قراءة ممتعة ☁️
__________________________________
تراقصت الأزهار على ألحان سيمفونية بدأ الهواء بعزفها منذ حضور ضيفة الشرف والتي أبهرت الطبيعة بنورها الخلاّب ودفئها الذي ملأ الكون
بنجامين
إنه الصباح.. كالعادة.. فتحت عيناي على ذات السقف الذي أراه كل صباح منذ ١٧سنة، لا لحظة، منذ ١٤سنة إن استثنيت أول سنوات عمري التي لا أذكر منها شيئاً، نفس السقف الذي أراه كل يوم في الميتم، أو هذا ما يسمونه، اعتدلت بجلستي وأنا أشعر بالصداع يفتكني، و.. لمَ جسدي مرهق لحد الموت؟؟
لقد مرت أيام وأنا على نفس الحال، أستيقظ وجسدي مرهق وكأنني لم أنم لمدة ١٥ساعة متواصلة، أجل لا تستغربوا أحب النوم والسرير هو صديقي الوحيد، لمَ أشعر أنه ولأول مرة سيحدث شيء مثير في حياتي؟؟ أعني ١٧سنة بدون أحداث مثيرة أمر ممل حقاًنهضت بتثاقل وكسل كعادتي كل صباح، أجل أنا كسول للغاية أغلب يومي يكون في سريري عدا أوقات الطعام، والتنظيف، نعم إنهم يجعلوننا ننظف المكان أحياناً، مع أني أكره التنظيف، لكن لا بأس، دخلت للحمام بعد تجاهل تلك النظرات التي اعتدت عليها كل صباح، أو بالأحرى طوال الوقت، دعوني أشرح الأمر بشكل بسيط، كل من في الميتم
_ بإستثناء المديرة _ يكرهني لحد الموت، أو أقول يمقتوني؟ لا أعلم حتى إن كان هناك كلمة تصف ذلك، لكن جميعهم من مربيات والأطفال والأولاد جميعهم يمقتونني ولولا مديرة الميتم لكنت طردت من هنا منذ زمن، أنا لا أفهم، هل كل ذلك بسبب وجهي؟؟ هل أحتاج لشرح هذا أيضاً.. ،حسناً ،دائماً ما يساء فهمي بسبب تعبير وجهي المتجهم، والذي يجعلني أبدو كالمستاء طوال الوقت، وأبدو كمن يود أن يتشاجر في أي لحظة، لكني لا أعني ذلك أبداً، إنه تعبير وجهي اللا إرادي، لا يمكنني التحكم فيه، لكنني لم ولن أبرر ذلك يوماً، ليس من العدل أن أقوم أنا بالتبرير بينما من المفترض أن يسألوا أو على الأقل يحاولون التحدث وفهم الموضوع، إن كان هناك شخص جيد بينهم بالأساس لكان حاول التقرب مني ومعاملتي على الأقل بتهذيب، لذا لا بأس أنا لا أريد صداقتهم، الكتب صديقتي وتؤنس وحدتي، أوه هل نسيت إخباركم، أغلب وقتي يضيع على الكتب أيضاً، توجهت للسرير مرة أخرى وفتحت كتاباً لأقرأه...
بينما هناك فتى وفتاة بعمر العاشرة يتبادلان الحديث باستمتاع وأظنني قد فهمت من حديثهما أن أحدهما سيخرج من الميتم لأنهم وجدو عائلته.. محظوظ، هل ذلك الأمر موجود أصلاً .. وجدو عائلته.. رنت تلك الكلمتان في عقلي لجزء من الوقت... هل هذا الأمر حقيقي؟ ذلك الفتى عمره ١٠ سنوات فقط ووجدوا عائلته، بينما أنا مكثت لسبعة عشر سنة ولم أسمع أي خبر عنهم، هذا غير عادل..الجميع هنا يظنني متحجر المشاعر، لكنهم مخطئون، أنا أتأثر ولا أنسى وكل حدث يحدث ندبة في روحي لطالما كرهت روحي العشة.. .. قطع شرودي صوت عاملة في الميتم حينما قالت باستياء كونها تتحدث معي "مديرة الميتم تريدك في مكتبها"
ذهبت بسرعة متأففة ومشمئزة ، هل الحديث معي مقرف لهذا الحد؟؟ لحظة، بدأت بمعالجة ما قالته قبل قليل، مديرة الميتم؟ تريدني؟ بففففف، ضحكة سخرية خرجت بعد أن استوعبت ما قالته ، هذه أول مرة يريد أحد أن يتحدث معي، لكن هذه المرة مازاد الوضع صدمة، مديرة الميتم بنفسها؟؟؟ إذاً إحساسي كان في محله حينما ذكرت أن هناك شيء مثير قد يحدث.
نهضت وعقلي يقتلني فضولاً لمعرفة ماذا تريد إخباري مديرة الميتم.. طرقت الباب بخفة..
ثوان حتى سمعت صوتها الجامد يأذن لي بالدخول، أدرت مقبض الباب ودلفت للداخل
أنت تقرأ
"تائه في مخيلتي"
No Ficción"هل سمعتِ؟؟ يبدو أنهم وجدوا عائلته أخيراً " "أوه حقاً.. جيد لقد كنت انتظر ذلك اليوم منذ زمن، وأخيراً سيخرج من الميتم، كم أكرهه" ___________________________________ هتفت بجدية "بنجامين ، لقد تم إيجاد عائلتك أخيراً غداً سوف تقابلهم " لم تتلقى أي رد ف...