البارت السادس ♥️.

3.7K 80 6
                                    


عادت يُمنى إلى الواقع , حين جلست بجانبها الفتاة نفسها ( لمياء ) .
لتضع الشوكولاتة بحجرها , وتلتفت إليها .
لمياء / انتي وش مجلسك هنا من زمان أدور عليك .
يُمنى / ليش تبين مني شيء ؟
لمياء بإحراج / لا يعني بس كنت ابى أجلس معك , لو ما عندك مانع .
ابتسمت لها يُمنى / خذي راحتك .
نظرت إليها بصمت لعدة ثوانِ , قبل أن تمد يدها وتبعد الخصلة عن وجه يُمنى .
استغربت يُمنى وارتبكت .
ابتسمت لمياء / كذا أحلى , لا تخبينها لأنها ميزتك يا يُمنى .
يُمنى / بس من دخلت المدرسة والكل يطالع فيني ويهمس , هالشيء مضايقني .
لمياء / يعني بيسكتون لو غطيتيها ؟ ما عليك خذي راحتك وخلي اللي يتكلم يتكلم .
أومأت يُمنى بصمت .
لتتحدث لمياء مرة أخرى , وتسأل / من إيش هالندبة ؟
يُمنى بابتسامة مقتضبة / ضروري أجاوب ؟
استغربت لمياء / لا عادي , براحتك .
أسندت يُمنى ظهرها على الحائط , وتكتفت بصمت.

انتهى اليوم الدراسي أخيرا .
بالرغم من خلوه من الحصص الدراسية إلا القليل فقط , إلا أنها كانت متعبة بشدة .
ربما لأنها لم تحضر أي حصة منذ 10 سنوات .
كانت منهكة القوى حين نزلت إلى الأسفل .
وجلست على أحد المقاعد الخارجية , تنتظر قدوم حسناء .
تحاول تجاهل الفتيات من حولها , وتجاهل تلك النظرات .
رفعت رأسها حين وقفت أمامها احداهن , كانت بشرى / انتظري شوي بجيب عبايتي وأجيك .
حدقت إليها يُمنى باستغراب وهي , ماذا تقصد بشرى ؟
ارتدت عباءتها ووقفت تنتظر بشرى حتى أتت إليها / بشرى شالسالفة بتروحين معي ؟
بشرى / انتي بتروحين معي , مساعد اتفق مع حسناء , هو بيرجعك كل يوم .
تنهدت يُمنى بضيق , وهي تركب بجانب مساعد .
الذي حياها وبارك لها للمرة المليون .
قبل أن تعيد هي مقعدها إلى الخلف قليلا وتريح ظهرها / شكلك تعبتي ؟ كيف كان أول يوم دراسة ؟
يُمنى / عادي .. حسيت نفسي بوسط بزران والله , كل ما شفت المعلمات حسيت بالإنتماء هههههههههه .
بشرى / عادي يمكن لأنه أول يوم , بتتعودين مع الأيام .
يُمنى / أتعود على إيش يا شيخة ؟ كل ما مشيت قدام أحد طالع فيني وهمس بشيء , يا عشان حجمي لأني صايرة قد البقرة , أو عشان هالندبة اللي خلتني نجمة ساطعة ملفتة للانتباه يا حليلي .

تضايق مساعد من أجلها , وهو يعلم كم تتحسس من موضوع الندبة , مع ذلك ترفض إجراء أي تجميل .
أكملت يُمنى بعد صمت قصير / ماحد قرب مني غير بنت وحدة من ثالث , وإيش اللي يخليهم يقربون مني أصلا ؟ واضح من الحين بكون وحيدة لين أتخرج .
بشرى / خليك إيجابية يُمنى إيش هالكلام ؟ لو مانتي قادرة تنسجمين مع البزران على قولك بعرفك على المعلمات الصغيرات اللي توهم متعينين ولا تفكرين تكونين وحيدة .
التفتت إليها تصطنع الغضب / إيش قصدك ؟ قصدك إني كبرت وفاتني القطار واللي قدي الحين معلمات مو طالبات في المتوسط صح ؟
نظرت إليها بشرى بدهشة , قبل أن تضربها على رأسها بخفة / إيوا هذا قصدي .
نظرت إليها يُمنى بحنق وعادت تريح ظهرها مرة أخرى .
حتى أغمضت عيناها وغفت دون أن تشعر .
انتبه إليها مساعد , وزاد برودة التكييف .
حتى توقفت السيارة , وانتبهت هي .
اعتدلت بجلستها لتسأل باستغراب / ليش وقفت هنا ؟
مساعد / حاب أغديكم اليوم على حسابي , بمناسبة رجوعك لمقاعد الدراسة .
نظرت إليه بصمت , قبل أن تقول بضيق وهدوء / مساعد اسمعني , كفاية قاطع مشوار ساعتين للمدرسة , وكفاية بعد إنه بشرى نقلت عشاني , يعني كل يوم بتتعبون ساعتين جية وساعتين روحة وكلها بسببي , ليش تكلف على نفسك وتجيبني هنا ؟
مساعد / وش فيها إذا جبتك هنا ؟ ولا قطعت مشوار ساعتين عشان أوصلك البيت ؟
صرخت على حين غرة / موعاجبني هالشيء , موعااجبني إنكم قاعدين تتعبون عشاني وتراعون خاطري لهالدرجة يا مساعد , خلاص إلى هنا وكفاية .
ظل مساعد ينظر إليها بذهول وغير تصديق , بشرى فعلت المثل , قبل أن تقول / مسرع يا يُمنى بان عليك تأثير حسناء .
التفتت إليها بقوة , وعيناها محمرتان من الغضب / هذا ما هو تأثير يُمنى , بس أنا وأخيرا حسيت على نفسي وبديت أستحي على وجهي , وأبيكم توقفون هالشفقة .
أنهت عبارتها وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال .
ابتسم مساعد من الدهشة / شفقة ؟ يعني بعينك كل شيء صار حتى الآن وكل شيء قدمناه كان بداعي الشفقة ؟
يُمنى / إيه , لو ما صار معي كل اللي صار , وما واجهتني هالظروف كنتوا بتسوون كل اللي سويتوه إلى الآن ؟
ردت بشرى / طبعا يا يُمنى ليش لا ؟
يُمنى بغيظ / طيب خلاص مثل ما قلت إلى هنا وكفاية , مساعد لا عاد تجي عشان ترجعني البيت , يا تجيني حسناء أو أشوف لي سواق , أما إنك تجي بس عشان توصلني أنا ما أبي هالشيء لو سمحت , وانتي بعد يا بشرى يا ترجعين لمدرستك أو تمسكين سواق وما تتعبين مساعد .
عمّ الهدوء بداخل السيارة .
قبل أن يطفيء مساعد المحرك بصمت ويخرج .
وتتبعه بشرى .
دون أن يتفوه أي منهما بحرف واحد .
أجفلت يُمنى مما فعلاه , وازدردت ريقها بخوف .
هل غضبا ؟
هل كانت قاسية ؟

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن