"الفصل الثلاثون"

2K 203 509
                                    


قراءة ممتعة ☁️🌟

______________________

إدوارد ~

يجلس على طرف سريره بعينين فاترة..
نظره تعلق بتلك الصورة التي بين يديه
حيث كانت تجلس حسناء بشعر حالك السواد وعينان لُطخت بلون الرماد ويستقر هو بجانبها على السرير.

كانت تحمل مولودهما الأول والذي كان نسخة طبق الأصل عنها، تأمل إدوارد ملامحها السعيدة في الصورة قبل أن تفلت ابتسامة ليهمس "أنا أراكِ في عينيه الرماديتين إيمليا.."

تنهد بعمق بينما يتذكر المرات الماضية الذي حلّت بها ذكرى وفاتها كل سنة.. كان يود لو كان بنجامين معهم.

ابتسم بحزن بينما يهمس "هذه المرة هو معي
لذا فلترقدي بسلام".

زفر الهواء بقلة حيلة، ترك الصورة على سريره لتستقر مع بقية الصور، نهض من مكانه ليتفقد ابنيه.

طرق باب آيدن أولاً، بصوت يشع منه القلق أردف "سأدخل آيدن.."

أدار مقبض الباب ودلف للداخل ليجد ابنه مستقراً على كرسيه المتحرك والذي أحضره هو الليلة الماضية، أغلق الباب خلفه ليتجه نحو ابنه.. دفعه بجانب السرير وجعله مقابلاً له ليجلس أمامه.

عيني ابنه استقرت متعلقة بنقطة وهمية في الفراغ، وقد فضحت إرهاق روحه.
تنهد إدوارد قبل أن يمسح بكفه على وجنة الأصغر قائلاً بحنان.. " لا أزال لم أعوضك عن فقدانها أليس كذلك؟؟"
أومأ الأصغر نافياً بسرعة.. وأردف معترضاً
"لا.. أبي.. أنت عوضتني جيداً لذا لا تقل ذلك حسناً؟؟ أنت أصبحت عائلتي لذا لا تظن أنك قصرت بحقنا.. أنا.. فقط لا أعلم بماذا أشعر.. لقد عاد بن أخيراً.. هي ستكون سعيدة أخيراً أليس كذلك؟؟ "

ابتسم الأكبر بحزن قبل أن يجذب آيدن إليه قائلاً.. "أنا أيضاً متأكد أنها ستكون سعيدة حين نأتي ببنجامين.. "

_________________________________

كان يقف أمام خزانة ملابسه ينتقي بدلة رسمية داكنة تليق بعتمة الجو حول منزلهم.

طُرق الباب ليردف بهدوء" تفضل "
فتح الباب وظهر من خلفه فيليب بتعابير متعبة ربما، لم يعلم مارتن كيف يصفها، بدى حزيناً وكأنه يشاطر شقيقه حزنه.
وليس هو فقط، جميع أفراد المنزل غلفتهم هالة من الحزن، غير ليام الذي لا يتذكر شيئاً.

قطّب مارتن حاجبيه للحظات حين رأى وجه والده ليردف "هل أنت بخير أبي؟؟"

تنهد الأكبر بتعب قائلاً "أجل، أنا بخير للتو تحدثت مع أمي، هي لا تريد أن نذهب مع إدوارد، لذا سيذهب هو وأبنائه وحدهم"

كاد مارتن أن يعترض لكن فيليب أوقفه قائلاً
"أعلم أنك تريد مساندتهم، جميعنا نريد ذلك، لكن والديّ أمرا بذلك من أجل بنجامين، لذا لنعطيهم بعض الخصوصية هذه المرة حسناً؟؟ "

"تائه في مخيلتي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن