*أسفة على التأخير*
كانت واقفة تنظر بخوف ورعب من وراء الستار وهي لا تستطيع فعل شئ ،قد تجمد كل جزء من جسدها أرادت ان تتحرك ولم تستطع، أرادت ان تصرخ بأقوي ما تستطيع ولكن صوتها لم يخرج، كان الأب يتشاجر مع الأم حتي وصل عراكهم بخنقه لها وهي ملقاه على الأرض تحاول المقاومة ولكنه لم يتركها حتي قطعت الانفاس ،ظل ينظر لها في صدمة ولكنه جمع شتاته ووقف سريعاً ووقعت انظاره لهذه الفتاه ذات الثامنة عشر نظر لها نظرة حادة حتي قال: لو فتحتي بوقك هعمل نفس اللي شوفتيه دا فيكي ومش هيهمني حاجة
نجمة ببكاء مكتوم وهي تهز رأسها: اعمل كدا دلوقتي
ذهب لها وامسك عنقها بشدة :خلاص طالما مش خايفة على نفسك هتخافي على صالح
ظلت تنظر له بخوف ثم نطقت: مش هقول حاجة
نظرت لماضيها ومستقبلها الملقي امامها على الارض وهي لم تستطع فعل شئ ،ظلت تُحمل نفسها ذنب هذا لعدة سنوات، ربما حتي الان مقتنعة انها كان بإمكانها تغيير كل هذا لو امتلكت بعض الشجاعة للصراخ ونجدتها، ذهبت بهدوء لتجلس بجانبها وهي تمسك يدها وقد ذهب نصف قلبها معاها وظل النصف الآخر ينبض لأخيها صالح المتبقي لها في هذا العالم
تولي الأب كل الأمور واغلق الموضوع بأنها ماتت طبيعياً قدراً من الله، منذ هذا اليوم قد تغيرت هذه الفتاه لتتحول لأخري خائفة دائماً تُرهب من جميع الاشياء، الظلام، النيران، الصراخ، الكثير من الاشياء
بعد ان عاد صالح على هذا الخبر من المحافظة الأخري التي كان يعمل بها ،قد تغير هو الآخر ولكنه كان اشجع منها لينهي حياته التي بلا معني ،كان يعيش من أجلها ويعمل من أجلها هي واخته الصغري ولكنه لم يتحمل فقدانها بهذه السهولة، لا تعلم حقاً هل هو من انهي حياته أم انها فقط تخيلت هذا، في يوم بعد شهر من موت الأم جاء لهم خبر بأن صالح تعرض لحادث خطر، ظل في المشفى عدة ايام حتي فارق الحياة ونصف قلبها المتبقي ذهب معه للأبد...
استيقظت نجمة من كل هذا على رنين هاتفها فتنهدت تمسح دموعها بصمت ولم تجيب
زفر قصي بشده وهو يكتب رساله: ردي عليا
ردت عليه سريعاً: مش عايزة ارد
كاد رأسه ان ينفجر من جميع هذه الافكار بداخله امسك الهاتف بشدة وهو يضعه بالقرب من وجهه وهو يفكر حتي اسقط ظهره على الفراش باستسلام، وضع يده عند جيب البنطلون وقد تذكر الورقة التي تركتها له وقد نسي أمرها خلال هذه الايام، مد يده ليقرأها "فاكر لما سألتك بتحب ايه؟ كنت عايزة اعملك عيد ميلاد وافرحك زي مافرحتني بس في نفس اليوم اللي اتولد فيه عرفت الحقيقة من مامتك ،اتمني تعدي كل دا وانت بخير ووقت ما تحتاجني هتلاقيني لو كنت موجودة."
أنت تقرأ
نجمة هاربة
Romance"سنسير في كل هذا السراب تائهين إالي أن نصل لذاك الحارس في النهاية لنسترق منه الإجابات التي حيرتنا في كل لحظات حياتنا"