المقدمة ♥️

23.3K 234 27
                                    

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد ، لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ❤️..

-------

داخل سيارة أنيقة , فاخرة .. بيضاء وتبدوا حديثة.
يقودها شاب حسن المنظر , يرتدي اللباس الرسمي للبلاد .
ما جعله يبدوا وسيما جدا , لكل من تقع عيناه عليه .. خاصة الفتيات بالطبع .
بجانبه فتاة محجبة , بعباءة سوداء واسعة , ضاعت هي بداخلها .
تلف حول جسدها من الأعلى , وشاحا واسعا جدا .. النقاب بحجرها , خلعته بسبب الحر الشديد في هذا الوقت من السنة .
متكتفة , تسند رأسها على النافذة .. تفرك يديها بقوة .
تكاد تموت من التوتر والارتباك .
التفت إليها , وتنهد وهو يرى أثر التوتر عليها .
مساعد / هدّي حالك شوي يُمنى , على هالحال ما راح تدرسين .
التفتت إليه بهدوء ثم عادت تنظر أمامها وهي تتنهد / ماني قادرة يا مساعد , شفت قد إيش في رجال قدام المبنى ؟ يا ويلي حسيتهم كلهم يطالعون فيني .
ابتسم , ثم مد يده ليمسك بكفيها المضمومتين , وضغط عليهما / ما عليك يا روح مساعد , أنا بكون معك لين تتخرجين بإذن الله , وما راح يضرك شيء طول ما انتي محافظة على نفسك بالأذكار والحجاب .
أومأت برأسها وهي تسحب كفيها ببطء , ورفعت أصابعها تتلمس النافذة
.
تحيط بها هالة من الغم والخوف .
كيف ستنسى ما حصل ؟ كيف يمكنها مواصلة حياتها وكأن شيئا لم يكن ؟
لتقول بهدوء / والله ما ودي أتعبك معي كثير , بس تحملني شوي لين أتعود على الوضع .
ضحك مساعد ليريحها / والله يا يُمنى لو قلتي مثل هالكلام مرة ثانية اني لا أزعل منك , أي تعب وأي بطيخ .
ابتسمت له بامتنان / الله لا يحرمني منك , ما أدري من دونك إيش بسوي .
اكتفى بابتسامة , وهو يركز على الطريق الوعر .. الذي يؤدي إلى منزل جده .
مرّ بعض الوقت , لتتأفف يُمنى وتقول / يعني الحين كل يوم يبي لي أروح وأجي من هالطريق الخايس وأقطع كل هالمشوار ؟
هز رأسه نفيا / لا , أنا جهزت كل شيء من أول , وعندك أكثر من خيار وأكثر من بيت .
عقدت حاجبيها باستنكار / أي بيت وأي خيار ؟
مساعد / عندك بيت أخوك جمال وزوجته .........
قاطعته بصرخة مستنكرة / الملسونة , لو أموت ما قعدت عندهم .. بس تعال لحظة , يعني تباني أسكن في المدينة وأخلي بيتي ؟
مساعد / أدري ما راح تتحملين هالطريق يوميا , عشان كذا فكرت بهالشيء .. واسمعيني للنهاية , إذا مو اخوك جمال عندك ولد أختك , جابر وزوجته فرح , وأفضل خيار .. بيت أختي حسناء , تعرفين إنها ساكنة لوحدها .
تأففت وهي تتكتف مرة أخرى / جابر وفرح توهم متزوجين يعني تتوقع مني بروح أتلقف عندهم ؟ وحسناء ما سكنت لوحدها إلا عشان تكون وحيدة ما بروح أزعجها .

تنهد وهو يطرق بأصابعه على المقود / لا تشيلي هم , بكلمها إذا رضت بتسكنون مع بعض , ولا بشوف لك شقة ثانية .
ارتجفت من مجرد التخيل / ما بسكن لوحدي .
ابتسم لها / بكون معك إن شاء الله .
تظاهرت بالعبوس / لا كذا كثير مساعد .
قاطعها / أصص وصلنا , يلا روحي نامي زين .. تدرين هذا آخر اسبوع في الاجازة والكل بيجي يسلم عليك , خواتي بيجونك بعد شوي .
أومأت بإيجاب , وهي ترتدي نقابها وتنزل بعد أن سلمت عليه .
ولم تستغرب عدم ذكره لمنزل عمها راشد , الأقرب إلى المبنى من جميع ما ذكر للتو .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن