وفجأة قامت وسط البنات، وصوتها عليّ شويا وكان متقطع لأنها كانت على وشك البُكاء، وقالت لكل بنت في المسجد: دُنيا فانية يا بنات، لي نشتريها ونبيع الآخرة؟ فرعون بجلالة قدرة وال كان مفكر أنه مافيش لا قبله ولا بعده وال كان بيقول أنا ربكم الأعلى، كانت نهايته إي؟
دامتله الدنيا؟ نفعته؟
لي منكونش صادقين في حبنا لربنا؟
لي منبذلش الغالي والنفيس لله!
لي منضحيش بأهوائنا وشهواتنا في سبيل الله وسبيل مرضاته عننا!عارفين؟
المشكلة مش في الذنب، لأنك ممكن تتوبي منه، بس المشكلة في الندم والحسرة والكسوف من الذنب دا!
كل ما تتذكري أنه كان يراكِ وأنتِ بتفعليها، قلبك هيتقطع من الندم والكسوف، هتتكسفي تقوليله: بحبك يارب، هتتكسفي تقوليله يارب حبني وقربني ليك وارحمني وارضى عني، طب أنتِ مين؟
عملتِ إي عشان تفوزي بالمنزلة دي عند ربنا وتكوني من الناس ال ربنا راضي عنها وكتب لها الجنة؟
طب عملتِ إي عشان تفوزي بحبه؟
تزللتي له قبل كدا؟
خشعتي ؟
تورعتي في أمر ما فتركتيه كله لله؟
فاكرة لما كنتِ بتكلمي الولد الفُلاني وبتقوليله كلام حب؟
ربنا كان سامعك.
فاكرة لما بعتيله صورك؟
ربنا كان شايفك.
فاكرة لما خرجتِ معاه من ورا أهلك ومفكرة إن كدا محدش شايفك؟
ربنا كان مُطلع عليكِ.
فاكرة لما عصيتِ ربنا؟
ربنا كان مطلع عليكِ وشايفك وسامعك!ماهو يا ويلك لو ربنا نظر ليكِ نظرة غضب!
ويا هناكِ وسعدك لو نظر ليكِ نظرة رضا!ماسكة فيها ع إي؟
بصي حواليكِ شوفي البنات ال ماتت فجأة في سنك وأصغر منك، دوري في حياتهم، هل يا ترى كانوا جاهزين يقابلوا الملك؟
كانت جاهزة ترد على أسألة ربنا ليها؟
وهو سبحانه عزَّ وجلَّ بيحاسبها على القطمير؟
جاهزة؟بدأت بالبُكاء وقالت: جاهزين لملاقاة الملك؟
جاهزين لخروج الروح؟ذنب إي دا ال يستاهل إن ملك الموت يقولك: يا أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث!
تسوى إي الدنيا قصاد الكلمات دي؟
تسوى إي هدومك الضيقة وبوستاتك ال كلها ذنوب جارية وزينتك ال بتحطيها كل مرة تخرجي وعطرك، تسوى إي لحظة خروج روحك وهي مش عايزة تطلع فينزعها منك ملك الروح نزعاً!
تسوى إي الدنيا لحظة دخولك القبر لوحدك، لا ماما معاكِ ولا بابا، لا صاحبتك ال كانت بتختار معاكِ اللبس الضيق والميكب، ولا صاحبك ولا الولد ال كنتِ في علاقة محرمة معاه.مش هيدخل معاكِ القبر غير عملك، ها عملتِ إي؟
شفاء قالت خطبتها دي، وببص حوليا لقيت كل المسجد بيعيط، وفي ال كانت بتبكي بكاء مرير وبصوت عالي من شدة الندم.
برجع أنظر لشفاء لقيتها بتسند على عمود المسجد قومت بسرعة وجريت عليها، محدش لاحظ دا غيري، كله كان منشغل بنفسه وبيتفكر في كلماتها ال كان ليها أثر كبير ودا كان واضح من بكائهم.
أنت تقرأ
سنغدو رفاتاً ويبقى الأثر...💔
Художественная прозаسأقبل يا خالقي من جديد كما انت مني الهي تريد ...💗