البارت الأول :ألم...

2.2K 69 257
                                    

ينهشني الألم وحشاً جائعاً... أضاع ذاته كطائر... خرَّ طائعاً..... بجناح مكسور......












خطوات مبتلة، قلب باكٍ، بعيون جافة، نظرات باردة، كصقيع تلك الليلة المشؤومة التي تركت روحه بجرح دامٍ أبى أن يندمل....

ترنُّ ضحكتها بأذنه،عزفاً رقيقاً كنسمةٍ دافئة لربيع مبكر، ذكريات مدفونة تحرق قلبه كحمم بركانية تعيد نفسها كلما حاول النسيان.....

يطعن الشوق قلبه، بتلذذ ساخر، بعد كل ما حدث، لم يكن نسيانها له بالحسبان، لما على الأمور أن تجري بهذه الطريقة، لا يمكنها أن تفعل به ذلك، ليس بعد كل جرى، هذا ليس عدلاً.... ليس عدلاً أبداً.....

تأمل الغروب البعيد المتبجح بجماله معلناً نهاية يوم آخر لم يتمكن فيه من إرجاعها
.... غروب مشؤوم... تمتم بنفسه للشمس الحمراء المطلة من بين الغيوم...

لطالما عشقت حبيبته الغروب، ولطالما عشق الغروب لأجلها، لكنها الآن أبعد بكثير... ربما أبعد من الشمس التي عادت لتختبئ خلف الغيوم من جديد......

لاحت لعينيه بوابة قصرهم العملاقة ليتابع سيره بخطوات بطيئة ليشعر بتربيتة على كتفه....

... لما أنت مبتل هكذا... تساءل ميناتو بملامح قلقة نحو وحيده الهادئ...

... أتمشى بالجوار لا أكثر... أردت.. رؤية الغروب أيضاً.... تمتم بخفوة غير راغب بالحديث، ليربت والده:لم تكن فكرة مناسبة حقاً، هي تمتطر منذ ساعات بالفعل... تحدث معاتباً لكن الآخر لم تكن لديه نية في الإصغاء....

هو بالفعل يعلم تماماً كم أنه محطم من الداخل، هو يتمنى، وبشدة أن يساعده، لكنه على علم تام بأن على ولده أن يحاول حل مشاكله بنفسه، هو بالتأكيد سيقوم بالتدخل إن دعت الضرورة لذلك....

... حسنا، لقد اتصل صديقك ساسكي، كان قلقاً من عدم ردك على هاتفك، يبدو أن هناك أمراً مستعجل...

... أظن بأن بطارية هاتفي قد فرغت.... تحدث ببرود هادئ صاعداً نحو غرفته متجاهلاً أي حديث آخر......

أغلق باب غرفته ليستند عليه بانهيار،تاصدغ دواخله بانهيار متزايد لا طاقة لها بالصبر أكثر...
... إلى متى... تمتم فيما يخلع عنه ثيابه لتناول منشفته متوجهاً لأخذ حمام دافئ قبل أن يصاب بالبرد......

تنهد داخل الحوض الساخن شاعراً باسترخاء عضلاته أجمع.... ضيق عينيه على غسول الجسد برائحة اللافندر، تلك العلبة تخص حبيبته،حسناً،كانت الفترةالتي أمضياها هنا من أجمل أيام حياته.....

.... من.. أنت... عبس للذكرى الفظيعة لتعود أحداثها لرأسه صافعة قلبه على حين غفلة.....

.... من.. أنت.... محيت الإبتسامة عن وجهه فيما يرمش عدة مرات في محاولة استيعاب ما نطقت به..

العشق المنفصم (الجزء الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن