الفصل العاشر

207 30 16
                                    

كنت فتا في الربيع الخامس عشر  من
عمري .... امتلكت اخا في عمر الزهور كان فتا لطيفا . . 
بالنسبة له كنت كل ما يملك . . .  احلامه ، واقعه , مستقبله ....كان يعتمد علي ، يعتمد علي اخاه كبير  كبطله وكحاميه . . فتا ضعيف مثلي كنت له كل ذلك  ....لن اكذب فلقد كان ذلك الفتي الصغير كالملاك الذي اتي للعالم ليربطني به  كان عالمي ,حاضري ,ماضيي ومستقبلي . .

لم يقف الحظ في صفنا . . .  بل صفع كلا منا وابعدنا ..... يوما ما . . يوم انقلاب حياتي رأسا على عقب . . يوم اختطفت انا واخي الصغير . . لا اتذكر شيئا سوى انني كنت مذعوراً . . لم افكر سوى بنفسي . .  ذلك اليوم الذي فقدت فيه راحه بالي وملاكي الصغير . .

عافرت وجاهدت لابحث عن عالمي الصغير الضائع .... لم اجده لم اعثر عليه .... عانيت وحيدا لسنوات .... كم من الدموع  ذرفت في الليالي التي قضيتها وحدي ملاماً على رجوعي لمنزلنا بدونه . . املا ان اداعب وجهه الصغير مره اخري ..... اخذت عهدا علي عاتقي انني سأجد شقيقي مهما طالت السنوات . .

في المكتب

فتحت عيناي على مصرعهما حينما وقعت عيناي على قضيه الاختفاء التي اقفلت بمجرد موت الوالدان . . . بمجرد فتحي لذلك الملف وجدت صورتي واسمي بذلك الملف . . شعرت بدقات قلبي تتسارع   . . رؤيتي بدأت بالتشتت . . اصبحت اشعر بثقل في رأسي لأفقد وعي جراء تلك الصدمه . . . أانت تلك الذكري التي كنت خائفا من تذكرها . .

وجدت نفسي في مكانا مظلم . . به ذلك الطفل لا ارى وجهه فقط اراه ينظر لي . . سألته

"هل انت هو انا . . هل كنت تخبرني ان انتقم لوالداي . . "

التف ذلك الصغير ليركض ناحيه باب ما . . فتح ذلك الباب . . نظر لي . . واخيرا دخل ذلك الباب واقفله وراءه . .

تقدمت ببطأ . . قلبي ينبض سريعا . . خائف مما سأواجه . . وضعت يدي على قبضه الباب . . لأندفع مره واحده . .

فتحت عيني لأجد انني في بيت ما . . ارى وجهه ذلك الطفل واخيرا . . واقفا على باب ذلك المنزل محتضنا من قبل والدته ووالده . . باكيا بشده . . تملأ الجروح جسده الصغير . . حتى يحمله والديه الى الداخل ليغدق بحبهما لبضع دقائق . .

انظر وقلبي يعتصر . . كأني اعلم ما سيحدث فيما بعد . . انتفض جسدي وتحجر لساني مع صوت دق الباب . . .ارتمى ذلك الفتى في احضان والداه . . ليقتلا امامه بدم بارد . . ويساق للخارج بدون ارادته . .

اختفى ذلك المشهد . . قلبي يعتصر ألما . . خانتني  عيناي . . فبكيت بحرقه . . أكان حب والداي لي اكبر من خوفهما من اؤلائك الاشخاص لتحتضنني امي ظنا منها انها ستحميني . .

العينه ١٠١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن