البارت 3

7.9K 140 48
                                    


نافذة صغيرة مربعة الجوانب في تلك الغرفة المظلمة ، ظلام لا يتخلله سوى شعاع بسيط من القمر المخفي نفسه خلف الغيوم الداكنة ،  حتى القمر يخشاك يا كريستوفر  فكيف تطلب من فتاة في الرابعة والعشرين من العمر ألا تخشاك

احتضنت سيلين نفسها  مغمضة عينيها علها تحصل على قسط من النوم او تنعم بلحظات من الهدوء والراحة ، لكنه مجرد حلم فعصافير معدتها تزقزق وهي تشعر بالغثيان والجوع في آن واحد

احاطت معدتها بذراعها اليمنى وأنت بألم مصدرة أنينا يعجز القلب عن إحتماله ويمنع العيون من احتجاز دموعها

أما كريستوفر  فكان جالسا بكل هدوء خلف مكتبه متكأ على كرسيه الفخم مغمضا عينيه براحة فلقد انهى بعض الاعمال للتو ليمر طيف سيلين بذهنه

ابتسم كريستوفر  بسخرية من نفسه فمنذ اللحظة التي امر بحبسها بتلك الغرفة قبل ثلاث ايام وحتى هذه اللحظة لم يسأل عنها فهو قد نسيها تماما

وحسنا من يرى كريستوفر  في هذه اللحظة سترتجف اطرافه من تلك الهيئة حيث كان فاتحا قميصه الرمادي ومظهرا لعضلات صدره الواسع والكبير تشعر بالهالات السوداء المنطلقة منه فتقشعر الابدان لتلك الوسامة وتلك الاثارة ، ماذا عسانا نفعل انه كريستوفر  شيطان غاوي ولعين

كريستوفر ببرود : اظن انه علي الذهاب الآن لرؤية دميتي الجديدة ؟

لينهض كريستوفر  من مقعده مغادرا مكتبه بخطوات ثابتة ... وما ان وصل كريستوفر  للغرفة التي تتواجد بها سيلين حتى اغمض عينيه بهدوء يستمع الى عزف ألامها وكأن بيتهوفن عاد الى الحياة وبدأ يصدر الحانه الحزينة من تلك الغرفة

دفع كريستوفر باب الغرفة بهدوء ثم توغل الى الداخل ليجدها تجلس في زاوية الغرفة محتضنة نفسها وتبكي بشكل يقطع القلب بينما خصلات شعرها ملتصقة بوجهها نتيجة دموعها

دنا منها بهدوء كي لا تشعر بوجوده .... انحنى ليجلس على ركبتيه محدقا الى براءتها وجمال وجهها

شعرت سيلين بوجوده لذلك تراجعت وحشرت نفسها في الزاوية اكثر ... لكن كريستوفر  اقترب اكثر 

كريستوفر  وهو ينظر لوجهها ماسحا دموعها بيده : اشش... لا تبكي لم افعل شيء بعد ....لا يحق لك البكاء دون إذن ... انا لم اعطك بعد سبب لتبكي ...لكني سأفعل لاحقا

اما سيلين فقد كانت ملامحه وهو يحدثها هكذا ترعبها بجنون لم تخف في حياتها كما الان لتشعر بإنكماش معدتها لتأن بألم

حدق بها كريستوفر  بهدوء ليبتسم بمكر قائلا : هل أنتي جائعة؟

أجل انه يعلم.... كان اللعين يعلم انها تكاد تموت جوعا لكنه فقط يريد اللهو قليلا

لم تجبه سيلين بل بقيت صامتة ليكرر كريستوفر  سؤاله بنبرة أكثر استفزازا : هل تريدين تناول الطعام صغيرتي؟

الرومانسية المظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن