إستيقظت ديما وهي تشعر بالإرهاق الشديد ..شعرت بشئ ثقيل يقيدها..رمشت بعينيها عدة مرات حتى إتضحت الرؤية ..وجدت باسل نائم على بطنه و يضع قدمه وذراعه عليها و فمه مفتوح كالأطفال..نظرت له قليلا تتأمل ملامحه الهادئة..لم يكن باسل وسيما كحسام ولكنه ملامحه كانت هادئة و روحه قريبة من القلب وهذا ما جعلها توافق عليه ..باسل كان دوما هادئ الطباع لا يتحدث كثيرا مشاكس معها هي فقط وهذا ما إكتشفته مؤخرا ..ظلت تتأمله بإبتسامة ولم تنتبه أنه إستيقظ و كان ينظر لها هو الأخر ..عندما وقعت عيناها على عينيه وعلمت أنه ضبطها متلبسة و هي تتأمله إحمرت خجلا ولكنها هتفت بتذمر..
-"أخيرا إستيقظت!.. أشعر وكأن هناك جدار ينام فوقي ..أبعد قدمك ويدك ستقتلني"
إبتسم باسل فإزداد إحمرار وجهها عندما شعرت أنه أصبح أكثر الرجال وسامة بتلك الإبتسامة..قال لها بهدوء وهو يعتدل
-"صباح الخير..ماذا بك يا عزيزتي ها ..هل قدمي ويدي هم من جعلك تتأمليني هكذا"
هتفت بحنق حتى تهرب من خجلها ..
-"لا بل فمك المفتوح وصوت شخيرك المزعج..كنت أتتبع مصدره فكيف لهذا الفم الرائع أن يخرج منه هذا الصوت المزعج"
إبتسم باسل فجحظت عيناها عندما أدركت ما تفوهت به ..لذا قالت لنفهسا بتذمر وهي تترك السرير..
-"منك لله يا إبن سناء سأتأخر على العمل بسببك أنت وفمك .. تبا"
سمعها باسل فضحك بشدة عليها ثم نهض ليستعد لعمله هو الآخر .
.....................................
ذهبت ديما لشركة رضوان بعدما ودعها باسل وهو يخبرها بأن تذهب مع عمار لمنزل والدته لأنها دعتهم للطعام وهو سيتأخر قليلا إذ لديه إجتماع في المصرف حيث يعمل..كانت ديما تحمل ملفاتها الورقية وذاكرة التخزين التي تحتوي على التصاميم ..وتحتضنهم كمن يحمل طفل صغير يخشى عليه من الوقوع .. دلفت الشركة فوجدت الموظفين ينظرون إليها بنفس نظرات الإزدراء التي ظنت أنها ستنتهي بإختفاءها قليلا ولكن على ما يبدو أن كلام باسل صحيح فهؤلاء الناس لن ينسوا ما حدث حتى تقع مصيبة أخرى تلهيهم يجب عليها ترك هذا المكان في أقرب وقت ..لم تعيرهم إنتباهها وذهبت لمكتبها وجدت شهد وعمار كل يعمل على مكتبه فحيتهم بإبتسامة..هتفت شهد بسعادة:
-"مرحبا بالعروس ..هل إزداد جمالك بعد الزواج أم يخيل لي "
خجلت ديما من مجاملة شهد ولكنها إبتسمت وبادلتها التحية ..تحدثت معهم قليلا ثم قالت :
-"أنا سأذهب للسيد جمال حتى أسلم تلك التصاميم ..فأنا أشعر بها كاللعنة ويجب التخلص منها"
وافقها عمار وهو يقول:
-"أجل ديما تخلصي منها بأسرع وقت و أتمنى ألا يعدل فيها السيد عاصم شيئا فنحن تقريبا إنتهينا من التصميم بقي فقط الشعار و الجزء المعدل "
أومأت ديما ثم حيتهم و ذهبت للسيد جمال..وقفت أمام مكتبه وإنتظرت أن يسمح لها بالدخول ..ظلت مساعدته تنظر لها بإستهزاء بينما تبادلها ديما النظر ببرود حتى سمح السيد جمال بدخولها إليه..قال لها بتعجب..
-"تفضلي سيدة ديما ..ما الأمر؟!"
قالت ديما بعملية:
-"ها هي التصاميم التي كلفني بها السيد عاصم"
قالتها وهي تمد يدها بالأوراق و الذاكرة..ولكن السيد جمال قال لها بهدوء:
-"عندما إتصلتي بالأمس ظننتك تعرفي .. أنا لا يمكنني إستلامها منك فالسيد عاصم أمر أن يستلم منك تلك التصاميم بنفسه "
زفرت ديما بضيق و لم تعقب فهي تعلم مدى حساسية الأمر وعلى الرغم من أنها غير مذنبة و لكنها يجب أن تتحمل العواقب فيكفي أن السيد عاصم كان كريما معها ولم يتخذ أي إجراء ضدها..إستأذنت منه ثم خرجت بهدوء و توجهت لمكتب عاصم وجدت ماريا تعمل على الحاسوب أمامها..ذهبت ديما إليها ووقفت أمامها وقبل أن تتكلم إنتبهت ماريا على وجودها ..فنهضت من مقعدها و هي تبتسم بسعادة و تقول :
-"ديما!..ما الذي أتى بك إلى هنا ..أنت عروس يا فتاة يجب أن تتمتعي بتلك الأيام"
لم تتعجب ديما من عفوية ماريا معها فهي من القلائل الذين يعاملون ديما كأنها بشر عادي وليس كائن فضائي لذا إبتسمت بود وقالت :
-"وهل أستطيع الراحة وأنا في تلك الشركة"
تلفتت ديما حولها سريعا و نظرت وراءها خوفا من أن يظهرعاصم من خلفها ككل مرة تتذمر فيها ..إنتبهت ماريا على فعلتها فسألتها بقلق:
-"ماذا ديما ؟.. هل أنت بخير؟"
أومأت ديما ثم قالت:
-"أجل بخير ..هل يمكنني رؤية السيد عاصم ؟"
رفعت ماريا حاجبيها بدهشة وقالت :
-"السيد عاصم ليس هنا .. سيسافر مساء اليوم "
هتفت ديما بجزع:
-"ماذا؟! .. سيسافر !ولكن لما و التصاميم ماذا أفعل بها"
قالت ماريا بأسف:
-"سيسافر كي يتفق مع أحد الأطباء في الخارج حتى يجري عملية لتالين"
سألتها بقلق:
-"ماذا بها تالين .. هل هي مريضة؟"
-"ستجري عملية زراعة قوقعة ..فهي صماء"
إندهشت ديما مما قالته ماريا فهي لم تلحظ الأمر من قبل أرادت أن تطمئن على الفتاة ولكن قاطعها دخول دارين للمكتب وهي تهتف بعصبية :
-"ماريا ..لماذا لم يتم التحضير للإجتماع حتى الآن ؟ هل سأفعل كل شئ بمفردي ..أم لغياب عاصم ستقضي نهارك في الثرثرة"
زفرت ماريا بضيق وهي تقول :
-"لقد بعثت رسالة للجميع سيدة دارين و سيتم تجهيز غرفة الإجتماعات الآن ..مازال هناك وقت فالإجتماع في الواحدة"
ردت دارين بإستعلاء:
-"لا أريد أخطاء عاصم وكل الأمر لي و أنا لا أتهاون في العمل"
نظرت لديما بإزدراء ثم قالت:
-"وأنت ماذا تفعلين هنا .. ألم تخبري السيد جمال بالأمس أنك إنتهيت من التصاميم"
قالت ديما ببرود:
-"أجل إنتهيت و أتيت من أجل تسليمها للسيد عاصم .. لكن وبما أنه غير موجود وأنت المسؤلة فلتأخذيهم أنت"
ضحكت دارين بسخرية ثم قالت :
-"هل قال لك أحدهم أنني بتلك السذاجة لأستلم منك تلك التصاميم..وما يدريني أنك لم تعطي نسخة منها لأحد المنافسين و تجعليني أنا المسؤلة ..لا عزيزتي لن أقع في هذا الفخ"
تنهدت ديما بضيق وهي تقول:
-"متى سيعود السيد عاصم من السفر إذا "
أجابتها ماريا :
-"سيعود بعد أسبوعين أو ثلاثة ..فهو سيرسل لتالين ما أن يتفق مع الطبيب"
قالت ديما بجزع:
-"ماذا؟ ثلاث أسابيع .. ماذا سأفعل في هذا الوقت"
قالت دارين بتهكم قبل أن تخرج:
-"على الرغم أنك لا تستحقين تلك الفرصة من الأساس ولكن ليس لدينا وقت لذا يمكنك الذهاب لعاصم في منزله.. فالطائرة ستحلق في السادسة ..يمكنك اللحاق به قبل أن يذهب للمطار و إذا تمت الموافقة سيرسل هو التصاميم لماريا .. أما إذا عدل فيها فيبدو أنك ستشرفينا لمدة أطول"
إعترضت ديما بشدة:
-"كيف أذهب لمنزله .. هذا لا يصح"
قالت ماريا بعملية:
-"السيدة دارين على حق ديما .. ليس أمامك فرصة أخرى و إلا ستنتظري ثلاث أسابيع "
وقفت ديما تتنهد بضيق لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله..لذا إستأذنت من ماريا و ذهبت لتخبر شهد وعمار بما حدث فقالت لها شهد:
-"أعتقد أنهم محقين ديما .. إذا أردتي التخلص من تلك المهمة عليكي الذهاب "
قالت ديما بضيق:
-"كيف أذهب لمنزل الرجل هكذا بمفردي..هل يمكنك القدوم معي عمار؟"
هز عمار رأسه نفيا و هو يقول بأسف :
-"لن أستطيع فهناك إجتماع مع السيدة دارين لمناقشة التصاميم و سأحضره مع السيد جمال و لكن يمكنني المرور عليكي بعدما أنتهي لنذهب سويا للخالة سناء"
قالت شهد لتطمئنها:
-"لا تقلقي ديما السيد عاصم منزله يعج بالخدم و جدته وإبنته تعيشان معه أيضا ..لما الخوف هو مديرك و معظم الموظفون في الشركة يذهبوا في مثل تلك الحالات"
كانت تشعر بالإرهاق و دوار بسيط ..لذا هاتفت باسل لتخبره و لكنه أرسل لها رسالة يخبرها أنه في إجتماع مهم ..لذا قررت الذهاب و إتفقت مع عمار أن يأتي إليها بعد إنتهاء الإجتماع..
.................................................
وقفت السيدة جليلة في ردهة المنزل تنتظر تجهيز تالين فرآها عاصم ..ذهب إليها و قبل رأسها و هو يقول بإعتذار:
-"أسف على تعبك معي أنا و إبنتي .. إن كنت لا تريدين الذهاب فقط أخبريني فهي على كل حال لا تستحق رؤيتها"
هتفت جدته بتذمر:
-"لست ذاهبة من أجلها .. أنا ذاهبة من أجل تالين فهي تريد رؤية والدتها..و أنا لن أطمئن على الفتاة معها بمفردها سأخذ كريمة معي و مربيتها أيضا و طاقم حراسة إن إستطعت أيضا"
ضحك عاصم وهو يقول :
-"أنت تبالغي جدتي .. على كل حال ستكون معك كريمة والسائق و لو شعرت بعدم الإرتياح لا تكملي اليوم"
أومأت برأسها وهي مازالت تشعر بالضيق من تلك المقابلة..نزلت تالين وهي تضحك هاربة من مربيتها التي كانت تمسك بربطة شعرها حيث أصرت الفتاة على تركه منسدلا بينما تلح مربيتها على ربطه لها ..وقفت أمام والدها وإحتضنته وهي تخبره بأن ينقذها من ربطة الشعر ..فقالت الجدة:
-"إربطي شعرك تالين حتى تستطيعي اللعب دون أن يعرقلك"
قالت الفتاة بطفولية:
-"لا .. اليوم سأقابل أمي أريد أن أبدو جميلة وتلك السماعات في أذني تجعلني قبيحة وهي لا تحبها لذلك سأخبأها بشعري حتى لا أضايق أمي ..أريدها أن تلعب معي اليوم"
صدمت السيدة جليلة من كلام الطفلة ..بينما نزل عاصم لمستواها وإحتضنها و هو يقول بألم:
-"أنتي جميلة جدا ..في كل حالاتك جميلة للغاية ..وتلك السماعات تساعدك حبيبتي لا تجعلك قبيحة ..بل تجعلك مميزة"
إحتضنته تالين فإقتربت المربية لتربط شعرها ليوقفها عاصم بيده وهو يقول :
-"لا إتركيها تفعل ما يحلو لها .. هيا حبيبتي إستمتعي بوقتك ولكن لا تتعبي جدتك "
قبلها من وجنتيها ثم تركها لتذهب مع جدته ..وهو يشعر بقلبه يتمزق كمدا على ما وصلت إليه طفلته .. ويلعن غدير على الألم الذي تسببه لها .
.....................................
بعد قليل كان عاصم في غرفة مكتبه أمر الخادمة أن تحضر له كوب من القهوة ..وقال لها :
-"ستأتي موظفة من الشركة بعد قليل ..أخبري موظفي الأمن ليدخلوها مباشرة .. إسمها ديما"
أومأت الخادمة ثم ذهبت لتحضر له القهوة..بعد بعض الوقت وصلت ديما لمنزل السيد عاصم وهي تلعن حظها ..فالطريق طويل جدا كما أنها تشعر بالإرهاق و شمس الظهيرة جعلت الأمر يبدو شاقا وكعادتها التي لم تتخلى عنها جادلت مع سائق السيارة على المال ثم بعد فترة من الجدل إضطر السائق ليأخذ المال منها وهو يشتمها في سره و يشتم من جعله سائق ليقابلها.. وقفت أمام البوابة الضخمة وأملت إسمها للحارس الذي أدخلها مباشرة ..وقفت أمام باب المنزل وقبل أن تطرق الباب فتحت لها سيدة أربعينية بزي الخدم و أدخلتها جلست ديما على مقعد مذهب وظلت تتأمل أساس المنزل ..وجدت نوعا من الرفاهية و الثراء لا تراه سوى في التلفاز كما قالت حلا من قبل .. أثناء تأملها دخلت الخادمة مرة أخرى وهي تحمل كوب من العصير جعل لعابها يسيل ..فهي تكاد تموت عطشا ثم قالت بعملية :
-"السيد عاصم سينزل بعد قليل"
أومأت ديما بإبتسامة ثم بدأت تشرب العصير وهي تتأمل المنزل بعينيها .. إتصلت بها ملك فلم تجيبها و إكتفت برسالة تخبرها أنها في منزل السيد عاصم ..وظلت تتراسل مع ملك لبعض الوقت .
بعد فترة سمعت ديما صوت الخادمة وهي تنادي بإسمها وتهزها
-"سيدتي .. سيدتي هل أنت بخير"
فتحت ديما عينيها ثم نظرت حولها وجدت نفسها نائمة على المقعد إحمر وجهها خجلا و إعتدلت في جلستها و هي تشعر بالدوار أمسكت رأسها وهي تقول للخادمة:
-"أعتذر ..يبدو أنني غفوت..أين السيد عاصم؟"
قالت الخادمة :
-"السيد عاصم ذهب منذ فترة لقد ظننت أنك قابلتيه"
هتفت ديما بجزع:
-"ماذا؟ .. متى ذهب ؟ تبا لهذا الحظ"
قالت الخادمة بهدوء :
-"سيدتي من فضلك أخفضي صوتك قليلا ..هذا لا يصح"
إعتذرت ديما ثم عدلت ملابسها و خرجت بالأوراق وهي تلعن حظها العثر .. و أثناء خروجها وجدت تالين تركض ناحية الباب وهي تصيح بأغنية أجنبية للصغار ..صرخت عندما رأت ديما و إرتمت في أحضانها .. تعجبت السيدة جليلة من الأمر فسألت كريمة :
-"من تلك الفتاة يا كريمة هل رأيتها من قبل؟"
قالت لها كريمة بتعجب:
-"لا .. تلك هي المرة الأولى التي أراها فيها يبدو أن تالين تعرفها"
لحقت الجدة بتالين ووقفت أمام ديما التي كانت منشغلة بالحديث مع الطفلة ولم تنتبه لها لذا حيتها بهدوء وقالت:
-"مرحبا يا إبنتي .. أنا جليلة الهاشم جدة عاصم .. ومن أنت "
قالت تالين بمرح:
-"إنها صديقتي ..هي تعلمني كيف أحارب بالجزرة السحرية"
خجلت ديما من حديث الفتاة ولعنت نفسها أنها خرجت من منزلها على عجالة ولم تهتم بمنظرها قليلا ..فالسيدة التي تبدو فوق الستين أنيقة للغاية بينما هي تبدو كبائع متجول و أيضا بلهاء تعلم فتاة صغيرة الحرب بالجزر..ردت التحية بحرج وهي تقول:
-"مرحبا سيدتي .. أنا ديما أعمل كمصممة في قسم التسويق في شركة رضوان .. وكنت هنا من أجل تسليم بعض التصاميم للسيد عاصم"
لمعت عينا السيدة جليلة عندما سمعت الإسم وهي تتذكر وصف عاصم لها .. ظلت تتأملها قليلا بتحسر فالفتاة جميلة و تبدو قريبة من تالين و مهذبة ..تنهدت بأسى ثم قالت بإبتسامة..
-"مرحبا بك يا إبنتي لما لا تبقي معنا لبعض الوقت "
كانت تشعر بالدوار قليلا لذا فكرت أنها لو بقيت خمس دقائق أخرى لإفترشت الأرض و نامت في بهو منزلهم دون إهتمام ..لذا قالت بحرج :
-"أعتذر سيدتي ولكن أنا يجب أن أذهب .. شكرا لك "
ألحت تالين عليها ولكن قبل أن تجيبها رن هاتفها بإسم عمار فقالت لها :
-"أسفة تالين .. ها هو عمار قد وصل ليقلني يجب أن أذهب"
قالت الجدة بفضول:
-"هل عمار هذا يكون زوجك؟"
إبتسمت ديما وهي تقول:
-"لا هو خطيب صديقتي التي تكون شقيقة زوجي "
تنهدت السيدة جليلة بتحسر فهي إعتقدت أنها ما تزال مخطوبة فقط وأرادت السؤال بطريقة ملتوية ..قالت لها بإبتسامة:
-"إتركيها تالين حتى لا تتأخر..إذهبي حبيبتي لا تجعليه ينتظر"
لوحت ديما لتالين وحيتهم بإبتسامة ثم ذهبت لعمار الذي وقف أمام البوابة ممسك بهاتفه و على وشك الإتصال بها مرة أخرى ..ركبت السيارة وهي تزفر بضيق فسألها بتعجب..
-"ماذا حدث ؟هل عدل شئ ؟"
هزت رأسها نفيا وهي تقول بضيق:
-"لم ألحق به .. عندما وصلت كان هنا ولكن يبدو أنني غفوت على المقعد من شدة التعب ..فذهب "
لم يستوعب كلامها فقال:
-"ماذا تعني بأنك غفوت؟"
قالت ببساطة:
-"نمت وأيقظتني الخادمة"
إنفجر عمار بالضحك و هو يتحرك بالسيارة .. بينما هي لم تستطع المقاومة فشاركته الضحك و ظلا طوال الطريق يسخرا من الموقف ويستعيدا ذكريات لمواقف مشابهة حدثت معهم .
أنت تقرأ
اليتيمة
De Todoممزقة بين الألم و العجز عن البوح.. قيود من دماء هي ما يجمعها بهم.. هل ستحافظ عليها... أم ستكسر تلك الروابط و تتخطى كل من يقف بوجهها