«١»

16.4K 357 402
                                    

هذه أول رواية عامّية سعوديّة أكتبها؛ لذا أرجو منكم الدعم :-)

.
إن أعجبكم الفصل..
أرجو منكم التصويت والتعليق بين الفقران؛
التعليقات تسعدني جدًا ;-)
.
.
.
.

•  •  •  •  •

#لُجَي:

"أمك ماتت يا "لُجَي"...!
ذي الجملة فضلت طول حياتي من يوم وانا خمس سنين خايف أسمعها، وداري إنها بتدمر لي حياتي اللي بعدها..

المشكلة اني كنت متوقّع جدًا إنّي أسمعها بيوم من الأيام؛ كون أمي مريضة قلب وقلبها مرّرره ضعيف، وإذا تِعبَت فلازم تركد في المستشفى كام يوم وفي العناية المركّزة بعد..

كنت أدعي ربي في كل صلاة إني ما أسمع ذي الجملة لأني إذا سمعتها من أحد مدري كيف بيكون رد فعلي قدامه..
ما أحب أظهر ضعيف قدام أحد... حتى أبوي نفسه ما أبغا أبكي قدّامه..

ما سمعت ذي الجملة.. بس مقدر أقول إنه من حسن حظّي؛ لأن ذا الشيء صار قدامي وما احتجت أسمعه من أحد.. أنا كنت أوّل شاهد عليه..

وربّي ما توقّعتها.. ما توقّعت اني أرجع بيوم من المدرسة وما ألاقيها تناظر لي وأنا داخل من باب البيت وابتسامتها تشق وجهها وأنا أبوس يدها وراسها..
قلت أكيد نايمه.. رغم اني أدري انها ما تحب نومة النهار، لكن ما عليه بطلع لين غرفتها ويارب ألاقيها منسدحه..

الحمد للّه.. وقتها بس وقفت قدّام باب غرفتها شفتها منسدحه على ظهرها..
تقرّبت منها وجلست على ركبي قدام السرير، مسكت يدّها بين يدّيني وأحس اني مسكت قطعة ثلج..!
الجو مو بارد لذي الدرجة.. وش فيك يمّه؟!

شدّيت على يدّها بقوّة و رفعتها لوجهي وبستها... بعدين قمت وجلست على طرف السرير عند راسها وبست جبهتها..
مدري ليش مجرّد ما انحنيت وبستها طاحت دموعي على وجهها..
لييييش أبكي؟!..
أمي نايمه قدامي ايش أبغى أكثر من كذا؟!.. كنت حنبسط يعني لو ما لقيتها في البيت واكتشفت انها في المستشفى؟!

المشكلة انّي مجرّد ما حطيت راسي على صدرها استوعبت.. انها مو نايمة.. بس ظليت أكذّب نفسي..

يمّه تراك لسّه شباب.. لسّاك خمسة وثلاثين...!
أدري ما تغلين عاللي خلقك.. بس أنا لساتني ١٥.. لمين بتسيبيني؟!

وقتها أنا ما بكيت إلا في حضنها.. قبل ما أقوم وأمسح دموعي وأكلّم أبوي.. والجملة الي ما بغيت أسمعها من أحد أنا اللي قلتها بعظمة لساني..
"أمي ماتت"

ما بكيت في الصلاة عليها.. ما بكيت وقت دفنها.. ما بكيت في العزا بأيّامه الثلاثة...
أبوي نفسه ظل يبكي عليها أسبوع بحاله، مدري أنا على إيش متماسك..!

لُجَيْ | عاميّة سعوديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن