1-عروس الشمس

3.5K 182 480
                                    

طرق مدخنة ، أرصفة مزدحمة ، و شمس ربيعية توسطت السماء ببرود دافئ ....أصوات متحجرة بالتعب ،الحرمان  لوعة تشقق يقظة مواسم الربيع بفصولها المتباعدة لأمد غير معروف، وصوتها مذبوح بطفولة لم تمارس طقوسها بعد ...انقطعت خيوط حذائها لتتركه في ركن الرصيف تتسابق مع الريح بعد ان اصطفت السيارات مانحين الاولوية لراجلين ، المتعبين و الذين يثيرهم روعة المشي بخطى صاخبة في ازدحام المدينة بكل تمرد...

تقدمت الطفلة بخصلاتها الكستنائية المتطايرة تلتفت لفردة حذائها بقهقهة و هي تناظر الاطفال الاخرين و هم يبتسمون لها بعطف.... لم تكن اكثرهم ألما... لقد كانت اكثرهم خيالا و تفاؤل... كانت طفلة تحاول الا تموت بقبر ضيق مفضلة ان تسقط من برجها العاجي بابتسامة مجنونة و ذراعين مفرودين...

تقدمت بابتسامة مشرقة و هي تردد بصوت لطيف :"لاقطة أحلام ، لاقطة أحلام ...."

لم يعرها احد انتباه الكل مشغولون ، متوترون ، قلقون و مستعجلون... مرت بجوار سيارة رمادية بنافذة مفتوحة لتعود بخفة متقدمة نحوها التقطت عيناها فتى بخصلات شعر سوداء ، بشرة مسمرة و كأن الشمس تقبله في كل الفصول ، و ملامح تنقش الذاكرة من فرط التفرد ،كان نائما بعمق تخلله تقوس في حاجبيه شدود في جبينه...لينتفض بشهقة فاتحا عينيه على وسعهما بهلع.... التقت عيناه بعينيها في طريق عابر سقطت اشياءهما  اثناء ذلك التصادم العنيف انحيا ليلملماها بتوتر و عيون مرتجفة استيقظت من تلك الكلمات التي حاكها عقله لتتحول نظراته للاستغراب ابتسمت بإشراق له بينما رياح الربيع الدافئة هبت لتجعل خصلات شعرها تتناثر في الهواء عينيها بلون الشمس صفراء ذهبية مع ملامح وجه ملائكية و غمازتين كعلامة تنصيص لفمها.... حالما ارادت النطق بحرف حتى تحركت السيارة ببطئ تستعد للانطلاق ...نظر الفتى للمرآة الجانبية ليراها تنزع فردة حذائها الوحيدة منطلقة نحوه بابتسامة ، حالما وصلت اليه حتى رمت بلاقطة احلام بيضاء بريش ابيض و قطع كرستالية لزينة لتصرخ و هي تراه يبتعد بينما توسد النافذة ناظرا اليها :"إنها لا تلتقط احلاماً جميلة ، لكن إيمانك بذلك سيفعل "

علت ابتسامة مربعة بشكل لطيف وجهه بينما عيناه كانت كسماء ليلة خالية من النجوم لكنها لا تزال تلمع... لوح بيده لها لتفعل بطفولية...

حالما انتهى مفعول سحر الفتى النائم حتى احست بتلك اليد الخشنة تمسك برقبتها من الخلف ، إلتوت معدتها بخوف بينما رفعت يداها بشكل غريزي لتحمي وجهها من الآتي...سمعت صوته الخشن ببشاعة و هو يصرخ بغضب:"ايتها اللعينة...اتقومين بأعمال خيرية على حسابي؟! "

انتهت جملته البسيطة بلكمة في صدرهها لتلتقطها الارض بكل صلابة و هي تجيب بهمس :"اعتذر سيدي"

نظر لها بسخط و هو ينبس بحروفه السامة:"و ماذا افعل باعتذارك.... لا تعودي ان لم تبيعي كل تلك الخيوط التي تشابيكينها "

THE SUN:Dream catcher ||لاقطة الأحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن