البارت العاشر ♥️

3.4K 77 5
                                    


تنهدت يُمنى بتوتر وهي تقف أمام حجرة المديرة .
لترفع يدها وتطرق الباب بخفة .
أتاها الرد / ادخلي .
فتحت الباب , وطلت برأسها بإبتسامة .
لتهديها المديرة إبتسامة أجمل / يا هلا يا يُمنى , تعالي يا بنتي ادخلي .
اقتربت منها يُمنى وصافحتها , ثم جلست على المقعد أمامها , تقول بتردد / بخصوص موضوع دراستي , إذا بكمل منتظمة أو أنتسب .
أومأت المديرة برأسها بأن اكملي .
يُمنى بجدية / صراحة أنا فكرت كثير خلال الأيام الماضية , ولقيت إنه كل الظروف ضدي وما تسمح إني أكمل بانتظام , من ناحية إني مو قادرة أتأقلم مع البنات , ومن ناحية المعلمات اللي مو متقبليني .. ومن ناحية المواصلات بعد , بنت أخوي كل يوم تضطر تجيبني الصباح من بدري , ثم تضطر تخرج من شغلها في الظهر عشان ترجعني , يعني باختصار قاعدة أتعب كل اللي حواليني , مع ذلك ما قدرت أتقبل فكرة إني أدرس وأنا قاعدة في البيت .. أنا تعبت كثير لين وصلت لهالمرحلة , صارت لي أشياء كثيرة في العشر سنوات الماضية , وأنا متأكدة وواثقة اني لو رجعت وحبست نفسي في البيت من جديد , راح أرجع أصير أضعف من قبل .. أنا أبي أصير قوية صراحة , أتأقلم مع كل الناس صغار وكبار , والمدرسة هي الوسيلة الوحيدة , حتى لو في مليون مشكلة , ودي أتجاوزها عشان أصير أقوى .
ابتسمت المديرة بإعجاب من كلامها , لترد بهدوء / يا يُمنى حبيبتي , ما تدرين كلامك كيف أثر فيني , أنا ما أدري بالضبط إيش اللي صار لك , بس أنا معك وبساعدك عشان تكونين أقوى مثل ما تبين , حتى لو كل المعلمات رفضوا يتقبلوك أنا بخليك هنا غصبا عنهم كلهم .
نظرت إليها يُمنى بذهول , قبل أن تضحك بصوتها وهي تضع كفها على فمها بتلقائية .
ضحكت معها المديرة وهي تتأملها .
يُمنى بإمتنان / والله ما أدري إيش أقول لك أستاذة أمل , بس أنا ممتنة لك جدا , الله يسعدك يارب ويحفظ لك أولادك .
اتسعت إبتسامة المديرة / آمين يارب , تدرين هذي أحب دعوة لقلبي , عندي اثنين بس طراد ولمياء , وأنا والله أخاف عليهم من نسمة الهواء , أي أحد يدعي لهم أحبهم على طول .
ضحكت يُمنى مرة أخرى وهي تشعر بالراحة / أجل بدعي لهم على طول على شانك .

سألت المديرة / إيش كنتي تقولين بشأن المواصلات ؟ بنت أخوك تجيك من نص الدوام ؟
عبست ملامحها فجأة / إيه , أسكن معاها بشقتها , عشان كذا مافي أحد غيرها .
أمل / وش تشتغل هي ؟
يُمنى / طبيبة أسنان .
أمل / ما شاء الله تبارك الرحمن , وين تعيشين يُمنى ؟ بأي حي ؟
يُمنى / حي الــ ....
أمل بدهشة / قولي سكن الأطباء جنب متجر الــ ....
هزت يُمنى رأسها .
أمل / أجل وشو له تتعبين بنت أخوك , خلاص من اليوم ورايح أنا بجيبك وأرجعك , أنا ساكنة جنب المتجر نفسه .
يُمنى باعتراض / لا يا أستاذة ما في داعي , والله مافي داعي ما أبي أتعبك معي .
أمل بابتسامة / أي تعب يا بنتي , السيارة هي اللي بتشيلك مو أنا , بس تطلعين عند باب العمارة ونجيك هناك .
يُمنى بارتباك / بس أحس يعني .. ما يصير كذا , مبالغة .
ضحكت أمل / لا يا يُمنى مو مبالغة , انتي صديقة بنتي , وبنت عم صديق ولدي , وبحسبة بنتي .. أبد لا تستحين ولا تتردين , كلمي بنت أخوك اليوم وقولي لها , تمام ؟
زمت شفتيها بعد رضى لما سمعت / بفكر قبل وأستخير .
ابتسمت أمل / تمام , خذي راحتك .
وقفت يُمنى تبتسم لها وتصافحها بإمتنان .
ثم تغادر المكتبة وهي محرجة بشدة .
لتقابل لمياء بالقرب من الباب , نظرت إليها الأخرى متسائلة / وش كنتي تسوين عند المديرة .
ضربتها يُمنى على كتفها بخفة / المديرة ولا أمك يا قليلة الحيا ؟ ليش ما تعلميني ؟
لمياء بصدمة / يعني هي قالت لك ؟
ضربتها مرة أخرى بمرح / أسمها أمي مو هي , وإيه .. هي اللي قالت لي , من عرفت قبل الأسبوع الماضي وأنا أنتظرك تعلميني .
ابتسمت لمياء / يلا عرفتي وخلاص .
سارتا بجانب بعضهما حتى جلستا في الساحة الخارجية , لتسأل يُمنى / لمياء انتوا مين يجيبكم ويرجعكم ؟ السايق ؟
هزت لمياء راسها نفيا / لا .. أخوي يوصلنا , لا أمي ولا اخوي ولا حتى أبوي يحبون يجبيون سايق .
تنهدت يُمنى بضيق , هذا لن يفلح .
كيف سترضى بذلك وشقيقها هو من يوصلهما .
لا تلومهم على عدم ثقتهم بالسائقين .
صحيح أنه ليس الجميع سيئون .
وليسوا جمعيهم مثل من حاول أن يعتدي عليها ذات يوم حين كانت في الصف الخامس .
إلا أنه أيضا من الأفضل أن لا يتم الإستعانة بواحد من الخارج .
هذا ما تظنه على الأرجح .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن