الأنانية تأخذ ولا تعطي.

395 102 58
                                    

كانت هناك صديقتان أحبتا بعضهما كثيرا، الأولى تسمى أميرة والثانية تسمى زينب.

كانتا تتشابهان في كثير من الأشياء والصفات، وأهمها طريقة حبهما لبعضهما، وأيضا كانت طريقة تفكيرهما متشابهة.

وفي يوم من الأيام قابلت زينب شخصا فتعرفت عليه وأحبته كثيرا بمرور الوقت وأحبها هو الآخر بدوره، ولكنها لم تكن قد أخبرت أميرة بذلك، فهي كانت تنتظر الوقت المناسب، وعندما أرادت أن تخبرها كانت هي الأخرى تريد أن تخبرها شيئا مهما، فقررت زينب أن تستمع إليها أولا، فقالت أميرة:

لقد تعرفت على شخص منذ شهر وأحببته كثيرا، وأظنه قد أحبني هو الآخر.

ففرحت زينب كثيرا وقالت:

أريد أن أرى من أحبته أختي كثيرا، أخبريني هل معك صورة له؟

فأخرجت أميرة صورته وكانت المفاجأة، لقد كان هذا هو نفس الشخص الذي أحبته زينب، ولكنها لم تظهر ذلك وقالت:

لقد فرحت لك كثيرا، ولكني سوف أعود بعد قليل.

ثم ذهبت إليه وعاتبته على أنه لم يخبرها بأنه قابل صديقتها، ، فاعتذر لها وأخبرها أنه يحبها هي، أما أميرة فهي أخته فقط، ثم عادت إلى صديقتها وصارحتها بما قال، ولكن أميرة غضبت كثيرا ولم تفكر إلا في نفسها ونسيت أن زينب صديقتها، فحزنت زينب وأخذت تقول لنفسها:

لماذا أصبحتِ أنانية يا أختي؟، لو كأنه قد أحبك لما ترددت لحظة في أن أتركه من أجلك؟، لماذا جعلتِ نتيجة ذلك خسارتنا لبعضنا؟

ظلت تسأل نفسها كثيرا ولكن لم يجبها أحد.

مرت عدة أيام وشعرت أميرة بالندم لما فعلته، وقررت أن تواجه صديقتها.

في البداية رفضت زينب أن تتحدث إليها، ولكنها بعد ذلك وافقت ولكنها كانت قاسية جدا معها، وأميرة تستمع إليها وهي تقول:

اقسِ علي وقولي ما تريدين قوله، وأنا لن أقاطعك، ففي المرة الماضية جرحتك كثيرا، فمن حقك أن تفعلي مثلما فعلت وسوف أقبل بذلك، سوف أقبل لأني أحبك كثيرا.

فظلت زينب تقسو عليها وأميرة تستمع إليها في صمت وتبتسم وتدعو الله أن يوفقها في إعادة صديقتها إليها، ومرت أيام أخرى وبإذن الله، ثم بإصرار أميرة ودعواتها وحبها لزينب استطاعت أن تعيد صديقتها، وقالت لها:

أعدك بألا أكون أنانية أبدا، وبالنسبة لمن سيكون شريك حياتك فمبارك عليكِ حبيبتي.

ففرحت زينب كثيرا وعانقت أميرة واتفقتا على أن تظلا صديقتين إلى آخر حياتهما.

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن