• منظورُ الرّاوي •
حينما أسدل ليلُ نيويورك جفونهُ شاملًا بظلامهِ كلّ شبرٍ منها، تسلّل صاحبُ الثّياب السّوداء من محجرهِ نحو مجموعةٍ من الأشخاصِ.
ابتعد عنهم منقذًا حياته، متخذًا منزل آيلان طريقًا لهُ.
عند اقترابه من متحف ميتروبولتان للفنون، اختبأ في زاويةٍ مظلمة عند احساسهِ بمن يتبعهُ، ارتفع صدرهُ و انخفض مرارًا و تكرارًا جرّاء خوفهِ.
سحبتهُ قدماهُ ليتوسط ساحةً فارغة كانت بقرب المسرحِ، تناهى إلى سمعهِ صوتٌ بدا لهُ مألوفًا نوعًا ما، غادر المكان متجنبًا المصائب.
و لكنّه سمع شيئًا عن مخدرات و غيرها، لذا عاد نحو المكان و شغّل جهاز التّسجيل الذي كان بحوزتهِ.
«عليكَ بدسِ كيس حشيش في جيبِ الطّبيب إل، ثم سأرسل هذا الشّرطي كي يتعالجَ، ولكنّه سيعتقله بتهمة حِيازة المخدرات بغير رخصة، سيُأخذ للسّجنِ و ستتدمر سمعتهُ، و هكذا سيعود المجد لعيادتي!»
اقترب قليلًا عند انتهاء مَن يراقبه مِن كلامه، و لكنّه بخطأ منه لمَس الحائط الشّبه متهالكٍ لتتساقط بعض الصّخورِ.
جذب بخطأه أنظار الجميعِ، هرول سريعًا هاربًا ممَن يبحثُ عنهُ، لكن سيارةً صدمته منعتهُ من فعل هذا.
نزل سائق السّيارة منها ليحمل من دهسهُ من أعلى قميصه و يبتسم بخبث في وجه من غطته الدّماء، سحبهُ خلفه من غيرِ مقاومةٍ ليرميه أمام قدمي صاحب الخطة الشّريرة.
«إليكَ هذا الشّقي بورك! يبدو أنّهُ كان يستمتع لحديثكم الشّيق!»
تحدث من صدم جونثان للذي كان يتحدث سابقًا، ابتسم المدعو بورك بخبثٍ بينما يُطالع جونثان الذي استحال لونه أحمرًا.
«يا رجال! هاهي لعبتكم الجديدة!»
قال للمحيطين بهِ بينما تذكر جونثان هوية هذا الرّجل، لقد رآه مرةً أمام منزل هاري صدفة حينما كان مارًا به، و بما أنّه ليس لهاري أقرباء من جهة والده، إذًا هذا والدهُ!
«كيف لملاكٍ مثل هاري الحصول على والدٍ مثله؟»
قال بهمسٍ قبل أن يتلقى لكمة لمعدتهِ جعلته يسعلُ دمًا.
أمسك بطنه بألمٍ فنظر بغضبٍ نحو من ضربهُ، كوّر قبضته و شدّ عليها ثم سدّدها نحو من ضربهُ، و بدأ في ضربه بقوةٍ رغم ألمهِ.
من خلفه -ودون أن يشعرَ- اقترب آخرٌ بيدهِ عصا من خشبٍ، ليضرب بها ظهر جونثان بقوة.
أنت تقرأ
الإصبُع: الوجه المظلم من القانون.✔
Mystery / Thriller• مكتملة. عن إيڤ وارتون: «هناك طريقتان لنشر النّور: أن تكون الشّمعة، أو المرآة التي تعكسها.» الإصبع، كان طريقة أخرى لنشر النور. يوجد آيلان ويلر، محامٍ نيويوركي شاب، هادئ، مسالم، ودود؛ ويوجد كذلك آيلان ويلر، قائد عصابةٍ كرّست نفسها وأمنها لإنتشال مدي...