الفصل الثاني "الرمق الاخير من الامل تلاشي "

440 50 7
                                    


استيقظت ووجدت نفسي كلاً  من يدي وقدمي مكبلان بذلك الفراش  الذي بات سجني الدائم ، تلك الغرفه المظلمه التي تمكث بها . . يتردد صدي خوفي بداخلها ،صدي صرخاتي وصرخات الفتيه الذي استذاقو ما مررت به مرات لا تصحي . . .  تلك الأسرٌه التي تعد سجلا للموتي والمعذبين والمفارقين لمن كانوا املهم الوحيد وايضا تعتبر سالبه لاحلام طفولتهم التي تحولت لرماد لحظه دخولهم لذلك القفص في شكل غرفه

جسدي الهامد علي ذلك السرير تذكرت مرار العذاب الذي مررت به وعقلي يحاول استيعاب ما أعادني إلي هنا بدون سابق انذار وفي تلك اللحظات المعدودات بدأت بتذكر ما حل بي ليتي لم اتذكر ليتني لم احاول الاستيعاب ليتني لم اخرج من ذلك القفص لذلك العالم الموحش . . .

بدأت بتذكر تلك اللحظات الي دمرت بصيص الامل الوحيد الذي كنت اتمسك به

قطرات الدماء الدافئه التي إنسالت علي وجهي المرتعب لحظات سجبي من جثه والدتي الهامده صرخاتي الموجعة . . .

امى ! ابي ! آن لكما ان تتركاني بتلك السهوله . . .  صرخت عاليا بعلو صوتي رافضا واقعي . . اهتز جسدي وتناثرت دموعي بكيت بدل الدموع دماً . .  لحظات وداعي لابي وامي وهما يلفظان انفاسهما الاخيرة . .  بيتي العزيز تلتهمه النيران وتتلاعب امام عيني .....اصبحت تلك الذكرى كالنار تلتهم روحي . .
دوامه الذنب ابتلعتني . .  تلاعبت بافكاري شتت انفاسي اصبحت كالدمية مشاعرها تحدد من صانعها جسدي لم تعد به روح لتتألم

جسدي الطفولي تحول لجسد تملؤه الندوب وعلامات الحقن

...مرت اشهر عديده  . . نقلت فيها من غرفه لأخرى تقع على مسامعي صرخات الاطفال . . باتت كالعاده لي . . حتى تضائلت أعداد الاطفال من حولي . .  واصبحت الغرف تستضيف ارواح قاطنيها . .

انتهى بي الامر بغرفه ما . . يسكنها فتى غيري استطاع الصمود يوما اخر . .

رأيته ولكنه لم يكن كأي طفل اخر . . لم اسمع بكائه واستنجاده . . وكأنه قد مر عقد على مكوثه بتلك الغرفه . . كان فتى ذا شعر اسود ،بشره بيضاء وملامح حاده . .  يطغى على تلك الملامح تعباً وارهاق . . و  عيناه  قد انطفأت بها بريق الامل . . كان دائما صامتاً ،يميل للجلوس والتحديق في  الجدران البيضاء . . .

استمررنا بمشاركه الغرفه وكلا منا يلتزم الصمت . .  يجلس بجانبه من الغرفه ولا يتحدث مع الاخر . .

حتي اتى  يوم من الايام الموحشة والتي طال بها تلقي العقاقير الموجعه وبدأ مفعول المسكنات يقل . .  شعرت بآلم لا يطاق اعتصر جسدي   . . .

احيطت تلك الروح البائسه بذكريات لا تطاق وازداد ظلام روحي شيئا فشيئا إلى ان اوشك ذلك الظلام علي ابتلاع ما تبقي من روحي المُتعبه ووسط تلك اللحظات  المؤلمه  اتي إلي ذلك الفتى . .

العينه ١٠١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن