تفتح عيناها ببطء شديد ، ثم تعود وتغلقهما مجددا حين آلمتها بسبب النور القوي .
سمعت صوته يقول متلهفا / صحيتي يُمنى ؟ أقفل لك الأنوار تعور عيونك؟
هزت رأسها إيجابا، وهي تشعر به ينهض بسرعة ليجعل الأنوار أقل سطوعا.
نظرت إليه حين جلس على المقعد بجانبها / فديتك يُمنى كيف حاسة الحين؟
ابتسمت بوهن / انت كيف حاس؟ شايف وجهك كيف صاير من التعب؟ وعيونك تفجع والله.
ابتسم لها بحنان / أهم شيء انتي تكونين بخير يا قلبي.
نظرت إليه بامتنان ثم عادت تغمض عيناها مجددا وهي غير قادرة على بذل أدنى جهد لتتنفس حتى .
أطال سعود النظر إليها وهي ساكنة بلا حراك ، لا شيء بها يتحرك .. سوى تلك الاهتزازات البسيطة بسبب تنفسها ، والتي تثبت له أنها ولله الحمد حية حتى الآن .
ظل كذلك منذ الأمس ، يتأملها وينظر إليها كما لو أنه لم يرها منذ زمن طويل .
وكأنه يخشى عليها حتى من نسمة الهواء لا تؤذيها .
مدّ يده إلى يدها بتردد وأمسك بها بحنان بالغ / طمني قلب أخوك يا روحه .
فتحت عيناها تنظر إلى السقف بشرود ، أو تحاول أن تتحاشى النظر إليه بالأصح / ما صار شيء .
نظر إليها باستغراب / شلون ؟
يُمنى بنبرة هادئة للغاية / ما صار شيء قبل خمس سنين ، ولا أمس وقبله ، تخيل ؟ كل اللي صار معي مجرد كابوس .
ربت سعود على كفها حين شعر أنها تريد الهروب من الواقع فقط / ما عليه يُمنى ، سلمان راح يتحاسب على كل اللي سواه ، ما راح يقدر يهرب من يدينا بعد الحين .
التفتت إليه بقوة / سعود أنا قاعدة أقول لك الحقيقة .
عقد حاجبيه باستغراب / وش قصدك يُمنى ؟ وش تقولين مو فاهم عليك .
يُمنى بملامح متصلبة للغاية / أمس ، أسيل كانت عندي صحيح ؟
سعود / إيه ، وأنا سمحت لها تجيك ، قالت لي إنك كنتِ نايمة وما قدرت تكلمك .
يُمنى / تكلمنا ورجعت نمت .
سعود بتساؤل / طيب ؟
ابتسمت يُمنى بسخرية / سلمان ما سوى لي شيء لما خطفني ، بس كان يبيني أقول لكم إني أبي أتزوجه ، إنه وده يرجع يعيش حياته الطبيعية مع أهله .
رفع سعود حاجبه بحدة / وبعدين ؟
يُمنى بنبرة مؤلمة للغاية / تخيل ، أمس ... أسيل تقول لي ، إنها كانت موجودة في بيتهم هذاك اليوم .
اتسعت عينا سعود بصدمة وهو يقول / وش تقولين ؟ أسيل كانت موجودة ؟
هزت رأسها بخفة / إيه .
كان قلبها يخفق بعنف في تلك اللحظة ، وهي تتذكر الموقف الذي حصل بالأمس ، ثم تسرده على شقيقها .كانت مغمضة عيناها وجسدها ساكن تماما ، لا يصدر أي شيء يوحي بأنها على قيد الحياة.
لا تشعر بأي شيء حولها .
حين دخلت إليها أسيل كانت لا تزال غائبة عن الوعي ، أو ترفض الاستيقاظ لمرارة الموقف الذي مرت به قبل أن تفقد وعيها .
حتى عاد وعيها على صوت بكاء أسيل الخافت .
واهتزازات جسدها على سريرها .
فتحت عيناها بصعوبة وهي تشعر بجسدها يتقطع من الألم .
وعيناها تحرقانها من الدموع التي ذرفتها قبل أن تصبح بهذا الوضع .
لتسأل بصوت منخفض للغاية / مين انتي ؟
رفعت أسيل رأسها بلهفة / يُمنى يا روحي إنتي بخير ؟
تفاجأت بها يُمنى / أسيل !
مسحت أسيل دموعها وهي تقول / الحمد لله على سلامتك ، آسفة إذا أزعجتك .
اكتفت يُمنى بالصمت وهي تغمض عيناها وتحاول تنظيم أنفاسها ، تحاول إبعاد ما يشتت ذهنها ويتعبها فور استيقاظها .
لتقاطعها أسيل قائلة بهدوء / سوى لك شيء؟ أقصد .... سلمان ؟
يُمنى بعد صمت قصير / من متى وانتم تتواصلون معه ؟ أو متى رجع لكم ؟ممكن أعرف ؟
تنهدت أسيل بارتباك / من زمان ، أذكر إنه ما قاطعنا إلا كم شهر ، يمكن .. أقل من سنة .
نظرت إليها يُمنى بعتاب / وظليتوا تتستروا عليه وتحموه إلى هاليوم ؟ لين سوى اللي سواه فيني ؟
أكملت وهي تضحك بسخرية / الفترة الأخيرة كانت مجنونة بالنسبة لي ، خاصة بعد ما انخطبت ، ما تدرين شكثر تعبت وأنا أعيش كل المشاعر اللي عشتها بعد اللي سواه فيني أخوك قبل خمس سنين يا أسيل ، كأنه عقلي كان قاعد يمهد لي اللي صار ، أقصد خطفه لي .
نهضت أسيل من مكانها وجلست بجانب يُمنى على طرف السرير تقول بنبرة صادقة / أنا أعتذر لك يا يُمنى من كل قلبي ، على كل شيء سواه سلمان حتى خلاك بهالحالة .
يُمنى وعيناها بعيني أسيل وبنبرة حادة / صدقيني الاعتذار لوحده حتى لو منه ما يكفي .
هزت أسيل رأسها إيجابا / أدري ، راح ينال عقابه ، ونال شوي من اللي يستحقه على قولة سعود .
عقدت حاجبيها باستغراب / ليش ؟ صار شيء ؟
أسيل / أنا ما عندي وقت أشرح لك كل شيء الحين يُمنى ، بس بقول لك كم كلمة وأمشي .
نظرت إليها يُمنى بترقب ، تنظر إلى ملامحها وهي تتغير وتتباين ، توضح صراعها الداخلي .
حتى أغمضت أسيل عيناها أخيرا ، وهي تنطق بغصة / ذاك اليوم ، أنا كنت بالبيت يُمنى .
شعرت يُمنى بقلبها تتوف نبضاته من شدة الصدمة / وش تقولين ؟
أنت تقرأ
رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.
Romanceرواية مقتبسة من قصة واقعية لفتاة سعودية اسمها يُمنى ، أحداث شيقة ..