"الفصل الرابع والعشرون"

2.3K 212 349
                                    


قراءة ممتعة ☁️🌟

_____________________

بدأت  الشمس بالغرق نحو الأفق متجهةً لرحلة إلى الجانب الآخر من الأرض لتنشر لون أشعتها البرتقالية المشتعلة وكأنها بذلك تقاوم الرحيل بكل قوتها لكن قوانين الطبيعة فرضت نفسها عليها ليندثر لونها متبدلاً بلون أزرق عكس هدوء الليل وسكونه.

ليام

يسير بخطوات رصينة في أحد ردهات المنزل
يحمل بين يديه صندوقاً ليضعه في المطبخ
دلف لداخل المطبخ ووضع الصندوق على أحد الأرفف، داهمه شعور بالألم ودوار رهيب في رأسه ليمسك رأسه بألم هامساً باستياء "ليس مجدداً"
كان على يقين أن بعض الذكريات سترحب به بطريقة غير سارة كالعادة، حاول تمالك نفسه ليصل لسريره على الأقل.

صعد السلالم بخطوات مترنحة ممسكاً بالمقبض بإحكام بينما قطرات العرق أخذت منصبها من ملامحه وآهات ألمه بدأت تعلو.

تردد لسمعه صوت خطوات تقترب منه، ثوان وسمع صوته القلق "ل.. ليام؟ هل أنت بخير؟"
رفع المعنيّ نظره لمحدثه والذي لم يكن غير بنجامين الذي كان واقفاً على أحد درجات السلم، تنهد الأكبر قائلاً "لا تقلق، أنا بخير.. فقط أرجوك دعني أصل للسرير"

أومأ الأصغر سريعاً واقترب من الأكبر يسنده، على الرغم من صغر حجمه، لكنه سيحدث فرقاً ولو كان بسيطاً.

أسنده طوال الطريق حتى وصلا للغرفة ليضعه على سريره قبل أن يهم بالخروج قائلاً
"سأنادي جدّي"
لكن يد ليام أوقفته، تطلع الأخير به يستفسر ليردف الأكبر بوهن" لا فائدة، هي مجرد ذكريات... تعود إلي، ما الذي سيكونون.. قادرين على فعله"

قطّب الأصغر حاجبيه بانزعاج قبل أن يردف "لا أعلم، لكنني لن أقف مكتوف الأيدي هكذا"

خرج من الغرفة مسرعاً ليعود مع إدوارد وفيكتور اللذان دخلا للغرفة بملامح قلقة، أقترب إدوارد وجلس بجانب السرير ليردف" ليام، هل تستطيع سماعي؟ "

بدى المعنيّ في عالم آخر حيث كان يئن بألم ويتقلب كمن يرى كابوساً في نومه.

قطّب فيكتور حاجبيه بشك حين لم يتلقيا رداً من ليام، أقترب منه فيكتور ليردف بهدوء "ليام، هذا أنا فيكتور، جئت لأزيل عنك ألمك"

أخرج محقن من حقيبته التي جاء بها وأردف بهدوء" سأحقنك بمهدئ لتستطيع النوم"

أدخل الحقنة بهدوء وأخرجها ليتوقف تقلب ليام وترتخي ملامحه رغم تعبها.
تنهد إدوارد بحنق فحال ليام ليست بجيدة على الإطلاق، لا يستطيع إخباره بالحقيقة خشية من الصدمة أو انهيار عصبي وربما مرض نفسي، تؤلمه مشاهدة ليام بينما يتألم دون فعل شيء.

جلس على السرير المجاور لسرير ليام، بينما خرج فيكتور بعد أن تلقى اتصالاً هاتفياً.

تأمل بن ملامح ليام المتعبة ليردف بصوت ملأه الأسى "أنا في العادة لا أهتم إن كان أحد ما ليس على مايرام، سابقاً في الميتم، كان العديد من الأطفال يمرضون، لكني كنت غير مبالي البتة، تعلم كنت أقول لنفسي، وما شأني أنا وشيء من هذا القبيل.. لكن"

"تائه في مخيلتي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن