البارت الثامن عشر ❤️

2.2K 76 5
                                    


نجد التي كانت قلقة طوال الأمس وقبله ، بعد أن جلست مع بشرى ثم شرعت في تقديم الشكوى.
وعجزوا هم عن مساعدتها فورا .
كون طيف كانت ذكية للغاية ، ولم تترك لهم سبيل للوصول إليها .
ثم انها سمعت ما أخبره مساعد لبشرى ، وهي نقلت إليها الكلام .
يعني أن هناك مهلة ، ولكنها قصيرة للغاية .
غير مفيدة أبدا .
حقا تعجُّبِها وصدمتها من طيف تكبر يوما عن يوما .
كيف تمكنت من تفوه ذلك الكلام لمساعد ؟
لم تخبرها بشرى ولم تقل لها شيئا عن ارسل طيف الصور إلى مساعد .
لأن مساعد لم يذكر ذلك الشيء أصلا .
فقط قال ان طيف تهدده بصور نجد .
وأنها ستنشر تلك الصور إن لم يتزوجها !
يا لها من وقحة !
فوق خوفها كانت تشعر بالحرج الشديد من مساعد .
من شدة ما تشعر به من المشاعر السيئة لم تتمكن من الذهاب مع عائلتها صباحا للإطمئنان على هديل .
ثم ذلك الخبر المفجع عن يُمنى أقلق الجميع وأقضّ مضاجعهم .
خاصة عائض الذي لم يعد إلى المنزل وظل يبحث عنها طوال الليل مع مساعد والبقية .
فزت من مكانها وفزعت من الخوف حيث كانت شاردة تماما وهي تجلس على السرير.
ابتلعت ريقها بتوتر وارتباك وهي ترى اسم مساعد ينير الشاشة .
صار قلبها يدق بسرعة .
لتأخذ الهاتف بيد مرتجفة وترد، لتعض شفتها من هجومه بتلك النبرة الحادة / وش ودى صورك عند طيف ؟
لم تتمكن من الرد فورا ، لتغمض عينيها وهي تسمع صراخه الغاضب / جاوبي ؟
نجد بخفوت / هكرت حسابي وأخذتها ، ما كنت أدري .
مساعد بغضب / وليش الصور موجودة بحسابك أصلا ؟
تسارعت أنفاسها وغضبه يزيد فيها القلق / نسيت احذفها .
مساعد بذات النبرة / ليش تتصورين أصلا ؟ وبهاللبس وتخلينها هناك ؟
اتسعت عينا نجد وبدأت الدموع تتجمع بعينيها / كيف ؟
ضحك مساعد بسخرية / إيه متصورة بلبس جدا ساتر ، لمين أرسلتيها !
تلاحقت أنفاسها وهي تدرك أنه رآها بالفعل ، نعم نبرته لا توحي إلا بذلك ، ثم سؤاله الصادم الذي جعل الصداع يداهمها / ما أرسلتها لأحد ، ليش تقول كذا ؟ ليش متوقع اني بكون مرسلتها لأحد يا مساعد ؟
أغمض مساعد عينيه بندم من تسرعه بإلقاء ذلك السؤال / ليش تصورتي ؟
نجد ونبرتها بدأت تختنق من عبرتها / بس كذا صورتها لنفسي والله وكنت بحذفها بس نسيت ، ما كنت متوقعة اللي بيصير والله ما كنت متوقعة ، قول لي مساعد .. هي أرسلتها لك ؟
مساعد بضيق من نبرتها التي علم منها أنها تبكي ، وتردد في الإجابة / لا .
نجد / متأكد ؟
مساعد / إيه .
تنهدت نجد بشيء من الراحة / الحمد لله .
وبعد صمت قصير قالت بتردد / مساعد أنا آسفة ، والله آسفة على اللي قاعد يصير فيك من وراي وانها دخلتك بهالسالفة ، ما تدري قد إيش انا متفشلة منك ، ارتبطت فيها قبل بسبتي والحين بعد أزعجتك بسبتي .
مساعد بهدوء / لا يا نجد ما لك ذنب ، صحيح غلطتي يوم تصورتي ، لكن ... هي قاعدة تنتقم منك بسببي أنا .
وبضحكة ساخرة / تظن اني احبك وتبي تنتقم مني بهالطريقة ، أنا آسف .
لكم تألمت من عبارته تلك !
رغم ذلك شعرت بالتأنيب الضمير لأجله ، لتقول / ما عليك مساعد لا تتعب نفسك ولا تشيل هم ، اليوم بإذن الله راح يتصرفون ، أقص\د بلغت عليها ، يعني بإذن الله الصور راح تنحذف وما ارح تضطر تتزوجها ، لا تقلق .
رفع مساعد حاجبه / متأكدة ؟
نجد / إيه إن شاء الله .
أغمض مساعد عيناه وتنهد براحة / الحمد لله .
نجد / روح ارتاح يا مساعد ، انت مشغول بأهلك كفاية لا تشغل بالك بموضوعي ، أنا أعتذر على كل اللي صار .
مساعد / لا تعتذرين يا نجد ، و ..... انتي بعد انتبهي على نفسك ، إياك تتصورين مرة ثانية بجوالك تحت أي ظرف ، لا جوالك ولا جوال أي أحد بهالدنيا .
نجد / لا طبعا توبة .
صمت الاثنان ولم يعرفا كيف يغلقا الخط أو بأي عبارة ، حتى بادرت نجد / تمام أخليك الحين .
مساعد / مع السلامة .
وضعت نجد الهاتف على المنضدة وأغلقت عينيها لتنحدر بقية الدموع المتجمعة ، ثم تنهدت بعمق قائلة يارب .
علّ ما في قلبها يذهب !

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن