~ CH19 ~

47 8 25
                                    


.
.
ثلاثةُ أيامٍ دون جدوى للعثور على نامجون ،،
كان الأمر اشبهُ بالغرق تمامآ ليونغي ؛
أنهُ غارقٌ في سباتٍ التوهم !
طعامٌ أقل من سابقهِ
وحديثٌ منقطع بينهما ؛
كان كلُ شئ مضجرٍ بألم ،،

داي ري التي تسرقُ النظر بين كل وهلةٍ تراه كيف يلتحفُ بأغطيةِ فراش شقيقهِ ؛
يتخذ من ألبستهِ ماوىً آخر علهُ يجد شيئآ من نامجون مُخبأ هنا أو هناك بين ثنايا وتجاعيد حاجياتهِ !

لم يكن الأمر سهلآ على كليهما ؛
فقط كانت تجري الأمور دونما تنفسٌ طبيعي،،
وكأن الحياة في هذا المنزل متصلةٍ بالبحر العميق لا أكثر !
.
.

هي تعلم بأنهُ لم يخرج للحظةٍ منذُ صباح اليوم الثالث ،، طرقت بخفةٍ على خشبة الباب لتدخل بتأنٍ بعدها ؛
فلم يصبح المنظر غريبآ عليها بعد الآن ؛
مُمددٌ على اغطية الفراش دونما أن تلمح وجهه،،
فقط كان مستديرآ نحو الجهةِ الأخرى
كأنهُ سلحفاةٍ تكورت على نفسها "

( هل أحضرُ لك شئً لتأكلهُ فأنت لم تاكل منذ.. البارحة.... هل احضر لك.... )

ليسبق شرحها المرتعش صوتهُ الباهت

( كلا !! )

اقتربت داي ري من الفراش قليلآ
تبغي أن تجعلهُ يخرج من تقوقعهُ الممل

( لكنكَ لم تأكل شئ ؟ أساسآ لقد احضرتُ لك بعضُ الفطائر ! )

حتى اشد القتلةِ طغيانآ لديهِ هذا الجانب الضعيف المنكسر ؛
ستتسآئل حينها بأنكَ  لستَ  سوى جسدٍ اجتمعت فيه رغباتٍ واهنة !!

(قُلت لا ؛ اتركيني الآن )
.
.
شعرتْ داي ري بقبضةٍ في صدرها تحزُ اضلعها بضراوةٍ شرسه ؛
المرةِ الاولى التي ترى فيه انكسارهُ العميق ؛ .

لقد خسر ثاني شخصُ يحميهُ من هذة الحياة ،،
أغلقت الباب حينها وأستدارت لتعود ادراجها خائبةٍ على حالهِ التي تردتْ يومآ بعد يوم ؛
كلُ ما يفعلهُ التحديق في جدران الغرفة والقبضُ بشدة على الهاتف لعلَ خبرآ يأتي ليُغرقه بصوتٍ نامحون مجددآ ؟

بعد عدةِ دقائق كانت قد مضت
وهي تحدقُ بالفطائر التي اعدتها ببساطةٍ تامة ؛
حاولت ان تلقم شيئآ منها في فمها ،،
لكنها لم تستطع ؛
حتى سمعتَ صوتُ اقدامهِ وهي تقرع ببطئٍ على درجاتِ السُلم
لتنهض بسرعةٍ متفاجأةٍ من خروجهِ ؛
هل أستجد امرآ معهُ ؟
لعلها تسائلت مرارآ ماذا حدث ؟
رأتهُ كيف يتجهَ نحوها لكن !
لقد تخطاها بسرعةٍ هكذا ؟
لم يكن الامر يحتمل أن ينظر لها حتى متجاهلآ الزمان والمكان
ليستقر بقربِ الباب الخارجي يُعدّلُ من ربطةٍ حذاءهِ

COŁD WÃTER ~ مِيآهٌ باَردةٌ ~ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن