• منظورُ الرّاوي •
في ساحةٍ كبيرة مغلقة، أخفى اتساعها تراصُ النّاس الكبير و مراقبتهم لحلبةِ ملاكمة، انتشرت رائحةٌ كريهة تعود لعرق الموجودين جعلت من الأربعة يغلقون أنفهم بتقززٍ.
«هناك!» هتف هاري حينما رأى جسدًا رياضيًا أبيض اللّون مميّز الشّكل، صاحبه يملك شعرًا أشقر و عينين سماويتين.
«تقدموا!» أمر آيلان فانصاع الباقون لأمرهِ.
«معذرة؟ ما الذي يحدث هنا؟» سألت كارلا شخصًا يحمل دلوا معدنيا و يمر بهِ أمام النّاسِ.
«مباراة ملاكمة كما ترى، و أنا أجمع الرّهانات...مئة دولار لجون ومائتان لدان، من يضاعف المبلغ؟»
أجاب هو عن سؤالها و أكمل مشيهُ، تعجبت هي للحظات كونه خاطبها بصيغة المذكر ثم تذكرت أنّها ترتدي ثيابا سوداء و تضع قلنسوة قميصها الواسع و كمامة كي تخفي ملامحها.
«ثلاثة، اثنان، واحد! و فاز جونثان!» علت صرخة الجمهور عندما فاز الأشقر، عبست كارلا كونها كانت تود مباراة أكثر شراسة، لذا تقدمت مع الرّفاق للحلبة وصرخت:«نريد مباراة أخرى هنا!»
وطبعًا، صار من معها يندب حظه لكونهم لم يرغبوا بجذب الإنتباه، لكنّ كارلا هي كارلا في النّهاية!
«من سيقاتلني؟» سأل الأشقر المدعو بجونثان بينما يمدد يديه عاليًا، أمّا هي فقد دفعت آيلان إلى الحلبة.
و كدجاجةٍ يجري خلفها طفل في السّادسة هو هرب، هرب بسرعةٍ دون أن ينظر خلفهُ!
نظرت إلى جونثان بخبث ثم دفعته كذلك، نظر حوله مشوشًا، فهو كان فقط يتناول فشاره، ما الذي أتى به إلى الحلبة؟
و كضبعٍ خالف أوامر الأسد هو هرب من جونثان، نظر جونثان إلى الشّخص الذي تحداه قبلًا بينما يرفع حاجبه بسخرية، فُسرت نظراته ب: «هل هذا ما لديك؟»
فتحت باب الحلبة و تناولت قفازات الملاكمة من الحكمِ وضعت قطعة السّيليكون بفمها مستعدة لبدأ المباراة.
سبعة دقائق كاملة و كلاهما يسدد اللّكمات و يتفاداها، استفزها جونثان فاندفعت نحوه بكلّ غباءٍ، لكمها على بطنها فتوسدت الأرض.
قفزت بخفة من جديد و تقدمت نحوه، أوهمته بأنّها ستضربه في وجهه، و ما إن تحرك ليدافع عن نفسه انطلقت بسرعةٍ و لكمته أسفل فكه فوقع مغشيًا عليه.
«ثلاثة، اثنان، واحد! و فاز الملثم!» صاح الحكم و تزامن صياحه مع رفعه ليد كارلا، و مفاجأة!
أنت تقرأ
الإصبُع: الوجه المظلم من القانون.✔
Mystery / Thriller• مكتملة. عن إيڤ وارتون: «هناك طريقتان لنشر النّور: أن تكون الشّمعة، أو المرآة التي تعكسها.» الإصبع، كان طريقة أخرى لنشر النور. يوجد آيلان ويلر، محامٍ نيويوركي شاب، هادئ، مسالم، ودود؛ ويوجد كذلك آيلان ويلر، قائد عصابةٍ كرّست نفسها وأمنها لإنتشال مدي...