~ CH9 ~

48 11 10
                                    


أرتدتْ معطفآ سميكآ يقيها البرد في الخارج ؛ وغطت رأسها بباندٍ اسود اللون فيه بِضعُ خرزات كاللؤلؤ ؛ وخرجت كان الهواء باردآ حتى أحِمّر خديها وأنفها أصبح كرزي اللون بفِعلِ الرياح ذات العزفُ الهادئ ،،، كانت تتمتم لنفسها

( اما خرجتُ الآن ؛ ياللهي هل انا مجنونة فقط لأجِلُبَ سُكرآ أخرج ،، آه يالها من برودةٍ قارصة )

حتى رفعتْ ياقات معطفها لتغطي بهنْ جوانب وجهها ؛ عبرتْ شارعين تبحث عن متجرٍ صادفها واحد من المتاجر لكنهْ كان مُغلقآ يبدو بأن لا أحدآ سيخرج في هكذا صباحٍ باردٍ
.
.
وكأن كُل شي اليوم عقدَ أتفاقآ للعنةُ القدر ! سارت مجددآ لتصل لمتجرٍ ما ، لِحُسن حظها أو لسوء الحظ وهل يفرق كليهما عند هذة النقطةٌ تمامآ ! دخلت تبحثُ بعينيها وتتلمس الرفوف بحثآ عن السُكر الأسمر !
ها هو قد صفقت ببسمةٍ عريضة حالما وجدتهُ يبدو بأنها المرةِ الاولى التي تُجرب فيها التسوق بمفردها ؛ لتذهب حينئذٍ لعاملةِ المتجر وقد دفعت ثمنَ ماابتاعتهُ من كيسُ سُكرٍ صغير ،،، لتستدير تطلب الخروج ،،، كانت تضع الباقي من نقودها في جيبِ معطفها حتى أنزلق أحد فكات النقود تلك ليستقر أرضآ بعد دحرجتهِ قليلآ ،،،، ركضتْ خلفهُ وهي منحنيةٍ للأسفل حتى التقطتهُ أخيرآ بين أصابعها ،،،، كانت تهمُ بالوقوف مجددآ من انحناىتها حتى لمحت مالم تظنُ بأنه قدرها السئ ! لمحت يونغي وقد كان يمضي خارجآ من المتجر

.
.
(انه شوقا ! هل كان في المتجر ؟ يااه شووقا ؛ شووووقا )
كانت تخرج منها الكلمات بفمٍ مملوءٍ بنفث الهواء الكثيف كَكوبٍ من الشاي يتراقص بُخارهُ حولهُ ،،،، يبدو بأنه لم يسمعها حتى أصبح بعيدآ عنها خارج المتجر ،،، ارادت أن تناديه عليه لكنها توقفت
(ايتشش ،، لم يسمعني سأتصل به ،، وأقول له بأنني ورائهُ ،،، هل يفكر بالذهاب حقآ دون رؤيتي يااه ياله من فتى غريبٍ )
كانت تتمتم كعجوزِ حيٍ قدؤم وهي تخرج هاتفها لتضغط على لوحة الأتصال تطلب فيها رقمهُ حتى اتصلت به ! لعلهُ لم يكن يأبه بالرد على هاتفهُ حتى ،،، لقد كانت داي ري تنظر له وهو يسير سريعآ دونما مبالاةٍ لأتصالها ،،، اطلقت لعنةٍ صغيرة عليه نتيجةُ إمتعاضها منهُ
(يااااه ؛ ياشوقا انا التي اتصل ايها الأبله ،، لما لا ترد ) حتى تخاطر لذهنا لما هو مُسرعٌ هكذا لابد وانه امرآ عاجل !
.
.

للحظةٍ انتبهت لنفسها لقد بدتْ كبلهاءٍ تمامآ لما تلحقُ به هكذا دونما وعيٍ منها ! هل للعنةُ الُحب أن تقودَ المرء دون أدراكهُ حتى ،،، انزلت رأسها لترمق كِيس السكر الذي يقبع بهدوء بين يديها
(لم أتناول فطوري حتى ؛ أممم لايهم سأرى شوغا اولآ ثم اعود للمنزل ؛ حسنآ )
ابتسمت لتعود لبلاهتها التامه ماان ادركت انه ابتعد عنها كثيرآ لاتزال تقف في ذات مكانها حتى جرت سريعآ خلفهُ ،،، يبدو بأنه اتخذ سيرآ لطريقِ آخر مؤديآ خارج حدود هذا الحي !
.
.
(أين ذهب ،، ياللهي لما لحقتُ به حتى هذا المكان ،، وهل سيهتم أن رآني من بعيد كما أراهُ أنا ،،،،،)

COŁD WÃTER ~ مِيآهٌ باَردةٌ ~ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن