البارت 22( الأخير)

1.5K 49 11
                                    

انهارت في البكاء، كيف ستعيش بدونه بعد الآن؟
حضرت نفسها للعودة، ترجلت إلى الأسفل فلم تجده، توجهت إلى مكتبه فرأته يبدو عليه التعب الشديد، يضع رأسه بين يديه.
فور دخولها قام من مكانه متوجهًا إليها ممزوج بعتاب وحزن قائلًا: يوجد شيء يا... رهف.
نظرت له بألم قائلة : أنا أحبتتك بصدق أيها الفهد، لكن عملي يحتم عليَّ.
تركت له ورقة على مكتبه ثم خرجت وهي تواسي قلبها على الألم الذي ينتظره.
وصلت بعد عدة أيام إلى مطار القاهرة،توجهت إلى منزل عمها.
تسمرت زوجة عمها مكانها حين رأتها، احتضنتها بقوة كبيرة، وبدأت توزع قبلاتها على كل إنش في وجهها.
مديحة : أخيرًا يا حبيبتي رجعتيلي تاني.
ابتسمت بخفوت ثم سألت عن عمها، اخبرتها مديحة أنه في القسم.
مديحة : بعد ما الفهد رجعنا، والكل بيشتغل هناك.
رهف : تمام ،أنا هاروح هناك.
مديحة بعصبية:لا طبعًا، أنتِ هربتي من الوحش ده بمعجزة، مفيش خروج طبعًا.
رهف بهدوء: متقلقيش، فهد طلقني وسابني أرجع، أنا مهربتش.
ثم خرجت متوجه إلى القسم بدون انتظار ردها.
في القسم
اللواء : لازم نرجع رهف بأسرع وقت تصرفه معانا يقلق مش يطمن
محمد : انا قلقان عليها اوي خايف، الا يقتلها.
جاءهم الصوت الذي يتمنوا أن يسمعوه الان يقول : لا ماتخفش قاعده على قلبكم مش هاسيبكم
ليلتفتوا لمصدر هذا الصوت يروها تقف بثقتها المعتادة لينصدموا عند رؤيتها تقف أمامهم
انتفض محمد من مكانه واختنها بقوة قائلًا : كويس إنك هربتي منه، لازم نخبيكِ في مكان ميعرفش يوصلوا.
رهف : اهدى يا عمو، انا مهربتش منه لأن مش رهف اللي تهرب من المواجه اصلًا ثم اغمض عينيها وتنهدت وقالت : الفهد طلقني ورجعني مصر
محمد بصدمه : ازاي
تجمعت الدموع في عيناها فهو اختار أصعب طريقة لعقابها، كانت تتمنى أن تألم الألم الجسدي لأنه يطيب، لكن ألام الروح والقلب لا تتداوى مهما حدث.
تركت رهف عمها متوجه للواء، ألقت التحية.
اللواء بابتسامة : حمدالله على السلامة رجوعك يا حضرة الظابط.
ثم أغمضت عيناها قائلة: كان نفسي محدش يموت، بس ماريام راحت ضحية.
اللواء: ماتت مرتاحة على الأقل، تائبة وراضية عن اللي أنتِ عملتيه.
ثم تمم حديثه قائلًا: استعدي عشان الحفلة
قاطعته رهف وهي تقول : أنا
عايزه اخد اجازه يا فندم، نبقى نشوف موضوع الحفلة ده بعدين.
اللواء : ماشي يا حضره الظابط، زي ما تشوفي.
بمجرد قوله تلك الكلمه ( حضره الظابط) تتذكر نظره العتاب والغضب التي كانت في أعين الفهد.
بعد عده ايام
تجلس رهف في غرفه في منزل عمها
تجلس على جهاز رياضي للجري يبدو على وجهها الغضب الشديد وتذيد من سرعة الجهاز
ليأتي شخص ويوقف هذا الجهاز
رهف : انت مش هتبطل غلاستك دي بقا.
ليضحك الشخص ويقول : عرفتي منين انه انا
رهف وهي تجفف عرقها : محدش غيرك يقدر يعمل كدا يا ابن خالتي
عصام : بقالك كتير مقلتهاليش يا حضره الظابط
لتبتسم رهف بوجع
عصام : سرحتي في ايه؟؟؟
رهف : ولا حاجه أمير مش باين ليه
عصام بهدوء : خايف منك
رهف بضحك: ليه بس ده انا ملاك حتى وهاديه جدًا.
عصام : الكل بقا بيترعب منك رجعتي أصعب من الاول، بعد العملية دي، ده أنتِ جيتي يوم بس القسم كله اتقلب.
رهف : طبعًا هو انا اي حد، المهم مفيش اي اخبار عنه
عصام بضيق : لسه بتفكري فيه؟
نظرت له عصام بألم فأنه لا يعلم ماهو الحب، لا يفهم كيف تكون بنظر من تعشق خائن.
تنهدت بأسى ثم قالت بخوف : انا حامل منه يا عصام.
عصام بعصبيه : نعم يا روح امك!
رهف : هش ايه اهدى كده، هو انا نقصاك
عصام بعصبيه : اهدى ايه وزفت ايه، هو كمان كان في حاجة حصلت بنكم، أنتِ اتجننتي يا رهف، ازاي تعملي حاجه زي كدا وأنتِ عارفة انه جواز مؤقت
رهف بلا مبالاه لحديثه : اهو اللي حصل بقا.
أمسك زراعها بقوة قائلًا: أنتِ مش حاسة باللي عملتيه؟
رهف وقد امتلات عيونها بالدموع : عصام والنبي كفايه انا اصلًا على أخري.
عصام وقد لانت ملامحه فهو يعتبرها اخته الصغرى : خلاص اهدي اأنتِ حامل في اد ايه
رهف : شهر
عصام : يعني كنتي عنده لسه، مقولتلوش ليه؟؟؟
رهف : كنت عايزة اعترفله بكل حاجة الأول
عصام وهو يمسح على وجه من شدة الغضب : عامه هو مش باين خالص مفيش اي اخبار عنه
رهف : ماشي يا عصام متقولش لحد على حوار حملي ده خالص
نظر لها عصام ثم خرج صافعًا الباب خلفه
بعد قليل من الوقت نزلت رهف وهي ترتدي بنطلون ضيق بعض الشيء وتيشرت وردي.
مديحه : رايحة فين يا رهف؟
رهف : هقابل أمير يا طنط، وبعدين ارجع فيلتي بقا.
مديحه : لا مفيش فيلتك، ترجعي على هنا
رهف : سيبيني على راحتي يا توحة، هبقى اجيلك متقلقيش يلا باي.
ثم ذهبت دون سماع ردها
في إحدى الكافيهات
أمير : رهف أنت عندك انفصال في الشخصية!
رهف : ليه بقا انشاء الله؟
أمير : اللي يشوفك وأنتِ قمر ومتشيكه كدا ميشوفكيش في القسم.
رهف : انت بتهديني عشان مقولكش انك ندل، صح خايف تقابلني يا جبان
أمير : بقالي سنه ونص بصطبح بوشك ليل نهار عايز ارتاح شوية وبالمرة انسى الضرب اللي خدته منه بسببك.
ابتسمت بأسى وهي تتذكره، ترورقت عيناها بالدموع، وثوانٍ وجحظت عيناها بشدة حين نظرت تجاه النفاذة.
خرجت من ذلك المكان مسرعة وأمير خلفها
أمير بخوف : في إيه؟
رهف بتوتر : الفهد
نظر لها أمير بأسى : أنسيه يارهف، أنسيه.
نظرت له بدموع ثم اتجهت إلى منزلها وهي شاردة في من ينبض له قلبها.
في منزل المأمور محمد
مديحة : مش عارفه ليه رهف مصممة ترجع، بيتها ماكانت تقعد معانا
محمد : ما أنتِ عارفاها يا مديحة، بتحب بيتها وبعدين البحر قدام البيت ده كويس ليها هيريح اعصابها اكتر.
مديحه : بعد المهمة الاخيرة دي، وهي مش متظبطة، عصبيه جامد، ومدايقه معظم الوقت مش رهف اللي انا اعرفها
محمد : حبيته يا مديحه، حبيته بس احسن حاجه فيها أنها حكمت عقلها مش قلبها
مديحه : طب والعمل؟ هنسبها كدا!
محمد : العمل عمل ربنا بقا
******************************
في منزل رهف
رهف : معقول كنت بتخيل بس، انا شوفته انا متأكدة
خرجت رهف إلى الشرفة، بدأت دموعها تسيل بغزارة وهي تتذكر لاحظاتهم معًا، مسحت دموعها بعدما رأت شخصًا يقف بالأسفل، رقدت مسرعة تبحث عنه ودقات قلبها تتزايد بشدة.
رهف في نفسها : لو عيني اتلغبطط، قلبي لا يا فهد انت، موجود هنا قريب مني وانا هاعرف اخليك تظهر ازاي.
مش رهف اللي تلعب معاها اللعبه دي.
صباح اليوم التالي
في القسم
اللواء : هنعمل الحفله بكرة بقا يا حضرة الظابط.
رهف : تمام يا فندم اللي تشوفه
دلف في تلك اللحظة أحد الظباط عند دلوفه تأففت رهف بغضب.
أدهم : صباح الخير يا فندم صباح الخير يا رهف.
رهف باقتضاب دون أن تنظر إليه : صباح النور يا حضرة الظابط
رهف : استأذن انا بقا يا فندم
ثم خرجت رهف فستأذن أدهم وخرج خلفها
أدهم : رهف
رهف في نفسها : ناقصاك أنتَ كمان
أدهم : هو أنتِ مش بتيجي ليه كل يوم
رهف : نعم!!!!!
أدهم : أقصد وأخده اجازه ليه يعني
رهف بعصبة : مش شغلك.
وكادت أن تذهب ولكن امسك أدهم بذراعها
لتنظر رهف إلى يدها فيتركها أدهم على الفور ويقول : اسف، بصي بقا بصراحة كدا انا بحبك وعايز اتجوزك.
كادت رهف أن تجيبه ولكن خطر بباللها فكرة
رهف وهي تنظر له بخبث: بصراحة يا أدهم أنت فجأتيني.
أدهم : بعد كل اللي بعمله معاكِ، ومكنتيش حاسة.
رهف في نفسها : لا وانت الصادق، البعيد اللي معندوش دم.
رهف : بكرة بعد الحفله نتمشي على البحر شويه ونتكلم.
أدهم بفرحة : اكيد طبعا
رهف في نفسها : هتظهر قريب يا فهد، اوعدك.
ثم خرجت من القسم وتوجهت إلى منزلها
في منزل رهف
تجلس يبدو عليها الإرهاق الشديد، تُحاول إقناع ابنه خالتها بما تريده.
عصام: أفهم ليه الأول؟
رهف : عصام والنبي نفذ دلوقتي، وبكره هتفهم كل حاجة خليك واثق فيا بس
عصام : ماشي يا رهف اما اشوف اخرتها معاكِ
صباح اليوم التالي
في منزل المأمور محمد
محمد : مديحه انا ممكن اتأخر بالليل شويه في الحفله دي
مديحه : انا جايه معاك عايزا اشوف بنتي وهي بتترقا كدا
محمد : عارفة انا حاسس ان رهف ناويه على حاجة عشان كدا وافقت على الحفلة، هي مش مبسوطة بالتكريم ده اصلًا.
مديحه : هتكون ناويه على ايه بس يا محمد، أنت اللي خايف عليها بس.
محمد : هيبان، ربنا يستر المهم بالليل تكوني جاهزة، مش هستناكِ لو مجهزتيش فاهمة
مديحه : حاضر
في منزل رهف
تجلس تمسك صورته ودموعها تنهمر بغزارة عليها قائلة : أخيرًا هتكمل المهمة لللأخر.
قطع شرودها رنين الجرس؛ فترجلت إلى الأسفل لفتح الباب.
رهف : أمير بنفسه اتجرأوجالي، لالا اكيد عايز حاجة
أمير بغضب : اكيد يعني اومال جي من حبي فيكِ
رهف بغضب : طب اخلص بقا عشان متعصبش عليك
أمير : سها
رهف : مالها؟؟؟
أمير بعصبيه: والنبي أنتِ هتستهبلي من اولها
رهف ببرود : أمير انت صوتك عالي ولا بيتهيألي؟
أمير : احم لالا اكيد بيتهيأك طبعًا.
رهف وهي تُحاول كبت ضحكها : ماشي كمل
أمير : عايز اخطبها
رهف : ألف مبروك، الله يكون في عونها.
أمير بحزن : أنتِ عارفه اني وحيد ومليش أهل، عايزك تكلمي عمك يجي معايا وأنتِ كمان تيجي
رهف بتفهم: بص أدعي إني متقتلش، ولو فضلت عايشة يبقا الجمعة اللي جاية نروح.
أمير : لا بقولك ايه مش وقت موت خالص اخطبهالي، وبعدين موتى متتلككيش وتموتي وانا عايزك
رهف : أمير اطلع بره
أمير : كنت طالع على فكره
خرج فذهبت هي لتستعد للحفل أو ربما لشيء أخر.
جاء موعد الحفل، ارتدت فستانًا قصيرًا وهي تدعو أن يمرأ الله تلك الليلة على خير.
ذهبت إلى الحفل فوجدت أمير يقف مبتسمًا لها.
رهف : مالك؟
أمير : هو غياب الفهد جاي على هواكِ ولا ايه؟
نظرت له شزرًا ثم نظرت إلى عصام لتطمأن إذا كان كل شيء على مايرام.
هز عصام رأسه موافقًا، فابتسمت رهف بخفوت.
أمير : في ايه؟
رهف : أمير، غور من وشي وإلا
لم تكمل جملتها حتى ذهب أمير أما عصام فكان يُتابع ما تخفيه من حزن وألم.
انتهى الحفل فاقترب قائلًا : هنروح دلوقتي.
هزت رهف رأسها موافقة وانطلقوا مسرعين وعلى حين غرة.
ركع ادهم تحت قدمها وهو يلقي عليها كلامًا معسولًا، يقدم لها الشبكة.
ابتسمت بخبث وهي تمد يدها
ثم نظرت إلى أدهم الذي يتلقى لكمات متتاليه وقالت في نفسها : احسن لأنك غبي وبارد
فاقت من شرودها عند اقتراب الفهد منها لتتراجع رهف للخلف بذرع وتقول : فهد، أنا حامل لا تقترب مني
نظر إليها الفهد بصدمة قائلًا : ماذا؟
في ذلك الوقت تجمعت قوات الشرطة وألقوا القبض عليه.
نظر إليها بألم قائلًا : هذه المرة الكام اللتي تخدعينني فيها.
رهف بخفوت : أسفة أيها الفهد.
كان الجميع ملتفين حولها فاقترب عمها منها بصدمة قائلًا: أنتِ حامل!
نظرت له بخفوت وتعب قائلة : نعم.
لم تنتظر سماع أي رد واتجهت مسرعة إلى مركز الشرطة.
دخلت إلى حيث يمكث الفهد، بعد رؤيتها اقترب منها صافعًا إياها بقوة وهو يجذبها من شعرها قائلًا: لم أتحمل حياتي بدونك، وأنتِ مازلتي تخططين لقتلي، شدد قبضته قائلًا :لماذا؟
كانت دموعها كشلال، فتحت فاها قائلة : حتى أكون لك في الجنة، سترجع إلى الله، لأجلي أليس كذلك.
دفعها الفهد فوقعت متألمة واضعة يدها على بطنها قائلة : سامحني، أرجوك.
اقترب منها الفهد وهو يضع يدها على بطنها قائلًا: كنتُ اتمنى أن اراهم.
انسابت دموعه هو أيضًا، نظر إلى عيونها الممتزجة بالوجع مع الحب.
انهال على شفتيها بقوة فبادلته هي أيضًا قبلته بعشق وحب شديد.
رهف : سامحني يا فهد.
ابتسم لها بخفوت قائلًا : هستناكِ في الجنة، بتمنى ربنا يقبل توبتي، الشيخ اللي هيجي هيصليلي أكيد.
مر 3 أشهر كانت تقف أمام قبره، دموعه تنساب بغزارة قائلة : مش قادرة أعيش من غيرك، أنت ارتحت لكن أنا بعاني هنا من غيرك.
فقدت توزنها فوقعت بخفوت، شعرت برائحته حولها ثم اغمضت عيناها مبتسمة.

حب خاطئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن