|08|

47 7 2
                                    

منظور الرّاوي

بملامح فزعة و شعر مبعثر، تساقطت قطراتُ العرق من جبينها تشق طريقًا على تفاصيل وجهها.

استيقظت و هي تلهثُ بسببِ الكابوس الذي طالما لاحقها في مراهقتها و شبابها على ما يبدو.

مررت كفها على جبهتها بتوترٍ و تهمس لنفسها:

«إنّه كابوسٌ كارلا، تماسكِي!»

عادت ببطءٍ لإتخاذ وضعية النّوم بينما تتقلب يمينا و شِمالًا، قاطع تقلبها رنَة هاتفها- و التي أسعدتها كونها ستنشغلُ بالمكالمة متناسيةً كابوسها- لمحت اسم جونثان يزين الشّاشة لتجيب عليه و تقرب الهاتف من أذنها.

«كارلا! أسرعي! ضحيتنا الرّابعة في خطرٍ!»

•●•

° مطعم ماكدونالدز؛ مانهاتن؛ مدينة نيويورك:

جلسَ شخصٌ أصلعُ الرّأس حليقُ اللّحية، بحجمٍ كبير و ملابس لو نطقت لنادت بالرّحمة كونها ضيّقة عليهِ.

اصطفت أمامهُ مختلفُ المأكولاتِ من جميع الأصناف التي يقدمها المطعم، و كلها من الأغلى في القائمة، تناول ما أمامهُ بشراهةٍ بينما يراقبهُ جونثان بخفاءٍ.

شهِق مرة واحدة ثم ذهب بسرعةٍ كي يستفرغ، و عاود الرّجوع إلى مقعدهِ، لحظات فقط وبدأ بالسّعال فأغمي عليهِ.

اتصل جونثان بهاري أولًا كي يخترق كاميرات المراقبة و يحذفه منها، و اتصل بجوليان و كارلا لأنّهما يمتلكان سيارةً، إضافةً إلى مساعدتهما في نقلهِ.

«أين الخطرُ؟ إنّه كالحصان!»

قال جوليان بتهكمٍ لتدفعهُ كارلا و تفتح باب سيارة جوليان الخلفي لهما.

«من الواضح أنّه قال هذا كي لا نتكاسل عن الحضورِ»

قالت كارلا مخاطبةً صاحب السّيارة ليجيب جونثان بالإيجاب رغم أنّه ليس المخاطب.

أرسل هاري رسالةً نصية للجماعةِ مفادها أنّ مهمتهُ تمت بنجاحٍ، بينما اتجهت كارلا نحو سيارتها كي تنتظر هاري و توصلهُ لمنزلهِ تاركة المدعو بغريغوري أكويناس (الرّجل الذي اختطفوه) و رفيقيها بسيارة جوليان، لبنطلق الجميعُ نحو مقرهمْ.

•●•

بمنشفةٍ قد لُفت حول خِصره تسترُ فقط المفترض سترهُ، خصلات شعر حريرية مبللة و جِسم رياضي، هكذا خرج آيلان من الحمام في هذهِ السّاعة المتأخرة، فعقد حاجبيه في انزعاج عندما سمع طرق البابِ.

الإصبُع: الوجه المظلم من القانون.✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن