~ CH17 ~

38 6 26
                                    

.
.
.
لا زِلتُ لا أفقهُ الطريقةُ التي تسير بها الأمور هكذا فحسب ، هل لا يوجد تفسيرآ لما أسمعهُ أو أراهُ حتى ؟

مضى بعضُ الوقت على مغادرة جين بسرعة دونما ان يعود
،، يونغي الآن لعل لتأخيرهُ هذا ذلك السبب الذي يَشدُ به القدر على أطراف المشاعر !
كانت داي ري حينها تدور مع نفسها بدوائرٍ ضجرةَ ؛ مُحبطة ؛ متوترة ؛ كئيبةُ كالآيام !

تشعرُ بأنها أنهكها القدر  وهل للقدر قلب ؟
نهضت قليلآ لتنفض عن نفسها غُبار الأرهاق بعدما سارت بتثاقلٍ نحو الحمام لتغسل وجهها بمياهٍ باردة ! يالها من مياهٍ لعينة تشهدُ كل شئٍ ولا تهتز !
حالما رفعت وجهها قابلتها تلك الصورة المنعكسةُ لداي ري !
رفعت اصابعها لتمسح المياه وقطراتها المُبعثرة كانت قد تسللت بعضٌ منها الى رقبتها الدقيقة ؛ لتِشكلُ دوائرآ من اللؤلؤ الفضي ! كانت بعضُ الدوائر مُزيفه فهي ليست من مياه الصنبور ؟ لقد
كانت
من قزحيتي عينيها ،
لتنزلق بخلسةٍ تحت عيني تلك الصورة المنعكسة وهي تخاطب نفسها بِوهنٍ وضعفٍ مقيتين

(ماكان عليكَ اخباري ؟ لما أنا التي اشعر بكل تلك الاوجاع )

حتى اخذت تصفع بيديها مرارآ بتلك المياة التي تجمعت تحت الصنبور لتصنع وقعآ متتالآ نحو الارض

( شوغا شوغا ؛ شوغاااه ،،،،، ااه لا تُخبرني بأنكَ تتألمُ حتى ، لعلك تشعرُ بالغضب لأنك فقط فقدت شقيقتك لكنك ......)

لعنت نفسها مرارآ لأنها لم تستطع نطقُ الكلمةُ حتى !
.
.
لم تستطع ان تتنفس لبرهةٍ من الزمن حتى عادت لوعيها المفقود بين متاهات ذلك الأنعكاس الذي يخبرها بأن داي ري القديمة قد تلاشت مع يونغي القديم ،، حينها تذكرت كلام جين

( لقد كان مرحآ يضحكُ للحياة ؛ يونغي لم يكن هكذا ؛ كان فتىً يشعِرُ بالآخرين وبرغباتهم " لم يكن ليؤذي نملة حتى ،، إنه فقط يحتاج الى شخصٍ ينقذهُ من نفسهِ )

لعلها لم تنسَ كل حرفٍ قالهُ فعلآ ؛ بعدما التقفت المنشفة المُعلقةٍ لجانبِ الباب اخذت تمسح شعرها بها ،، لابدَ للذكريات ان تندرج تحت عنوانٌ وقح
لأنها تتجمع في وقتٍ لا يحتاج فية الأنسان الى شيٌ من الألم !
تذكرت حينها كيف ضَيّق عليها يونغي بيديه ليحبسها على الجدار بأعينهُ الثعلبيةُ تلك !

.
.
كان قد فُتح الباب الخارجي لتستمع لخطواتهِ تمتلئ بها اروقةُ المكان وزواياه ؛
مسحت عن وجهها المياة لاسيما رسمة الفزع التي كانت تعتريها بعدما سمعتهُ

(داي داي ؟ آين انتِ ؟)

بصوتهِ الذي يمتلئ عذوبةً كلما بدا بتلّفظِ اسمها حتى ظهرت له من وراء المساحة الصغيرةِ للسُلم حيث كان يقبع الحمام ؛
كانت لاتزال تغمرُ رقبتها بعضٌ من قطرات المياه لؤلؤية الحجم ....
نظراتُ يونغي لها ممتلئةً بشئٍ من الأنغماسِ كالغرقُ في بحرٍ تعشقهُ حد النهاية

COŁD WÃTER ~ مِيآهٌ باَردةٌ ~ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن