البارت الثاني ♥️

4.6K 105 17
                                    


بعد ان انتهوا , وحان وقت دفع المبلغ .
أخرج عاطف محفظته , ليشهق / نسيت فلوسي وبطاقتي في البيت .
نظر إليه عائض بصمت , ونظرات حادة / احلف .
ازدرد ريقه وأخفض رأسه , كأنه نادم ومُحرَج .. ليقول بهدوء / خلاص انت ادفع الحين , إذا رجعت البيت برجع لك , صدقني .
ضربه عائض على رأسه / ماهي أول مرة يا حمار , أدري انك متعمد , بس دواك عندي .
ضحى / إيه والله متعمد , شفته يخرج الفلوس والبطاقة ويحطها في الدرج قبل لا يجي .
رمقها عاطف بنظرة حارقة لتبتلع لسانها .
كتم عائض ابتسامته , ليخرج المبلغ من جيبه ويدفع .
ليضرب عاطف على رأسه من الخلف بقوة / آخر مرة , لا وعازم الجيش كله .
كتم ضحكته هو الآخر , وقلبه يتراقص فرحا لأنه لم يضطر للدفع .

خرجوا من المقهى متجهين إلى السوق .
فاجأ عائض نجد , حين افترق الجميع وأصبح هو معها , حين سأل / يُمنى وش تحب ؟
رفعت أنظارها إليه بدهشة / إيش ؟
تحاشى النظر إليها , متظاهرا بالإنشغال بما بيده / أقول يُمنى وش تحب ؟ أبي أشتري لها شيء , بما إني بروح بعد هالفترة الطويلة .
فغرت فمها بذهول , لتمسك بذراعه وتسحبه معها إلى الخارج , حتى أجلسته على مقعد وجلست بجانبه / احلف , بتروح ؟
هز رأسه بإيجاب / أبوي يبيني أروح , غصبا عني .
نظرت إليه بصمت لبعض الوقت , ثم قالت / طيب , يبيك تروح غصب , بس .. بس خلاص ما لك دخل فيها , إيش اللي إيش تحب يُمنى وتبي تشتري لها ؟
رمقها بنظرة غريبة , لتسأل بصدمة / لسه تحبها ؟
تنهد بضيق / ما نسيتها أبد .
أشفقت عليه نجد / يا روحي يا عايض , المفروض تنساها من أول , خلاص هي ما عاد تبيك ولا من نصيبك .
أجابها بهدوء / حاولت أقنع نفسي بهالشيء من خمس سنين , بس .. ما قدرت , وظنيت إني نسيت , بس كل ما رحتوا انتوا للديرة أرجع أفكر فيها مثل قبل , والحين عاد وأنا رايح بعد هالمدة !
عضت شفتها بحزن / طيب عايض روح , بس لا تأخذ لها شيء ترى مو من صالحك إذا تقدمت أي خطوة , ما دام مافي أمل ترجعون لبعض .
نظر إليها بحدة / ليش مافي أمل ؟ نجد تكفين على الأقل انتي اوقفي معي , تعبت ترى .
نجد / لأنك تعبت يا عايض ما أبيك تتأمل زيادة وتنجرح , يُمنى جاها اللي يكفيها , لا ترجع تدخل في حياتها مرة ثانية , تراها بالقوة رجعت وقفت على رجولها , حتى لو كنت أخوي , أنا ما أرضى عليها , سامحني .
تنهد هو الآخر بضيق / تتوقعين عايض ممكن يأذي يُمنى بيوم من الأيام ؟ تعرفين قد إيش أحبها , وقد إيش أخاف عليها حتى من نفسي .
نجد بإصرار / يا حبيبي يا عايض والله عارفة إنك مستحيل تأذيها , بس هي خلاص , ما تثق بأي أحد غير مساعد , مستحيل تسمح لأحد يدخل حياتها مرة ثانية , لا انت ولا أي أحد غيرك .
اكتفى بالصمت , وعيناه تنظران إلى الفراغ أمامه .
يعرف هذا الشيء جيدا .
ولكنه غير قادر على نسيان تلك المخلوقة .
لكم يغار من مساعد , ويحقد عليه لقربه من يُمنى إلى هذه الدرجة .
حتى أنه لازمها طوال حياتها .
وقف بابتسامة باهتة / ما عليك نجد ,خليني اشتري الهدية وانتي أعيطها اياها , ما راح تعرف انها مني .
وقفت متكتفة / ما راح أقول لك وش تحب , بلاش تسوي هالحركة الغبية عويض .
نظر إليها بحنق / لا تقولين , أنا أعرف أكثر منك هي وش تحب .
تنهدت نجد بضيق وهي تنظر إلى قفاه .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن