المشهد الثالث

2.8K 203 0
                                    

..

المشهد الثالث

ابتسمت السيده غاده بسعاده لتقول..
-حقا وافقت ان تتزوجها ...ياعزيزي كم انا سعيده بهذا القرار..

رغم وجوم وجهه إلا ان سعادة والدته جعلته يبتسم ولكن لم يختفي العتاب من صوته ليقول..
-وهل كان هذا القرار بإرادتي ياامي
ضغطك وتهديدك هو سبب القرار

جلست غادة سريعا لتقول..
-حبيبي اقسم لك ستعشقها الفتاه جميله ورقيقه و..

قاطعها..
- إذا حددي موعد الخطبه لتناسب إجازتي القادمه
سأفعل ما تريدين ولكن دعيني استمتع بإجازتي تلك دون خلافات ياامي

وقفت بسعادة قائلا..
-حسنا حسنا..سأذهب لأحادث العروس واخبرها
ستعجبك للغايه..كنت اتمناها لك..والحمدلله انك قبلت

خرجت غادة من غرفة رائف ليغمض عيناه داعيا..
-اتمني ان لا اندم علي تلك الخطوة..اتمني

ثم وقف وارتدي ملابسه مستعدا للخروج والتنزه قبل ميعاد سفرته بعد خمس ايام
ليتصل بأصدقائه ليقضي معهم بعض الوقت..ليجب احدهم ...
-والله اشتقنا يا جامع الأصدقاء..إن لم تتصل بنا كنا سنأتيك الي داخل غرفتك والله

ضحك رائف بمودة لأصدقاء العُمر..
-والله وانا اشتقت لكم يا كريم..هيا أنا في طريقي الي الخارج أين أنتم الآن !

-نحن في مقهي عبدالعزيز..الرجل مُكتئب وجئنا لنشرب جميع المشروبات مجانية لنزيد إكتئابه

قهقه الجميع ليهتف عبدالعزيز جواره..
-ياأخي لما تحاول إفساد ما تفعله لأجلي...والله ياكريم إكتئابي لن يبرح حتي اتشابك معك واطرحك ارضا

هتف رائف ضاحكا..
-أنتظر عبدالعزيز..سأتي ونطرحه ارضا سويا
هيا أغلقوا انا في طريقي اليكم

انطلق رائف اليهم بميزاج رائق..اصدقائه قادرين علي تحويل حالته النفسيه..لا ضغينه ولا حقد ولا اي شيئ سيئ بينهم..يقفون مع بعضهم البعض..لا يتركون فرداً حزين او وحيد...من أيام الجامعة وهم خير معين لبعضهم

كريم وفتحي وعبد العزيز وفريد ورائف...تلك الأسماء ارتبطت ببعضها لبعض من أيام الجامعه
الي ان تزوج احدهم والتحق بوظيفه..والاخر افتتح مشروعه المُستقل...والذي ورث أباه...ومن سافر خارجا

رغم إنشغالهم بحياتهم الخاصه إلا أن قلوبهم لازالت متصله..والموده دائمه
أبتسم رائف حين وصل اليهم وعانق عبد العزيز أولا هاتفا...
-زيزو أشتقت اليك يارجل

-وانا اشتقت لك..طالت سفرتك تلك المره

ثم توالت المصافحات العاليه والسلامات العاليه التي تخالف سلامات الفتيات تماما
ليجلس رائف مبررا سفره الطويل...
-الشركه عقدت صفقات متتالية وبصفتي المُهندس الأقدم سافرت مع الإداره من بلد الي أخري حتي انتهوا أخيرا
انتم كيف حالكم...كيف حال زوجتك كريم متي تضع مولودكم

انشرح وجه كريم ليقول باسما..
-الأميرة ستنير العالم بعد يومين أو ثلاث
رغم أنها من المفترض تأتي مبكرا عن هذا

-اتمني أن احضر ولادتها قبل سفري

-اتمزح يارجل..توك قد أتيت..متي ستسافر !

-سأسافر بعد ثلاث أيام..اي فجر اليوم الثالث
طلبت من الشركه مد ايام الإجازه رفضوا فالسفره مهمه للغاية ..رغما عني ياكريم

ربت فريد علي قدمه قائلا..
-لا تقلق ان صادف سفرتك قبل مولدها
سنكون معه ونصورها لك..او سنتصل بك

هتف عبد العزيز باسما..
-العقبي لك رائف..لم يتبقي سواك..فريد وقد عقد القران
متي تنوي ياأخي !

تنهد رائف وقد انكمشت ملامحه ليقول..
-علميا سأخطب في الإجازه القادمه
عمليا انا لا اريد هذه الخِطبة

انتبهوا لكلماته جيداً ليقول كريم..
-ماذا تقصد !

قص رائف ماحدث مع والدته وما آلت اليه الأمور
وعن قراره بالموافقه..ليهتف فريد بحنق..
-كيف توافق رائف..ستتزوج امرأه لا تحبها !

أجاب كريم بهدوء بدلا عنه..
-الحب ليس شرطًا كريم..الشرط وجود التفهم بينهم
وإن لم تجد تفهم في علاقتكم لا تكمل رائف

همهم رائف بثقل ليقول..
-اتركوا الأمر لله...عبدالعزيز أمس شربت كوب قهوه في أحد المطاعم كان ممتاز ..وعلمت انهم يصنعونها علي الرمال الساخنه لتصبح القهوه بهذه النكهه

همهم عبدالعزيز ليقول..
-اهناك من لازال يصنع القهوة علي الرمالة !
المكينات تربح الآن يا رائف

-لا ،حين تتذوقها أراهن انك ستجلب تلك الرماله
هيا الي هناك لتتذوقها

وقف الشباب متجهين الي المطعم ليذوقوا تلك القهوه التي أشاد بها رائف...والمعروف عنه انه ذواقه لما يخص القهوه بكل انواعها
                             ***

رائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن