البارت التاسع ♥️

3.3K 63 19
                                    




____

أمضت اليومين السابقين وهي تدخل إلى حسابات طيف في جميع مواقع التواصل .
وتتواصل مع زميلاتها في آخر سنة جامعية .
هي بطبيعتها لا تحب التحدث مع أي شخص .
لذا اقتصرت جميع صداقاتها في أيام الجامعة على مصالح الدراسة .
تساعدهم ويساعدونها , تدرس معهم .. إن رأت إحداهن متعبة ساعدتها لتتحمس من جديد .
يعني أن من رآها برفقتهن أيام الجامعة , يظن أنها ستتواصل معاهم إلى نهاية عمرها ربما .
لشدة ما كانت لطيفة ومهتمة بالجميع .
لا يعلمون أنها ما إن تغادر مكانا أو أناسا , تأخذ معها كل شيء , ولا تترك سوى الذكرى الطيبة .
لذا استغرب البعض من تواصلها معهم بعد هذه الفترة الطويلة .
إلا أنهم لم يبخلوا عليها بشيء .
حيث أخبروها بكل ما يعرفونه عن طيف .
لم يكن هناك شيء غريبا , بل أشياء صادمة .
آلمها قلبها بشدة وهي تسمعها من إحدى صديقات طيف المقربات أيام الجامعة , ثم تركتها بعد ذلك , ما إن اكتشفت أن طيف ليست فتاة جيدة على الإطلاق .
تظهر بمظهر حسن أمام الجميع .
ولكنها من الداخل , خبيثة للغاية .
لذا ..
لا تستغرب بعد الآن , من كون ذلك الغريب شقيقها .
طيف لديها العديد من العلاقات العاطفية .
منذ أن دخلت الجامعة , وحتى الآن .
تتحدث إلى أكثر من شاب .
ولكنها بالمقابل , ترغب بالزواج من شاب طيب .
لم يسبق وأن تحدث إلى إحداهن , أو كان في علاقة غرامية !
شعرت بالدم يفور في رأسها غضبا وقهرا .
كيف استطاعت أن تخدعها تلك الــ طيف ؟
كيف تمكنت من جعلها تشعر وأنها أشرف فتاة على وجه الأرض .
بل وتخبرها بكل سرور , أنها سعيدة جدا , بما أن العريس وافق عليها !
وأنها لم تتوقع ذلك .
بالطبع لم يكن عليها أن تتوقع , تلك الخبيثة المخادعة .
مهلا ..
طيف لم تخدعها , بل هي رأتها كذلك .
مثلما تحسن الظن بالجميع , أحسنت الظن بها .
وأرادت أن تربطها بإبن إبن عمها الذي تعزه كثيرا .

تنفست الصعداء حين أشارت الساعة إلى السادسة مساءً .
يعني أن بشرى ستكون مستيقظة الآن .
اتصلت بها وهي مستلقية على سريرها , انتظرت ردها .
لتجلس فجأة بقوة , وهي تسمع صوت مساعد / أهلين نجد .
ارتبكت فجأة , وهي تتذكر ما تنوي قوله لبشرى / هلا مساعد , وين بشرى ؟
مساعد بمزح / أفاا باركي لي على الأقل بما إني رديت .
قطبت جبينها بإستغراب / أبارك لك على إيش ؟
لمست الاستغراب في صوته هو أيضا / ليش زميلتك ما علمتك ؟ قبل شوي عقدنا القران .
تسارعت دقات قلبها , حتى ظنت أنها اختنقت .
أغمضت عيناها وهي ترتجف .
وعضت شفتها بقوة / من جدك مساعد ؟
ضحك مساعد من نبرتها / إيه إيش فيك انصدمتي ؟
مسحت وجهها بيدها الخالية من الهاتف بقوة , وهي تكاد تفقد وعيها من الصدمة / لا ولا شيء , خلاص بكلم بشرى بعدين .
أقفلت الخط , ودقات قلبها لا زالت متسارعة .
ظلت جالسه بذهول وغير تصديق , قبل أن تستلقِ وتغطي وجهها بالمخدة .
تحاول أن تتماسك ولا تبكي .
ما الذي فعلته ؟
ومالذي حصل !
هل حقا كانت السبب في ارتباط مساعد بطيف التي لا تستحقه !
صرخت بقوة تحت المخدة , ثم بكت دون شعور .
ماذا تفعل الآن ؟
هل تخبره بالحقيقة ؟
لينهي الموضوع باكرا ؟ قبل أن يتعلق بها ربما , ويتم الزواج !
أم سيكون ذلك بمثابة تخريب علاقة !

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن