الفصل التاسع عشر
مقيدة بإحكام على مقعد مهترئ في مكان مظلم .. تحاول الصراخ ولكنها لا تجد صوتها .. تلتفت حولها برعب تبحث عن أي شئ أو أي شخص ينقذها ولكنها لا تجد سوى الظلام .. سمعت همسات و ضحكات لم تستطيع تميزها ولكنها حاولت النداء فلم يخرج صوتها من الرعب لا أحد يسمعها حتى رأت خيال ضخم يقف أمامها و يقترب منها رفعت رأسها بخوف من الخيال أمامها ..همس لها بكلمات شهقت عند سماعها وعندما حاولت النظر لوجهه وجدته قد إختفى ولكن بقي فقط صوت ضحكاته التي أخذت تبتعد تدريجيا حتى تلاشت وبدأ صوتها يرتفع قليلا فحاولت الإستغاثة .. وجدت أحدهم يفك وثاقها من الخلف لم تتبين ملامحه حتى ظهر فاستيقظت ديما من النوم و هي تشهق و تستعيذ بالله .. فتح باسل باب الغرفة وأضاء النور ثم جلس بجوارها و ناولها كوب من الماء ثم قال..
-"نفس الحلم مجددا ؟"
أومأت برأسها و هي تبكي ثم قالت ..
-"أنا خائفة باسل .. لماذا أحلم بنفس الشئ كل يوم لقد مر أسبوعين و أنا مازلت أحلم به بنفس تفاصيله "
ربت على رأسها ثم جذبها لأحضانه و هو يحاول تهدئتها فقال بمزاح..
-"كل هذا لأنني أعمل حتى وقت متأخر .. أخبريني أنك إشتقت إلى ولا تفتعلي كل هذا حتى أبقى معك "
شددت ديما من قبضتيها حوله و جذبته ناحيتها أكثر حتى أصبحا متلاصقين .. ثم قالت بضعف..
-"أنا حقا مشتاقة لك .. متى ستنهي هذا العمل "
قبل جبينها وقال بمزاح ..
-" حبيبتي أنا أعمل على الأريكة في الخارج ولكن يمكنني نقل مقر عملي للغرفة حتى ترتاحي أثناء نومك"
ضحكت ديما و هي تقترب منه أكثر ثم رفعت رأسها وقالت له ..
-"حسنا يمكنك العمل هنا من الغد أما الآن يجب أن تجعلني أنام "
إبتسم باسل و هو يرقص حاجبيه و يقول بمرواغة ..
-"فليحترق العمل في الجحيم .. تحت أمرك أميرتي "
بعد فترة من الزمن كان باسل يغط في نوم عميق بينما ديما تنظر له و تتأمله من علو ثم إحتضنته وهي تفكر في ماهية هذا الحلم أو الكابوس إن صح القول و الذي يطاردها منذ أسبوعين ..
..............................................
بعد يومين وقفت ديما مع والدتها في المطبخ تساعدها في تحضير الطعام بذهن شارد فالحلم قد تكرر مرتين بعدما كان متقطعا .. لم تنتبه على حديث والدتها إلى أن لكزتها وهي تقول..
-"ماذا بك يا فتاة .. أحدثك منذ فترة و أنت تقلبي في الحساء حتى كاد يفسد"
قالت ديما بفتور ..
-"عذرا أمي لم أنتبه .. ماذا قلتي؟"
مصمصت والدتها شفتيها وهي تقول ..
-"لم أقل شئ يا حبيبة أمك .. فيم أنت شاردة ..إذا كنت حامل كنا علمنا سبب شرودك ولكنك كل مرة لا تسعديني بهذا الخبر"
زفرت ديما بملل و هي تقول ..
-"ليس مجددا أمي .. متى ستنتهي عن خوض هذا الحديث معي أخبرتك أنها مشيئة الله "
قالت كلماتها ثم تركتها و خرجت .. وجدت والدها و باسل يتحدثان بالسياسة فجلست بجوار والدها وهي تتأفف .. نظر لها باسل فحركت رأسها بأن لا يوجد شئ.. بعد قليل و أثناء تناولهم الطعام و محاولات والدتها الإهتمام المبالغ به بباسل و التلميح مع كل جملة عن الحمل و الأطفال .. رن جرس الباب فقام السيد سليمان بفتحه ليجد حلا و حسام ..رحب بهما فدخلت حلا بينما إكتفى حسام بالسلام ثم ذهب متحججا بعمل طارئ له و أخبر حلا أنه سيمر عليها بعد الإنتهاء منه ..أما في الداخل فما أن عرفت السيدة أحلام أن الطارق هو حلا هرولت إليها ثم أخذتها في أحضانها و هي تبكي و تخبرها كم إشتاقت لها .. كانت ديما تتابع السلام الحار بينهما و تقارنه بمقابلة والدتها الروتينية لها و التي إكتفت بقبلة جافة على وجنتها جذبت السيدة أحلام حلا كي تجلس لتناول الطعام معهم فجلست بعدما حيت الجميع ..قالت السيدة أحلام بعتاب ..
-"أسبوع يا حلا .. تحرميني رؤيتك أسبوعا كاملا كيف أصبحتي بتلك القسوة .. أم أن عمتك .."
لم تكمل حيث تلقت من زوجها نظرة جعلتها تبتلع ما تبقى من الكلام ولكن حلا أمسكت يديها و قالت بأسف..
-"أعتذر خالتي .. ولكن عمتي مريضة وتحتاج لحقن يوميا وريهام من كانت تهتم بها .. لكن الفترة الماضية دخلت ريهام في وعكة و كنت أنا المسؤلة عن كلاهما"
ربتت السيدة أحلام على يدها و هي تقول بحنان..
-"دوما تجعليني أفتخر بك يا حبيبتي .. ولكن وجهك يبدو مصفرا ألا تهتمي بغذائك مجددا .. أنت الآن أصبحت تأكلي لفردين لا يجب أن تهملي غذائك أبدا "
إبتسمت حلا بخجل و ظلت تتحدث مع خالتها وعمها و أحيانا يشاركهم باسل الحديث بينما إكتفت ديما بمشاهدة ما يحدث .. في كل مرة تعاهد نفسها أنها لن تتأثر بمعاملة والديها ولكنها بدون قصد تشعر بغصة في حلقها كلما رأت الحنان الذي يغدقوا به حلا بينما معاملتهم لها جافة وتكاد تكون رسمية .. إنتهى اللقاء وتأخرالوقت و حسام لم يحضر بعد لإيصال حلا و عندما إتصلت به أخبرها أنه قد يتأخر أكثر لذا يمكنها المبيت مع خالتها أو أن تذهب مع ديما و باسل..و رغم إلحاح خالتها لتبيت معها حتى تكتفي منها إلا أنها فضلت الذهاب لمنزلها حتى تستعد في الغد لموعد الطبيب ..ذهبوا ثلاثتهم بعد توديع والديها .. ولم يخلو الطريق من مزاح ديما و باسل و كانت تشاركهم حلا أيضا حتى وصلت منزلها ووعدت ديما بالمرور عليها في وقت أخر..
.................................
وقف عاصم أمام البحر شاردا .. يشعر بشئ يقلقه دائما وكأن صدره يضيق عليه .. نظر لإبنته وجدها تلعب في الرمال مع أحد الأطفال وجدته تنظر لها بحب و تتضاحك معها هي و الطفل الأخر .. و رغما عنه تذكر فتاة أخرى بضفيرة مشعثة وعينين بألوان ممتزجة و ملابس غير منمقة .. رأى أمامه صورة ديما و هي تضحك مع تالين رأى صورتها وهي ممسكة بالبيضة تكاد تلتهمها بكل سهولة عكس من رأى من فتيات يحاولن التشبث بنظام غذائي قاسي حتى ينحفن تذكر عفويتها ولكن تلك الصور إنهارت واحدة تلو الأخرى عندما ظهرت صورة باسل و هو ممسك بيدها و ينظر له بتحدي ..أفاق عاصم من شروده على صوت فتاة أوروبية وقفت بجواره حاولت جذب أطراف الحديث معه ولكنه لم يتحدث كثيرا حيث لمحته جدته و طلبت منه أن يذهب إليها .. فإعتذر من الفتاة بلباقة و توجه لجدته التي ما أن وقف أمامها حتى قالت بإشمئزاز..
-"ماذا تريد منك تلك الصفراء؟"
ضحك عاصم بقوة وهو يقول ..
-"الصفراء؟! ... مممم.. أعتقد أنها أجمل من أن يقال عنها صفراء"
رفعت جدته حاجبيها ثم قالت بإستنكار ..
-"لقد سئمنا الجميلات .. أرجوك إن فكرت في الزواج مرة أخرى أريد فتاة عادية كديما و ليس كتلك ال.."
صمتت جدته فجأة عندما لاحظت تبدل ملامحه فعضت على شفتيها ثم قالت بندم..
-"أعتذر يا ولدي لم أقصد مضايقتك "
إبتسم عاصم ثم قال بهدوء..
-"لا بأس يا جدتي .. أنا سئمت النساء جميعا فلا تقلقي علي لن تؤثر علي تلك الصفراء أو غيرها "
ثم أكمل بمزاح ..
-"ولكن لا بأس من إضافة بعض المرح على تلك الرحلة .. أنا شاب سأقترب من الأربعين و أجلس بجوار جدتي و إبنتي و الخالة كريمة رؤية بعض الصفراوات ستسعدني بالتأكيد"
ضحكت كريمة التي كانت تتابع الحوار من بدايته و لكن جدته لكزتها وهي تقول ..
-"ناوليني هذا الدلو من جوارك لأضربه على رأسه عله يفيق"
ضحك عاصم وهو يبتعد و يرفع يديه بإستسلام قائلا ..
-"لا أرجوك .. ستفسدي جمال هيئتي و لن تنظر لي لا الصفراوات أو الحمراوات حتى "
قال كلماته ثم ذهب لغرفته كي يستريح قليلا بينما جدته تنظر له بحسرة و هي تعلم أن بداخله جرح عميق تسبب به كل من حوله بدأ من والده و حتى المرأة التي أحبها و تزوجت من غيره .. دعت الله أن يريح قلبه ولعل تلك السفرة تهدأ من تفكيره قليلا ..
......................................
رن جرس الباب فذهبت لتفتحه ظنا منها أن باسل قد عاد مبكرا لكنها وجدت ملك أمامها في هئية جديدة ..شهقت ديما من رؤيتها ثم إحتضنتها بشدة وهي تهتف..
-"لا أصدق .. كنت معك منذ أيام لما لم تخبريني"
أغلقت ملك الباب ثم دارت حول نفسها عدة مرات وهي تقول..
-"أردت مفاجأتك .. ما رأيك "
وقفت ديما تتأملها بعيون تلمع ووضعت يدها عند فمها و هي تنظر لحجابها و ردائها الواسع بلون الفيروز ..كانت رائعة الجمال لم تجد كلمات تصفها به و لكنها وجدت بضع الشعيرات الشاردة فعبست بوجهها و قالت ..
-"لا تخبريني أنك ستتركي بعضهن خارجا للذكرى"
قالتها وهي تشير بإصبعها لشعرها فحاولت ملك تعديلهم داخل الحجاب وعندما يأست خلعته تماما وهي تزفر بضيق وقالت..
-"إعذريني لقد إرتديته بالأمس فقط و لا أعلم كيف أضبطه تماما "
إبتسمت ديما وهي تجذبها لتجلس و قالت بود..
-"مبارك لك عزيزتي ..لقد أخبرني باسل أنه يريدني إتخاذ تلك الخطوة و أنا أفكر في الأمر كثيرا خاصة بعد ما حدث"
نظرت لها ملك بعدم فهم .. فعلمت ديما أن عمار لم يخبرها رغم أنه كان مع باسل .. لذا قررت إخبار ملك بما حدث لها.. قصت عليها ما حدث ثم لاحظت التغير الذي بدا على وجه ملك فقالت ديما بتوجس:
-"ملك ؟! .. أنت لا تشكين بي أليس كذلك .. لقد ظهرت برائتي"
أفاقت ملك من صدمتها وقالت لديما ..
-"أنا أعرفك منذ كنا بالجامعة و أعرف كيف تتعاملين مع من حولك ديما أنت لست ساذجة أو ضعيفة .. ولكنك عفوية و هذا ما جعلك تقعي في تلك المصائب الواحدة تلو الأخرى .. لكني لا يمكنني أبدا أن أشك ولو للحظة في أخلاقك ديما أنتي أختي "
إبتسمت ديما و عينيها ممتلئتين بالدموع وقبل أن ترد رن جرس الباب مجددا .. فوضعت ملك وشاحها على رأسها بينما ذهبت ديما لترى من بالباب وجدتها حلا .. دخلت حلا معها وجدت ملك جالسة بغرفة الجلوس فحيتها بإبتسامة وهي تقول بتعجب ..
-"ملك حقا !..هل إرتديت الحجاب ..مبارك لك "
قالت ملك بتحفظ ..
-"شكرا حلا العقبى لك"
أمنت ديما على دعائها بينما قالت حلا ..
-"لا أنا مازلت صغيرة وجميلة لن أرتديه الآن .. سيجعلني أبدو أكبر من عمري مثلك "
نظرت ملك بتأفف وقبل أن تجيب قالت ديما ..
-"ولكنها أصبحت أجمل يا حلا إنظري لها "
إكتفت حلا بإبتسامة لم تصل لعينيها ثم غيرت ديما الموضوع و تحدثت الفتيات في عدة أحاديث حتى فتحت حلا موضوع ديما عندما سألتها ما سر تغير باسل وقتها نظرت ملك لديما بإستفهام فأومأت لها ديما بأنه نعم .. حلا تعرف الموضوع بأكمله ..قالت ملك ..
-"أخي باسل رجل يعرف الله حلا .. لن يأخذها بذنب لم ترتكبه حتى يتأكد .. وقد سعى هو بنفسه لإثبات براءتها "
إبتسمت حلا وقالت بتأكيد ..
-"أجل .. باسل حفظه الله رأيت معاملته لك ديما يجب أن تحافظي عليه فرجل كهذا يندر وجوده في هذا الزمن"
قالت كلماتها الأخيرة بحزن .. فسألتها ديما بقلق..
-"ماذا بك حلا هل هناك ما يضايقك؟"
هزت رأسها وقالت بإبتسامة ..
-"لا .. لا شئ .. أنا مضطرة للذهاب الآن كان لدي موعد مع الطبيب و هو بجوارك لذا أتيت لألقي عليك التحية قبل أن أذهب للمنزل"
قالت ديما بتعجب..
-"هل تذهبي للطبيب بمفردك ؟ .. أين عمتي أو ريهام .. أعتقد أن حسام مشغول بعمله و لكن ليس لتذهبي بمفردك لمتابعة حملك"
إبتسمت حلا وقالت ..
-"حسام حقا مشغول .. فهو يعمل على تأسيس شركة صغيرة مع صديق له وعمتي مريضة و ريهام تجلس معها لذا أفضل الذهاب بمفردي حتى لا أثقل على أحد"
قالت كلماتها ثم همت بالذهاب فلحقت بها ملك و هي تقول ..
-"إنتظري حلا أنا أيضا يجب أن أذهب لا أريد التأخر "
قالت ديما بتعجب ..
-"لما ستذهبي الآن .. لتمكثي معي قليلا و نتناول الغداء سويا"
قالت ملك بفرح ..
-"عمار سيزورنا اليوم و أريد مفاجأته هو لا يعرف حتى الآن"
أومأت ديما بتفهم ثم أوصلتهما للباب و ذهبت لتحضير الغداء و إنتظار باسل ..
..................................................
وقف حسام في الشرفة يتأمل حركة سير السيارات بشرود ..وجد يدين ناعمتين تلتفان حول خصره فإبتسم بحب و هو يلتفت ليحتضن صاحبة الوجه الطفولي ..ثم ضمها لصدره وهو يقبلها .. رفعت رأسها قليلا ثم سألته ..
-"فيم أنت شارد حبيبي ؟.. هل هناك ما يضايقك؟"
إحتضن وجهها وظل ينظر لها بحب قبل أن يميل عليها ويقبلها و هو يقول ..
-"هل يمكنني أن أشرد بشئ أخر غيرك .. طالما أنت معي و بين أحضاني لا أريد التفكير بأي شئ أخر"
إرتفعت على أطراف قدميها لتصل لوجنته فهي بقصر قامتها و هو بطول قامته يشكلان معا شكل رقم عشرة ..قالت بعدها بحب..
-"لا تخدعني حسام أنا لست ساذجة.. هل تفكر في زوجتك"
تغضنت ملامحه و قال بحدة و هو يمسك وجهها بين يديه ..
-"أنت أيضا زوجتي يا رقية .. لا تدعي تلك الفكرة تبعد عن ذهنك "
قالت بعينين غائمتين ..
-"ولكنني زوجتك سرا بينما هي زوجتك أمام الجميع و من ستنجب طفلك أيضا"
قال حسام بحنان..
-"حبيبتي أنت زوجتي أمام الجميع .. لسنا متزوجين سرا ..فقط أهلي و زوجتي لا يعلموا شئ وذلك كي أحأفظ على علاقة أمي بخالي فلو علم بزواجي على حلا سيغضب من أمي ..منذ وفاة والديها وهو يعاملها كإبنته"
شردت رقية في حسام وهي تتذكر كيف قابلته في الخارج و تعارفا ثم أصبحا صديقين مقربين و أخبرها عن حبه لإبنة خاله فكتمت حبها له ..حتى أخبرها يوما أنه سيعود ليتزوجها .. و لكن بعد شهر من الزواج عاد يتحدث معها مجددا ويشكو من زوجته وأنها ليس كما توقع أن تكون .. تقرب منها ثم صارحها بحبه له و تزوجا في أحد الدول المجاورة والتي هي بلد رقية ثم أخذها لتعيش معه في أحد المدن الساحلية و يزورها تقريبا كل يومين .. أفاقت من شرودها على صوته وهو يقول بإبتسامة ..
-"ما رأيك أن أصطحبك لتناول العشاء في الخارج ..هيا بدلي ملابسك حتى أحجز لنا طاولة "
إبتسمت بسعادة وتركته لتبدل ملابسها .. فالأجواء الرومانسية ستكون مناسبة كي تخبره عن حملها .
................................................
أثناء تناول ديما وباسل الطعام .. قصت عليه ما حدث خلال يومها ومفاجأتها بملك فقال لها ..
-"حسنا أنا لن أضغط عليك في هذا الأمر سأتركه لك ولكن أريدك أن تعلمي أنني أفضل أن ترتدي الحجاب و لم أصر عليك منذ البداية لأنني فضلت أن ترتديه عن إقتناع منك"
قالت ديما بسعادة..
-"أنا فكرت بالأمر جيدا و أعتقد أنه حان الوقت .. سأذهب مع ملك في الغد لأبتاع بعض الأوشحة فأنا ليس لدي سوى الخاص بالصلاة فقط"
إبتسم باسل ثم أنهى طعامه وذهب للغرفة وخرج بعد دقائق يحمل في يده رزمة مالية ..ناولها لديما و هو يقول ..
-"إشتري ما يلزمك من أطقم و إن لم يكفي المال ..إستخدمي بطاقة الإئتمان خاصتي "
إبتسمت بسعادة وقالت ..
-"أنا معي مبلغ كبير يمكنني إحضار.."
أشار لها لتصمت ثم قال ..
-"إحتفظي بأموالك ديما .. إستخدمي ما لديك الآن "
رن هاتفها أثناء حديثهم فوجدت المتصل شهد ..تعجبت من إتصال شهد بها في هذا الوقت ولكنها ردت عليها .. وجدت شهد تحيها بلباقتها المعتادة ثم قالت لها ..
-"حفل زفافي سيكون في نهاية الأسبوع وأتمنى أن تحضري "
نظرت ديما لباسل الذي ظن أنها تود بعض الخصوصية فذهب ليعد الشاي ريثما تنتهي ..قالت ديما ..
-"مبارك يا شهد ولكن ..أنا لن أستطيع الحضور .. لقد حدثت بعض الأشياء تجعلني لا أريد الإحتكاك بأحد في الشركة"
قالت شهد بمرح ..
-"أي أحد أم السيد عاصم تحديدا"
خجلت ديما و توجست من أن تكون الحادثة قد إنتشرت في الشركة و لكن قبل أن تجيب سمعت شهد تقول ..
-"و لكن إطمأني ديما فالسيد عاصم في أجازة ولن يعود بعد أسبوعين "
قالت ديما بتعجب ..
-"حقا ؟! .. عاصم رضوان يحصل على أجازات"
أخبرتها شهد بما حدث في الشركة و الفضيحة التي تسببت بها طليقته و خطيبته السابقة و أنه قرر الذهاب كي يرفه عن نفسه أو حتى ينسى الجميع ما حدث .. أغمضت ديما عينيها فلقد حدث ما تخشاه و فضحت أمام الجميع .. لذا إعتذرت من شهد متعللة بعدم موافقة باسل و وعدتها بزيارة لمنزلها بعد عودتها من شهر العسل
عندما دخل باسل الغرفة قصت عليه ما حدث ..فقال لها ..
-"لما لم توافقي على الذهاب؟"
قالت ديما بتعجب ..
-" كيف أذهب باسل؟ .. لقد فضحت بين الجميع "
قال لها باسل بحدة ..
-" أنت لم تفعلي شيئا خاطئا كي تخجلي .. من فعل بك هذا هو من عليه أن يخجل لا أنت .. أريدك دوما مرفوعة الرأس"
إحتضنته ديما من خصره و هي تدعو ألا يبتعد عنها أبدا .
أنت تقرأ
اليتيمة
Diversosممزقة بين الألم و العجز عن البوح.. قيود من دماء هي ما يجمعها بهم.. هل ستحافظ عليها... أم ستكسر تلك الروابط و تتخطى كل من يقف بوجهها