"الفصل الخامس عشر"

2.8K 251 615
                                    


قراءة ممتعة ☁️ 🌟

_________________________________

مارتن

يجلس على أحد الكراسي الخشبية المستقرة في حديقة المنزل الأمامية يتأمل منظر رحيل الشمس عن هذا النصف من العالم، تتجمع حولها القليل من الغيوم وكأنها تتوسل أن لا ترحل عنها.

يتأمل الصورة المستقرة بين يديه، فتى بعمر السابعة بملامح متمللة وعينان قد اختفى منها البريق، وبجانبه يقف رجل في بداية الثلاثينات من عمره يبذل جهده ليخرج ابتسامة مصطنعة.

Flash back

يجلس مستقراً في أحد زوايا غرفة الألعاب التي يقضي أغلب وقته من اليوم فيها، ضاماً ركبتيه إلى صدره ويحدق في الفراغ تقريباً.

ملامحه تبدو وكأنه قد اكتفى من الدنيا وما فيها، مع أنه طفل في عمر السابعة.

الغرفة مرتبة بعناية وللوهلة الأولى لن تدرك بأنها غرفة للألعاب، فعادةً غرف كهذه تكون فوضوية للغاية، لكن حال هذه الغرفة هو العكس تماماً.

لم يعد يبكي بعد الآن، فقد أدرك منذ زمن أن البكاء لا يجدي نفعاً، بالطبع، ليس وكأن الدموع ستصلح شيئاً.

والده تركه مع الخدم مرة أخرى ورحل مع والدته لمدة غير معلومة، من أجل علاجها والذي يبدو بلا فائدة، من وجهة نظره.

خرج من غرفة الألعاب وركض في أرجاء الشقة، جلس على أحد الأرائك المستقرة أمام التلفاز.

لقد قرر الأمر وانتهى، اليوم سينهي حياته ويرتاح من همومها التي داهمته وهو بعمر سبع سنوات لا يفقه شيئاً لتجرده من براءة الطفولة وجعلته يفقه الكثير، وبالكثير أعني أكثر من اللازم، لقد شهد بشاعة العالم منذ صغره.

"تائه في مخيلتي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن