الثامن والعشرين من الشهر الثالث، عام ألفين وسبعة عشر:
• مدرسة ستايڤسانت الثّانوية، مانهاتن؛ مدينة نيويورك:
أمام سيارة الأودي السّوداء، اتكأ شابٌ في منتصف العشرينات، ببنيةِ جسدٍ رياضية، و نظاراتٌ شمسية تخفي جمال عينيهِ.
ركن سيارتهُ أمام ثانويةٍ تتوسط مانهاتن، يرقبُ الحضور بأعينٍ ثاقبة بحثًا عن هدفهِ الوحيدِ.
فرغت الثّانوية من الطّلاب بعد انتهاء الدّوامِ، إلّا من فتى ضئيل الحجمِ، يدفن نفسه في هودي قرمزي اللّون مغطيًا خصلات شعره التي تشبه المعكرونة بقبعةٍ متصلا بالهودي.
لم يحمل نظرهُ من الأرض و كأنّ هناك مهرجانًا قائمًا بها.
عدل نظارته وحمل رأسهُ ناحيةَ المتكأ على السيارة التي تقايله، زفر بغضبٍ و أشاح برأسهِ بعيدًا.
«هاري لقد وعدتني!» انتحب الشّاب بطفوليةٍ في وجه طالبِ الثّانوية مفسدًا الأجواء المثيرة التي كانت محيطةً به
«ما الذي تريدهُ؟» سأل الطّالبُ بضجرٍ.
«احترم نفسكَ يا ولد أنا الأكبر هنا! على أية حالٍ أحتاجُ خدماتكَ في الإختراق و القرصنة الإلكترونية.» حمل المدعو بهاري رأسهُ نحو محدثهِ فنفث هواءً تسبب في ابتعاد خصلة من شعرهِ عن عينيه.
«و ما المقابلُ؟»
«سأشتري لكَ أجهزة إلكترونية جديدةً»
«سأفكّر.»قال هذا و هرب من مكانهِ قبل أن يلحقهُ الشّاب.
أسرع بخطواته هاربًا من آيلان... نعم ذلكَ الشّاب الطّفل يدعى آيلان، و هو في الخامسة و العِشرين.
أمّا الذي أمامنا، يمكنن أن نطلق عليه اسم هاري بورك، أصغرُ مخترقٍ في نيويورك، و أيصنف كمخترقٍ رمادي.
غرق في أفكاره التي لا تنتهي أساسا؛ آيلان محامٍ شاب لديه كلّ ما يجعله يخرس ويغض الطرف عن أوضاع البلاد لكنه أبى، وهو يحاول بشتى الطرق نيل مساعدة هاري لأنه يعرف أنه الأفضل. فما عذر هاري الذي هو بنفسه ضحية لهذا الفساد الذي يعم البلاد؟
لذلك هو في حيرةٍ من أمره ويكثر التفكير، لا ينكر أنّه خائفٌ أن يتورط، لكن عقله ذكّره بأنّ آيلان أخبره أن عمله مقتصر على الإختراق؛ ولو حدث وتم الإمساك بالبقية لن يذكروا اسمه أبدا، بالإضافة إلى أنه قاصر، ولو تم الإمساك به لن يعاقب.
أنت تقرأ
الإصبُع: الوجه المظلم من القانون.✔
Mystery / Thriller• مكتملة. عن إيڤ وارتون: «هناك طريقتان لنشر النّور: أن تكون الشّمعة، أو المرآة التي تعكسها.» الإصبع، كان طريقة أخرى لنشر النور. يوجد آيلان ويلر، محامٍ نيويوركي شاب، هادئ، مسالم، ودود؛ ويوجد كذلك آيلان ويلر، قائد عصابةٍ كرّست نفسها وأمنها لإنتشال مدي...