عيدُ ميلادٍ سعيد

328 11 38
                                    

‏فـي طـفـولـتـي قُـلـت أنـنـي سـأكـبُـر وأجِـد كُـل الـأشـيـاء الـتـي لـم أتـمـكـن مِـن إيـجـادِهـا ذلِـك الـوقـت ، وقـد كـبُـرت ثُـمَّ لـازمـنـي ذلـكَ الـشـعـور الـمُـبـكـي فـي أنـنـي خـسِـرت كُـل شـيء لـلأبـد.
_بـواسـطـة مـجـهـول.

"هابي بيرثداي تو يو، هابي بيرثداي تو يو" هتفَ الجميع من حولي لتملئ البهجة روحي و قلبي، نظرتُ لأقرباء والدتي يصفقون و يتمايلون بلطف أمامي بينما أمي بجانبي تربت على رأسي و تنظُر لي تارةً و لقالِب الحلوى الذي أعدَّتهُ بنفسها، لقد كان يُنافس قوالب المتاجر.

"هيا تمنى أُمنية محمد!" صاحَ مُصطفى لِابتسم له و أغمض عيناي مُعتصِراً يداي ببعضها، تمنيتُ لو أن والدي هُنا ليشهد عيد ميلادي الحادي عشر و تمنيتُ أن تحصل والدتي على منزِل أفضل من هذا و أن استطيع الذهاب في يوم إلى المدرسة، أدركتُ وقفتي الطويلة بسبب صوت حسَن الذي هتفَ مازِحاً "هيا محمد! نريدُ أن نأكُل فأنا جائع" مسحَ بكفه على مِعدتِه بظرافة لِاقترب مِنَ القالب بجذعي و أُطفِئ الشموع بزفرةٍ مِن فمي، صفقَ الجميع و اشتغلت الأضواءُ مِن جديد، خرجتُ مِن خلفِ المائدة لينهالَ عليَّ الجميع بالقبل و العِناقات و لِكون حالُنا ليسَ بذلكَ اليُسر فقد تقبلتُ عدد الهدايا القليل، اقتربت مني أمي لأرى الفرحةَ تملئ عيناها المُتلئلئة، ضمَّت رأسي لصدرها و عِندما فصلنا العِناق رأيتُ عِلبةً كبيرة قد وضعتها في حُجرِها، اِتسعت عيناي و اقتربتُ بلهفة و أنا أحزِر ماذا يُمكن أن تكون، أهي سيارة ذات التحكم عن بُعد أم عِدَّة مدرسية تُبشِرُني بذهابي للمدرسة، توقفتُ عن التخمين فورَ ظهور علبة بازل ذات المئةَ قِطعة، سقطَ فاهي عِند قدماي و قفزتُ مُعانِقاً عُنقها بحب و سعادة "أوه أمي لقد جلبتيها لي حقاً، إنها باهظة الثمن" امتلأت عيناي لِتكوب وجنتاي بكفيها الحنونتين، "لا شيء باهِظٌ عليك، أنتَ جوهرةُ حياتي و قُرَّةَ عيني" لم أكتفي من أحتِضانِها حتى سحبتُها مِن جديد و قد سقطت دمعتين على كتِفِها.

أخذتُ لُعبتي و وضعتها في غُرفتي المُشتركة مع والدتي من ثُمَّ عُدتُ للصالة لأراهم قد شرَعوا بتناولِ الطعام، نادى عليَّ حسن لأتقدم و أصعد على حُضنه، أحاطَ خصري بذراعِه و بدأتُ بقضم فطيرتي بينما أُحرِك ساقاي للأعلى و الأسفل "حسَن أعطني إياه كي تستطيع الأكل جيداً" قالت والدتي بينما تمُد ذراعيها نحوي و لكن حسَن هزَّ رأسهُ نافياً و أبقاني في حُضنِه لعدم تواجُد مكان فارغ، شعرتُ بيده تمسح على رُكبتي العارية لاستدير بوجهي نحوه و أراه ينظُر لي بطرفِ عينه، أملتُ رأسي لكتفي قاذفاً لهُ ابتسامة لطيفة ليعتصر لي رُكبتي بالمقابل، أرتفَ جُفناي بغيرِ فهَم و أكملتُ الفطيرة التي بيدي.

لا تُخبِر أحداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن