم..لقد تعلمت الدرس أرجوك هل سيطول عقابك لي"
قال بإزدراء:
-"ماذا تريدين غدير ..أنا لست متفرغا لك"
زفرت بحنق على الهاتف ثم أجابته ببرود:
-"أريد أن أرى تالين "
ضحكة ساخرة هي كل ما سمعته منه فأكملت بحنق:
-"أريد رؤيتها عاصم ..هل أحضر للمنزل غدا "
قال عاصم بجمود:
-"لا ..أنا سأسافر في الغد ..يمكنك الإنتظار لحين عودتي"
سألته بتعجب:
-"إلى أين ستسافر؟ وهل ستأخذ تالين معك"
أجابها ببرود:
-"لا شأن لك أين أسافر ..أما عن تالين ستجلس مع جدتي هنا "
قالت بإلحاح:
-"إذا دعني أراها .. هل أحضر للمنزل غدا مساءا؟"
زفر عاصم بضيق ثم قال :
-"لا أطمئن على إبنتي معك في غيابي ..لذا يمكنك مقابلتها في الصباح سأرسلها لك مع جدتي و مربيتها للنادي "
سألته بتعجب:
-"ولما ليس في المنزل؟"
أجابها بإزدراء:
-"لأنني سأكون في المنزل صباحا و لا أريد رؤيتك"
هتفت بغضب مكتوم:
-"حسنا عاصم ..في الحادية عشر يناسبك"
قال ببرود:
-"سأسأل جدتي أولا ثم أجعلها تتفق معك "
أغلق الهاتف في وجهها ثم ألقى به على المقعد بعنف.. نظرت غدير للهاتف بغضب وهي تتوعده ..
...........................................
-"ديما .. ماذا تفعلين حتى الآن ؟"
هتف بها باسل بتعجب .. فقالت ديما وهي تميل برأسها يمينا ويسارا علها تخفف من ألم عنقها ..
-"أراجع التصاميم حتى أتأكد أنني لن أعود لتلك الشركة مجددا"
جلس باسل على ذراع مقعدها ثم خلع نظاراتها و عبث بشعرها المرفوع في كومة مرتخية وهو يقول:
-"هيا لننام الوقت تأخر..لا تجهدي نفسك أكثر إنظري لعينيك أصبحت تشبهين الباندا ولم يمر أسبوع على زواجنا ..هيا حبيبتي هيا"
هتفت ديما بتذمر وهي تلكزه بشدة حتى كاد يقع أرضا:
-"أنا أشبه الباندا ..ألست أنت السبب ..أنت من أصر على إتمام الزواج في موعده "
قال لها ممازحا:
-"أعتذر سيدتي الجميلة ..و هيا لنشاهد فيلما سويا"
رفعت حاجبيها بدهشة و قبل أن تتكلم قال لها :
-"يمكنني السماح لك بالذهاب للشركة عدة مرات ولكن لنجلس سويا اليوم فنحن سنذهب للعمل غدا ولا أعرف متى يمكننا الحصول على أجازة مرة أخرى ..هيا ديما"
تنهدت ديما ثم قالت بحزم:
-"و لكن أنا من ستختار الفيلم تلك المرة ..يكفيني أفلاما عن مصاصي الدماء و الفضائين"
-"ولكن أنا لا أحب أفلام الفتيات الرومانسية ..تصيبني بالغثيان"
قالت ديما وهي تومئ بموافقة:
-"و أنا أيضا لا أطيقها ..لنشاهد الرسوم المتحركة "
قالتها و هي تدلك عنقها أمامه ..فوجدته ينظر لها عاقدا حاجبيه ثم قال بنبرة ذات مغزى أصبحت تفهمه جيدا..
-"أرى أنني تسرعت بالحكم على الأفلام الرومانسية.. لما لا نشاهدا فيلمنا الخاص"
قالت ديما و هي تبتسم بخجل:
-"وقح"
أومأ مؤكدا كلامها وهو يضحك ثم حملها لغرفتهم وسط إعتراضاتها الواهية.
أنت تقرأ
اليتيمة
Casualeممزقة بين الألم و العجز عن البوح.. قيود من دماء هي ما يجمعها بهم.. هل ستحافظ عليها... أم ستكسر تلك الروابط و تتخطى كل من يقف بوجهها