لم تغب الشمس بعد ..
الجميع مستمتع بالهواء فوق الجبل .
إلا يُمنى التي زادت ارتعاشتها , حتى آلمت ذراع بشرى من شدة ضغطها وغرس أظافرها الطويلة عليه .
دفنت وجهها بصدر بشرى , تقول بصوت مرتجف / أبي أرجع البيت , تكفين أبي أرجع .
ربتت بشرى على ظهرها / طيب حبيبتي الحين بنرجع , بس انتي اهدأي .
آلمها قلبها على الصغيرة يُمنى ..
وتذكرت ما سمعته قبل 10 سنوات .
حين كانت في كنف أبيها وأمها ذلك الوقت , وكانت تبلغ السادسة والعشرون من عمرها .
وما إن سمعت بالأمر حتى هرولت إلى منزل خالتها والدة يُمنى , بما إنها كانت أيام العطلة الصيفية , فلك تكن منشغلة بالتدريس مثلا .
لتجد الأمور في فوضى تامة .
انصدمت .. بل صُعِقت وهي ترى ما يحصل أمامها .
كانت خالتها تخرج من المطبخ , بوجه مبلل بالدموع .. وتحمل بيدها سكين , متحولة إلى الأسود .
أسرعت نحوها ووقفت أمامها بدهشة / خالتي وش قاعدة تسوين ؟
أبعدتها خالتها ودفعتها جانبا , لتصعد إلى حجرة يُمنى بخطوات سريعة .
وتركض هي خلفها وقلبها يخفق خلف ضلوعها بعنف .
حين اقتربت من حجرة يُمنى , كانت صوت شهقاتها العالية تصل إليها .
تبكي بصوتها العالي , بكاء يقطع أنياط القلب .
وحين دخلت خالتها , صرخت يُمنى بقوة .. حتى ظنت أن البيت سيُهدم عليهم من قوة صرختها .
كان زوج خالتها في الداخل , يقف بجانب يُمنى , يحاول تهدئتها .
ولكن من أين لها ذلك ؟
وقد رأت هذه السكين على يد أمها ؟
ليصبح وجهها شاحبا كالأموات , وتسكن شهقاتها
وتتسع عيناها تماما , وهي تضم ركبتيها إلى صدرها , وتحشر نفسها في الركن أكثر وأكثر .
شهقت بشرى حين رأت خالتها تقترب من ابنتها أكثر , لتقف أمامها / خالتي اصحي وش ناوية تسوين ؟
صرخت بها بغضب / بعدي عني بشرى ولا بحرق وجهك انتي .
فغرت فمها بذهول , وهي لا تصدق ما تسمع .
هل تنوي حرق وجه ابنتها ؟تفاجأت بنفسها على الأرض , حين دفعتها خالتها مرة أخرى حتى سقطت .
تعالت صرخات يُمنى مرة أخرى , بل وصرخات بشرى أيضا , وهي تحاول إيقاف خالتها بقوة .
إلا أنها كانت كالمغيبة عن الوعي تماما .
ولا تستوعب ما حولها , وهي تصرخ بقهر / قلت لك ما تطلعين من البيت لوحدك , ولا تبعدين عنه , بس ما سمعتي كلامك لين صار اللي صار , لو ما لحقك ولد عمك إيش كان بيصير .
يُمنى بنبرة تستنجد بها أمها وترجوها أن لا تفعل ما تنوي فعله / آخر مرة والله آخر مرة , خلاص ما عاد بخرج من البيت , ولا بروح أي مكان , حتى بين عمي راشد ما بروح له , تكفين لا تسوينها الله يخليك يمه لا تسوينها أبوس رجولك .
كل رجاءاتها صار في مهب الريح , ووالدتها تحاول إبعاد كفيها عن وجه يمنى الذي غطته .
وبشرى تصرخ من خلفها , وانصدمت وهي ترى زوج خالتها ساكن الجسد ولا يفعل شيئا .
لتقترب هي منه دون شعور , وتمسك بذراعه وهي تترجاه وتبكي / خالي سو شيء , وقفها تكفى لا تموت البنت .
أبعد ذراعها بلطف , وهو يهز رأسها بأسى ..
ليزداد نحيبها , وتركض نحو سعود الذي دخل للتو / سعود تكفى سو شيء وقفها , بتحرق وجه يمنى .. تكفى .
أسرع سعود نحو والدته / يمه تكفين لا ...........
اختفت باقي الأحرف داخل فمه , مع علو صوت صراخ يُمنى العالي جدا , والذي آلم آذانهم من قوتها .
توقفت دموع بشرى عن النزول من الصدمة .
وسعود توقف في المنتصف من شدة دهشته وذهوله , حتى مساعد , سقط جالسا على ركبتيه .
وهو يرى يُمنى تتلوى من الألم .
وجدته تبتعد , لتضع السكين على المنضدة , وتأخذ السكين من عليها .
أما جده فولاهم جانبه , وهو يمسح دموعه .
استوعبت بشرى من صدمتها , وهي ترى خالتها تقترب من يمنى مرة أخرى بالسكين , وتمسك بشعرها الطويل .
ركضت حوها مرة أخرى وأمسكت بكفيها برجاء / خلاص يا خالتي تكفين , كذا كافي والله كافي , الرجال ما قدر يعتدي عليها ولا قدر يغتصبها , ليش مكبرة الموضوع لها الدرجة , بتعقدين الصغيرة يكفي .
أبعدتها خالتها وهي تبكي بحرقة / مو أول مرة يا بشرى مو أول مرة , لو ما لحق عليها سلمان كان بيسويها , بنتي كانت بتضيع مني , أكثر من واحد كان بيغتصبها يا بشرى وكل مرة تسلم بفضل ربي , ما أبي هالشيء يتكرر .
بشرى برجاء / ما راح يتكرر خالتي أوعدك ما راح يتكرر , أساسا هي قربت تتغطى لا تعقديها تكفين , لو صار شيء مرة ثانية أنا بتحمل المسؤولية , بس خلاص يكفي .
أنت تقرأ
رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.
Romanceرواية مقتبسة من قصة واقعية لفتاة سعودية اسمها يُمنى ، أحداث شيقة ..