الحياة نفسها أثبتت انها غير موثوقة، تأخذنا إلي الأبد في رحلة حيث من المستحيل التنبؤ بما سيحدث تالياً، الحياة تخدعننا، تضللنا ،تظهر رجلاً على انه بطل بينما يمكن أن يكون شريراً
البطل أم الشرير؟ ربما أولئك الذين يظهرون أبطالاً وأشرار في قصصنا هم في الواقع مجرد ممثلين ثانويين في فيلم أكبر، ربما هم ببساطة ممثلين إضافيين لمليء المشهد كي يحظى الأبطال الحقيقيين بأجساد تتجول في الخلفية
__
انقضي يومان من بعد رحيلهم ،كان قصي متقلب في معاملته فأحياناً يتحدث مع نجمة واحياناً اخري ينفرد بنفسه ويرفض قربها، كانت تدرك تخبطه في هذه الحياه وصدمته وخداعه من اقرب من له، كانت تحاول مساعدته ولكنه يأبي ذلك ،وهذا ما يصعب الأمر.
نجمة: مش هتكلم حمزة؟
قصي بجفاء: دا اخويا مش هستناكي تقوليلي اعمل ايه
نجمة بحرج: بتعاملني كدا ليه ؟
رن هاتفه في هذه اللحظة، خلال الساعات التي انقضت رن كثيراً ولكنه لا يجيب فنظر وهو يعلم انه سيكون أحداً منهم ولكن التقط الهاتف وتردد لثوانِ ثم اجاب
قصي: نعم
والد نجمة: حد يكلم حماه كده؟
قصي: ها عايز ايه؟
:مقعد بنتي فين؟
:دي حاجة تخصنا احنا
الاب بعصبية: لا مفيش حاجة اسمها كده دي بنتي وانا مجوزها في مكان معين مينفعش تاخدها لمكان أقل وانا معرفوش
قصي بنفاذ صبر: متقولش بس بنتي، وقول للي بعتاك تبطل****
اقتربت منه نجمة بخوف وقد بدأت تفهم
الاب بصوت عالى: إسمع انا كنت فكرك محترم بس الظاهر اني كنت غلطان، بلاش ندخل في محاكم واخد بنتي بالعافية وهي هتسمع كلامي ،ياترجعها مكان مانا جوزتها ياتجبهالي
قصي برود وهو ينظر بعيداً: تعالي خدها
ظلت نجمة محدقة به وهي لا تستوعب ما قال، بالتأكيد قد فهمت كل شيء خطأ
الأب وقد تلعثم قليلاً فكان متيقناً انه يحب ابنته: ابعتلي مكانك
اغلق قصي الهاتف وهو يرسل له الموقع وجلس على الأريكة ببرود
قال دون النظر لها: جهزي هدومك ابوكي جاي ياخدك
نجمة ببطيء: انا مش عا..
وقف وهو يصرخ بها: بقولك ايه أنا مش هخليها تلوي دراعي تاني، بعتاه يكلمني يهددني بيكي عشان ارجع البيت بتاعها، ما اكيد ابوي، تلعثم قليلا ايقول أبي ام لا فأصلحها سريعاً مما زاد من نبرة صوته لكي لا يفضح تلعثمه، اكيد حسن هددها بأي حاجة
أنت تقرأ
نجمة هاربة
Romance"سنسير في كل هذا السراب تائهين إالي أن نصل لذاك الحارس في النهاية لنسترق منه الإجابات التي حيرتنا في كل لحظات حياتنا"