الرابعة والنصف عصرا ..بينما تنام سمية في أمان الله .
طُرِق الباب بقوة.
مما جعلها تستيقظ مفزوعة , وتتجه إلى خارج حجرتها في الطابق السفلي , بعد ان ارتدت حجابها .
لترفع صوتها حين اقتربت من الباب / مين ؟
أتاها صوت , بل أصوات شقيقة مساعد وبُشرى / احنا يا سمية افتحي .
فتحت الباب وعيناها منتفختان ومحمرتان , لتستقبلهما بضربات قوية على ظهورهما , حتى دخلتا وأقفلت الباب .
التفتت إليهما بغضب / انتوا اي انتوا ؟ ما تحترموش أصحاب البيت وتخوفوهم كدا ليه ؟
اصطنعت هديل الزعل وهي تقترب منها / افا يا سمية هذا واحنا جايين مشتاقين لك تضربينا كذا ؟
تخصرت سمية / ما انتوا لو دقيتوا الباب بشويش ما كنتش ضربتكوا , تعالوا .
قالتها وفتحت يديها ليقتربوا ويعانقوها وهم يضحكون .
وضعت بشرى عبائتها على الأريكة لتسأل / يُمنى وين ؟
أجابتها سمية / يُمنى نايمة , سيبوها دلوقتي تشبع نوم , عارفين انها خرجت من البيت بعد وقت طويل , وتعبانة يا قلبي عليها .
حزنت عليها بشرى وآلمها قلبها , لتقول / تمام خليها تنام , واحنا نبدأ ننظف على ما تصحى ثم نجهز الأكل , يلا يا هديل .
جلست هديل على الأريكة ووضعت رجل على أخرى / لا أنا بستناها لين تصحى , سمية ما عندكم أكل ؟
هزت سمية رأسها بأسى وهي تتجه إلى المطبخ لتسخن لها الطعام .
هذه الفتاة لا تكفُّ عن ابتلاع الطعام أبدا , والغريب أنها مهما أكلت تبقى ضعيفة ولا يزيد وزنها أبدا .
خاصة بعد حملها , صارت تأكل أكثر .مرت نصف ساعة ..
انتهت بشرى خلالها من تنظيف مجلس الرجال الخارجي .
ولم تنتهي هديل من تناول الطعام بعد .
حين دخلت بشرى إلى الصالة بجسد متعب ووجه مبلل من العرق , وجدتها تلتهم قطعة الحلا بشراهة وتحتسي القهوة , وتتحدث مع سمية التي لم تكف عن الحديث منذ دخولهما .
ألقت نفسها على الأريكة بتعب .
التفتت إليها هديل عابسة / الله يقرفك إيش فيك عرقتي كذا ؟
ضربتها بشرى على خاصرتها بقوة / كنت قاعدة ألعب في الحوش يعني ليش بعرق , قاعدة أنظف مو مثلك من جيتي وانتي تبلعين .
فغرت هديل فاهها تمثل الزعل / قولي ماشاء الله بموت من عينك , وبعدين في كائن هنا يبي أكل مو لوحدي .
نظرت إليها بطرف عينها بازدراء , لتتسع ابتسامتها فجأة وهي ترى يُمنى تهبط من السلم بكل رقة وببطء .. كعادتها منذ تلك الفترة الكئيبة من حياتها , ترتدي قميصا باللون الكحلي الغامق , وتنورة من الجنز الأزرق الفاتح .
حتى أتت إليهما وألقت السلام / السلام عليكم .
وقفت بشرى وصافحتها ثم عانقتها بحب / ياخي لك وحشة , شخبارك ؟
أومأت بإيجاب , وردت بابتسامة هادئة / تمام الحمد لله , انتوا كيفكم طمنوني عليكم ؟
ردت بشرى / بخير .
وضربت برجلها رجل هديل بقوة لتتأوه الأخرى بقوة / هاااه ؟
بشرى بحدة / سلمي على عمتك يالخبلة .
هديل وهي تتناول قطعة أخرى من الحلى / طيب خليني أكمل الحلى .
ضحكت يُمنى / عوافي .
أنهت هديل قطعة الحلى سريعا , لتقف وتعانق يٌمنى بقوة / يا عمري يا عمتي الحلوة وحشتيني جدا جدا .
قبلت يُمنى وجنتها / وانتي وحشتني , ووحشني البيبي .
وضعت هديل يدها على بطنها بتلقائية / يسلم عليك أبوه ترى .
يٌمنى / الله يسلمه , ما جا معك ؟
جلست هديل / لا بيجي مع أهله بكرة , أنا كنت عند أهلي وقلت أجي مع بشرى ولا أفوت أكل سمية اللذيذ .
ابتسمت سمية بفخر , لتقبل هديل جبينها وهي تضحك .
أنت تقرأ
رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.
Romanceرواية مقتبسة من قصة واقعية لفتاة سعودية اسمها يُمنى ، أحداث شيقة ..