"الفصل الخامس"

3.7K 314 396
                                    

قراءة ممتعة ☁️ 🌟

________________________________

في المشفى حيث يذرع إدوارد قاعة الإنتظار ذهاباً وإياباً، بينما آيدن يجلس على أحد المقاعد، يشد خصلات شعره بيديه، ينتظران خروج فيكتور من غرفة الفحص..
اقترب إدوارد من آيدن وجلس بينما يردف بخفوت "لقد أتى بالأمس، لم يمضِ على وجوده أسبوع واحد حتى.. والآن هو في المستشفى.." ربت آيدن على كتف والده وأردف "لا تقلق أبي، سيكون بخير"

خرج فيكتور من غرفة الفحص بينما ينزع السماعات، نهض الاثنان نحوه ليردف إدوارد والقلق ينهشه "إذاً؟؟"، أطلق فيكتور تنهيدة وأردف" سيكون بخير للوقت الحالي، أحتاج لإجراء المزيد من الفحوصات لأتأكد وأعلم بالضبط ما خطبه، لكن للآن لقد حدث ذلك نتيجة لسوء تغذيته ربما لم يكن يأكل جيداً قبل أن يعود للمنزل.. ،وربما يكون إهماله لفترات طويلة، ربما يكون يتناول كمية قليلة من الطعام في اليوم على مدى شهرين أو أكثر وهكذا ببساطة يفقد وعيه، لكن الأمر الذي يقلقني أكثر، أنا اشتبه بإصابته بمرض تنفسي مزمن، لقد كان يلهث، وضعت له قناع الأوكسجين "

وضع إدوارد يده على ذقنه بتفكير ثم أردف" قد تكون محقاً لقد أخبرنا بالأمس أنه لا يهتم بتناول الطعام، أما بشأن مرضه لم يذكر الميتم أي شيء عن هذا ولا حتى بنجامين بنفسه.. "سكت قليلاً ثم أكمل" على أي حال، هل يمكنني رؤيته؟ "أومأ فيكتور موافقاً ليهرع الإثنان لداخل الغرفة.

أغلقا الباب خلفهما ونظرهما معلق على النائم بهدوء في سرير الغرفة الصغيرة فهي غرفة الفحص بأي حال..، اقترب إدوارد وانحنى لمستواه ومسح على خصلات شعره، أمسك يد النائم وشد عليها بينما أغمض عينيه في أسى..، سحب له كرسياً وجلس بجانبه، فعل آيدن المثل بينما يتأمل ملامح أخاه الأصغر، ابتسم ليقول مخاطباً والده "إنه يشبهك للغاية أبي.." سكت قليلاً ثم نهض قائلاً "سأحضر بعض الماء في حال استيقاظه.." خرج وأغلق الباب خلفه.

لا يزال إدوارد يمسح على خصلات شعر ابنه الفاحمة.. حدق فيه طويلاً ثم أردف "أنا آسف بني.. عشت بدوني سبعة عشر سنة وفي أول يوم معي أصبحت طريح الفراش في المستشفى..،تباً ،أتمنى ألا يعيش بسلام.. أياً كان ذلك الشخص الذي أبعدك عني.. "

دخل آيدن وخلفه فيكتور وأغلقا الباب خلفهما
وضع الأصغر قنينات الماء على طاولة بجانب السرير، بينما أردف بخفوت وقلق على حال أخيه الأصغر" لا يزال على حاله.. "أومأ والده بنفس الخفوت، اقترب فيكتور واضعاً كفه على كتف آيدن مواسياً.

بدّل فيكتور المغذي وخرج مرة أخرى دون كلمة، بعد ساعات من الصمت، تخلل إلى مسامع إدوارد وآيدن صوت آهات صادرة من جسد النائم بينما تباعدت جفونه وهو يهمس بصوت مبحوح "أ.. أبي" نهض والده مسرعاً نحوه وأمسك بكف ابنه بينما يبتسم بسعادة بالغة قائلاً
"أنا هنا صغيري، أنا بجانبك، كيف تشعر؟".
ابتسم بنجامين مطمئناً لرؤية والده لكن سرعان ما قطّب حاجبيه ليسأل بقلق
"ماذا حدث؟؟" حكى له آيدن ما حدث، ليكمل إدوارد "لقد أخبرنا فيكتور أنك مصاب بسوء تغذية" سكت قليلاً ثم أكمل بعتاب "عندما نعود للمنزل ستأكل الطعام رغماً عنك هل سمعت"، عبس بنجامين بغير رضا ثم أردف
"هل يمكنني نزع قناع الأوكسجين؟؟ إنه يضايقني"
نظر إليه إدوارد باستياء ثم أردف بغضب "لا، كما أن الأمر ليس بيدي"

"تائه في مخيلتي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن