p:15

7K 443 92
                                    

حسرة وخُذلان

.

في تلك الحديقة الملكية حيث كان الأمير يمشي بخيله أمامها كانت الحسناءُ تُمسك بطِفلها ذو الستة أشهر بيدها لتشرح للملكة
"لقد كُنت أُعاني مِن وقتٍ صعب يا أُمي ، كان كريس يبكي طوالَ الوقت ولم أعلم ما السبب ولكنني إكتشفت أن السبب هو نمو أسنانه"

هزت الملكة رأسها بموافقةٍ شديدة
"لقد كانَ لونير يبكي طوال الليل إلى أن تشرُق الشمس ولم أستطع النوم لأشهر عدة بسبب نمو أسنانه"

كانت آنابيلا تستشير الملكة يومياً بموضوع كريس وتربيته وحتى طريقة تحميمه فقد كانت مُعلمةً جيدةً لها ، رفعت رأسها لتنظر لزوجها الذي تقدم نحوها ليجلس على الأرض ليصل لمستوى وجهها وليقبل خدها قائلاً
"أعطي كريس لأُمي فلدي هدية مِن اجلكِ"

نظرت نحو الملكة بتساؤل لتفتح الأُخرى يديها مُحتضنةً الطفل بسعاده ،لتنظر نحو الزوجان اللذان أخذا ايدي بعضهم البعض مُبتعدين عن مجال نظرها

مشى الزوجان بين الأعشاب وإتجها إلى الإسطبل ليُقرب الأمير زوجته اليه بسرور لتُبادله بنظرة متعجبه ليتقدما نحو حِصان بُني اللون لينظر لها الامير بينما يُشير عليه
"هذه هديتي لكِ"

شهقت بِخفه ونظرت نحوه لتردف
"هل هذا الحصان لي؟"

هز أميرُها رأسها مُحافظاً على حده ملامحه
"لقد فقدتي كريس بسببي، هذا تعويض بسيط مِن الأمير بنفسه"

إقتربت نحو الحِصان وبدأت تمسح على عُنقه بسرور
"ما رأيك في الذهاب إلى نُزهة في الغد؟"

لم يُجبها لتلتفت نحوه ناظرةً لعينيه الباردة وصوته الأجش الذي سألها
"هل من شيء علي معرفته؟"

هزت رأسها بنفي ليُعيد السؤال
"هل تخفين شيئا عني؟"

لتنفي برأسها مرة اخرى ليتجه خارج الاسطبل قائلاً لها
"حسنا"

.

جاء الصباحُ سريعاً ولم تجد الأمير بجانبها لترتدي ثيابها بسُرعه وحملت طِفلها بيدها وذهبت بإتجاه الحديقة الخلفيه لتُعطِ إبنها للملكة مُتأكدةً مِن انه بإيدي آمنه قبل ذهابها بتلك النُزهه

لتلقى الأمير جالساً مع أمه وليلتفت نحوها عِندما جائت و ليأخُذ كريس مِنها مُقبلاً جبينه لتنظُر له بإبتسامةٍ خلابه

استقام الأمير من جلسته ومشى نحو زوجته ليأخذ بيدها وسط إستغرابها الشديد للطف معاملته في الأشهر السابقه لتنظر لعينيه بدهشه وتمشي معه نحو خيلها الجديد

مشوا عبرَ الغابة إلى ان إلتفت لها بإبتسامه وديعة سائلاً إياها
-"لم تُخفي عني شيئاً"

-"ما بالك تسألني عن هذا ولكنني لم أفعل"

-"أنا لا اسألك بل أُعلمكِ يا طفلة ، لم تُخفي سمومكِ التي نوتي قتلي بها جيدا"

تجمد الدم في عُروقها لتنظر نحو إبتسامته بخوف بينما جسدها كُله يرجف ، ولكن كلماته وقعت عليها كالصاعقة

-"لم تودي قتلي حقاً ، هذا ما كان يظهُر لي مِن خلال أفعالكِ آنابيلا"

رفعت أنظارها نحوه برهبه واردفت بخوف
-"كدت أفعلها ولكنني أكتشفت حملي"

-"لقد أنقذني ذاك الصغير"
قالها بسخرية بينما يقترب نحوها ماسحاً على شعرها ليُكمل حديثة
-" لطالما تمنيت الحصول عليكِ ، و وجودكِ معي هو مِن أعظم الأشياء التي حصلت لي ولكنني لا أستطيع رؤيتكِ وانتِ لا تتقبليني هكذا ، لك حقُ المُغادرة إن أردت ولكن يجب على الأمير أن يعيش في القصر"

أردف آخر كلماته بهدوء لتُقاطعه أصابع التي بدأت بالمسح على خده ليرفع عيناه ليرى البحر الذي ينزل من خاصتها بينما شفاتُها تهمس
-" أستحرمني مِن إبني وفرصه حُبك؟ هل كُتب عليك ظُلمي مدى الحياة؟"

~


النهاية مفتوحه

آيروس[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن