#دائرة_الجحيم
الحلقة الثانية والثلاثون الأخيرة
بقلمي:هبه محمد علي
لبنى وسط دهشت الجميع مشت بتقل كدا و قعدت جنب حبوبة وبعد شوية بدت تتكلم معاها، أنا كنت مركزة شديد معاهم و شايفة حبوبة ملامحها إتغيرت وعمتي زهرة مشت عليهم فجأة صوتهم علا، شوية كمان مشت عليهم مرام انا هنا خلاص التوتر أكلني ، حبوبة سأقتهم و بقوا يتناقشو بعيد لحد ما الحنة خلصت إتفاجأت بمرام جاتني و بتقولي:
-يا هيام ، عندي خبر دايرة أقولو ليك..
طبعاً أنا راسي لف وبطني حسيتها طمت و إتأكدت إن في مصيبة ، إخدت مرام نفس عميق وطلعتو وهي بتعاين لي وبراحة قالت:
-لبنى دي جات قالت إنها حامل من سعد ، نحن مامصدقينها طبعاً وأنا قلت ليها لو مصرة على كلامك دا الفيصل بينا يكون نعمل تحليل DNA لو جد نشوف ساعتها.
كنت شايفاها طشاش وعقلي مشوش لكن برضو قلت ليها:
-الفيه خير ربنا يسويه..
طبعاً الموضوع صعب شديد لكن أنا حاولت أتغاضى عنو لأنو بعد كدا مابخصني، خلصت الحنة وكل المعازيم مشو حبوبة قالت لينا تعالو مشينا معاها أنا وعمتو منيرة ومرام ولبنى وأمها ، ودتنا لراوية في بيتها ، وكلمتها بالحاصل كلو، هنا راوية إنهارت وإعترفت ليها وهي بتحضن في لبنى:
-دا ولد سعد ريحتو، ال ح يشيل إسمو..
طبعاً نحن واقفين مخلوعين ومصدومين من ردة فعلها، لحد ما راوية قالت لحبوبة:
-المرة التانية لما لقيت المكان الداسي فيه سعد الدهب لقيت معاه قسيمة زواجو من لبنى، لكن الله يلعن إبليس كنت خاته في بالي الورث علسان كدا ماوريت زول.
كلنا إتصدمنا ومرام سألت لبنى:
-إت يا لبنى وقت متزوجين بجد ليه جبتي قسيمة مزورة؟
لبنى كانت تعبانه وقالت ليها:
-الحقيقية ماعندي، ومن غير قسيمه ما كنتو ح تصدقوني عشان كدا زورتها..
-إتي مرت الغالي والفي بطنك ولد الغالي تقعدي معاي هنا لمن تلدي و ولد سعد يتربى قدام عيوني..
الحصل دا كان فوق التصور، سبحان الله ربنا يظهر الحق ولو بعد حين، رجعنا بيت جدي وكان الوقت متأخر شديد وأنا بكرة عرسي، من الإرهاق نمت طوالي، لكن مانمت كتير صحيت صليت وصليت صلاة شكر وقريت قرآن، عن كمية الراحة الكنت حاساها اليوم داك ، ونمت في مصلايتي لغاية مامرام صحتني الصباح:
-العروس النوامة، قومي فوق يلا..
صحيت استحميت وشربت الشاي غصب بعد تحانيس حبوبة، ماكنت حاسة بشئ غير الشبع والوجع الفي بطني من ترقب إرتباط إسمي بإسم مجدي كأزواج، سبحان الله دعيت ربنا كتييير يجعلني من نصيبو واهو إستجاب لدعاي والحمد لله ..
عدت الساعات في التجهيزات والناس داخلة وطالعة لحد مابدأت الزغاريد وعرفنا إنهم عقدو، عمتو منيرة جابت لي التلفون، سبحان الله نفس الموقف باختلاف المشاعر ، ختيت التلفون في أضاني وقلت ألو
-يااااه يا هيام أخيرا؟ مبروكة علي إنت وإن شاء الله ربنا يسعدنا ويهنينا ويفرحنا أنا ماكنت عشمان في يوم إن حلمي دا ح يتحقق، الف مبروك يا هيام..
طبعا أنا جاهدت علشان أقدر أهدي نفسي شوية وأرد عليه:
-الله يبارك فيك يا مجدي...
الحته جاطت جنبو وناس بتبارك شكلهم أصحابو جايين ليه إستأذن مني وقفل الخط..
عد الوقت بسرعه لحد ماجاء ساقني وركبنا العربية
كان سايقنا صاحبو محمد قرو الجامعة سوا وكتير كان بيجي معاه البيت،و كانت معانا كم عربية عملو لينا زفة مجنونة
لحد ماوصلونا الفندق..
لما دخلنا قعدنا في أقرب كرسي وهو قعد جنبي ومافينا زول فتح خشمو بكلمة بس قاعدين ودموعنا الإتنين صابة، كأنها بتغسل مننا في وجع السنين الفاتت.. ماعارفة أخدنا كم من الزمن في قعدتنا دي، بس الانا عارفاه إننا كنا مُنهكين تماماً جسدياً ونفسياً، حتى مشاعرنا إستهلكناها، مجدي مسح دموعو ومسح لي دموعي وقالي :
-على شمالك في ممر فيه الحمام و الشنط جنب الحمام،بعد أخدت نفسي طويل حتى قمت إستحميت وغيرت وجيت راجعة لقيتو منتظرني علشان يدخل الحمام ، إتغطيت ونمت، كنت حاسة بأمان غريب، ماصحيت الإ تاني يوم الضهر لقيت مجدي نايم ماعارفة طلع من الحمام متين ونام متين وانا ماصحيت بحركتو ليه، عايزة انزل هو صحاني ، صبحنا على بعض وقالي :
-أحلى صباح بطلتك يلا نجهزعلشان نفطر ورانا سفر.
من الفندق على المطار طوالي سافرنا مصر قعدنا فيها شهر كانت أجمل أيام مرت علي في حياتي، انا الاخترت مصر وما عارفة ليه بالذات مصر يمكن لاني زمان كنت بحب المسلسلات المصرية !وحمناها كلها ما خلينا مكان ما مشينا ليهو
رجعنا بعد شهر وكانت الحياة غير راحة بال وتفاهم وتسامح، لما أقارنها بحياتي مع سعد بلقاها فرق الجنة من النار، بعد يومين محمد صاحب مجدي اتقدم لمرام وأتاريهم من يوم عرسنا ربطو مع بعض ونحن آخر من يعلم، لكن فرحت ليهم والله يستاهلو كل خير .
اما لبنى انا حنيت في حالها هي مسكينة واهلها مساكين مشيت اتنازلت ليها عن البيت وعن العربية الإشتراها سعد ، مع انهن حقاتي لكن انا ما محتاجة ليهم وهي فرحت وبكت المسكينة وشكرتني شديد وبقت تعتذر مني، ومشت رحلت فيهو هي واهلها تاني علاقتي بيها بقت اكتر من عادية..
أما راوية ام سعد منما عرفت الأنا عملتو مع لبنى بقت بتحترمني وكلما تلاقيني بتحضني وبتبكي وبتقول لي اعفي لي وسامحيني يا بتي، ولبنى بعد ولدت مشيت ليها وعملت معاها الواجب وبقت لمن تجي البيت تزورني..
أما مرام اتزوجت بعد شهرين من خطوبتها وانا كتبت ليها عمارة من عمارات ابوي بإسمها لانها اكتر من أختي وهي اجمل حاجة في حياتي بعد مجدي وجدي وحبوبتي وهي الكانت بتهون علي مصائب الدنيا وبتقيف سند متى ما إحتجتها ومن غير ماتقول..
و مجدي ، يا سلاااام مهما قلت م ح أوفيه ولا زرة من شكر أو وصف، قمة الذوق والإحترام، نكران الذات وحب الخير للناس، فعلاً ربنا عوضني بيه عن الأب والأم ..
سكنا في بيت برانا منفصل برة حوش جدي، لاننا عاوزين نعيش حياتنا بمزاجنا ونربى أولادنا حسب الدين مش حسب رأي المجتمع، واتفقنا ما نقيس حياتنا بكلام الناس، الحصل معانا زمان مادايرنو يتكرر لا معانا لا مع أولادنا..
في الآخر الحياة بسمت لي وكل احلامي اتحققت مجدي زوجي وماسك شغلنا وانا ست بيت عزيزة ومكرمة وحياتنا كلها سعادة وفرح وحب ودا كلو بفضل الله وبالصبر الصبرتو وربنا ما بضيع زول والانسان مهما صبر ومسك في طريق ربو اكيد ربنا في الآخر بسعدو لانو الحياة كلها بلاوي وامتحانات
دي كانت قصتي ودي كانت حايتي وانا حاليا في منتهى السعادة بعد ما كنت عايشة حياة بائسة ويائسة ويابسة وكلها عذاب وآلام ومحن وكرب ودموع وكان حولي طوق من نار خانقني ومدخلني في دايرة مقفولة ما فيها ولا منها اي مخرج وكانت دايرة من الجحيم وكلها جحيم في جحيم..
تمت بحمد الله..
