*الحلقة الأولى*

1.2K 66 16
                                    

*مُقدمة*

------------------------------
نبدأ بهذه الصغيرة صاحبة الشعر الأحمر الناري الطويل الذي يتخطى طولها فـ على الرغم من قُصر قامتها إلا أن خُصلات شعرها الحريرية تفوقها طولًا ولطالما كان شعرها محط أعجاب كُلًا مِن رجال كوكبها وغيرة من نـِسائُه فـ كيف لا يـُعجب بها الرجال ويغيرن منها النِساء وهي الأميرة.. أميرة كوكب هيرات الأميرة السابعة لهذا الكوكب ولكنها الأقوى بينهُـن لم يصل أحد من أبناء شعبها إلى نِصف قوتُها حتى لقد ولِدت بقوة خارقة وهِبة طبيعية من الله سبحانُه وتعالى تفوق جميع أفراد شعبها فإذا كان كُل فرد في هذا الشعب يولد بهِبة واحدة فهي ولِدت بكُل هذه القوى وتجمع بينهم لذلك لُقِبت بالأميرة السابعة والأقوى أعطاها شعبها هذا اللقب بكُل حُب يوم ولادتِها متمنين يوم أن تكبر لتتولى العرش فيعُم الخيرات والثراء على شعب هيرات.. كانت تجلس فوق أعلى بُرج مصنوع من الماء بكوكبها نعم بُرج يبلغ طولُه ألف متر من الماء الخالص بلون ازرق شفاف يخطِف الأنظار وتتوسطُه رسمة كبيرة الحجم على شكل ماسة حقيقية تلمع بمُختلف ألوان العالم وألوان أُخرى لن نراها إلا بهيرات وكان هذا مكانها المُفضل الذي تُحِب الجلوس بهِ لإنهُ وببساطة مواجِه إلى تِلك البوابة الضخمة العظيمة التي تفصل كوكبها عن كوكب وعالم البشر تِلك البوابة التي حُرِم عليها وعلى شعبها عبورها يومًا تُراقِب البشر من فوق هذه البوابة لـساعات كم تعشقهُم وتتمنى الأختلاط بالبشر يومًا ولكنها تعلم أن هذا الحِلم من المُستحيل تحقيقُه فهي ستكتفي بالمُراقبة هكذا طوال حياتها.. شعرت بأحدًا ما يطوف حولها أرتسمت أبتسامة جميلة على شفتيها الوردية وهي تهمس بتذمُر طفولي قائلة:- أُمي أنا أعلم بوجودِك وبأنكِ تطوفين من حولي فـ توقفي عن تِلك الألعاب معي رجاءً..
وبثانية كانت تظهر سيدة رائعة الجمال تتقاسم مع صغيرتنا في الشعر الأحمر الطويل والبشرة البيضاء شديدة الشحوب بالأضافة إلى لون العيون الحمراء التي تتغير درجاتها على حسب حالتها النفسية وقفت الأُم بالهواء وهي تبتسم أبتسامة خلابة قائلة:- ماذا إن تلاعبتُ مع صغيرتي قليلًا ألا يحِق للملكة مُلاعبة الأميرة الصغيرة..
الأميرة بطفولة:- ولكني لستُ صغيرة أُمي..
لاحظت الأُم مزاج أبنتها الغير رائق لذلك بلحظة كانت تجلس بجانبها على أطراف ذلك البُرج المائي قائلة بحنو:- مابها أميرتي ما الذي يجعل الحُزن يخيم على ملامحِك البهية..!!
نظرت إليها بحُزن طفولي برئ وهمست بما يؤرقها منذ سنوات طوال:- لماذا لا يحِق لي بـ الولوج إلى عالم البشر هؤلاء القوم حقًا رائعين..
تنهدت الأُم بتعب أبنتها لا تكِل ولا تمل من ذِكر سيرة البشر التي تعشقهُم ولا تعلم لماذا هي دونًا عن أفراد شعبها التي تُحِب البشر فـ البشر بعالمهُم كـ الوباء لا يستطيع أحد أن يتخيل وجود أحد البشر على كوكب هيرات هذه تُعد كارثة لذلك حمدًالله على تِلك البوابة التي تفصل بينهم وتحول دون قتلهُم على يد بشري ما.. أعادت نظراتها وتركيزها إلى الأميرة قائلة ببساطة:- بُنيتي هُناك أشياء لا يتوجب علينا فعلها أحداها وأهمها هي الأختلاط مع البشر، هؤلاء القوم ليسوا رائعين كما توقعتي أنتِ من خلال مُراقبتِك لهُم بل هُم الأسواء على الأطلاق، ومن المُحرمات علينا الولوج إلى عالمهُم، فـ من المُمكن أن يقوموا بإيذائنا..
همست الأميرة بتعجُب:- لماذا أُمي لا أحد من البشر يمتلك قوانا لذلك الغلبة لنا..!!
اجابت الملكة سريعًا بجدية بالغة وعزم على أنهاء حِلم الصغيرة:- الإيذاء لا يكون جسدي فقط بُنيتي، فإذا كان الأمر جسدي فـ بأمكاننا سحقهُم بطُرفة عين، ولكن الكلمة بأمكانها الإيذاء وهؤلاء القوم رائعين فقط بإيذاء بعضهُم البعض حتى لو بالكلمات، لن يفهم أحد أختلافکِ، لن يستوعب أحد قواکِ، لن يُفكر أحد أن قواکِ هِبة طبيعية من الله الذي خلقنا وخلقهُم، بل سيسعوا للنيل منکِ وتدميرِک، لذلك حُرِم علينا الأختلاط بهُم، هل تفهميني صغيرتي..!!
اومأت الأميرة بشرود وعقلها العبقري يُعيد كلمات والدتها على مسامعها مرة أُخرى وتُفكر هل إذا أصبحت يومًا بعالم البشر هل سيعتبرونها وحشًا أم.....؟!
----------------------------------------------

غازي كوكب هيرات.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن