الجزء الحادي عشر

92 6 0
                                    

أمسك يدي لتتوسع عيناي من الصدمة، لكنه لم يترك لي المجال لأعلق، فقال مباشرة.

-إسمعي عزيزتي، أنت فتاة شابة وجميلة ما زلت في مقتبل العمر في عمر الزهور، لكن ملامحك تظهر أنك عانيت وتحملت أشياء فوق طاقتك، لكن نصيحتي لك حتى لو أني لا أعرفك أن تظلي قوية، وأن لا تجعلي أحد يفسد جمالك ويذبلك، فقط كوني قوية وجريئة وتحدي كل مشاكلك، مهما كانت ظروفك قاسية كوني أقوى منها، أقتلي أحزانك بتصفيفة شعر جديدة، وبملابس أنيقة، وبعطر جذاب، لكن لا تدعيها تقتلك، وقدري متعتك الصغيرة حتى لو كانت كوب شاي!

نظرت له بعينين دامعتين فكلماته لامست قلبي حقاً، سقطت دمعتان مني دون أن أشعر فقام
بمسحها على الفور، وقال.

-عديني أنك ستكوني قوية، عديني أنك
لن تدعي المجال لشيء يبكي عيناك!
-حسناً أعدك.

ضمني إليه وإستغربت من جرأته لكنني بادلته العناق لأني حقاً كنت بحاجته.

-أشكرك جداً، أنت لا تعلم كم ساعدتني كلماتك تلك.
-لا بأس أيتها الجميلة.

قالها ثم قبَّل وجنتي، وغمز لي، لترتسم على ملامحي الدهشة، فقهقه قائلاً.

-لا تستغربي، لست وقح أقسم بذلك، لكنك بحاجة ماسة إلى عناق وقبلة دافئة.
-أشكرك حقاً.
-لا شكر على واجب، والآن تناولي فطورك.
-حسناً.

أكلت نصف الوجبة تقريباً، وشعرت بالشبع فتوقفت، ثم أتى ممرض آخر هذه المرة وأخد الطعام...

بعد ساعتين تقريباً، دخلت السيدة دانا، وبيدها باقة زهور جميلة، شكرتها كثيراً، وبعدها بالضبط دخل الطبيب وأزال عني المغذي تمنى لي الشفاء، وأذن لي بالخروج، ذهبت مع السيدة دانا بسيارتها إلى المركز، لكنها رفضت أن تدعني أعمل وأعطتني راحة لهذا اليوم، حتى أنها منعتني من الخروج، جعلتني أجلس طيلة النهار في مكتبها وكانت تحضر لي الطعام والمشروبات الساخنة، أما أنا فكنت أتصفح هاتفي وأرد على رسائل صديقاتي، وأخبرتهم جميعاً أنني اضطررت للذهاب إلى ثانوية أخرى وأني أتمنى لقائهم عن ما قريب...

مرت ثلاث أيام تغيبت بها عن الثانوية، كنت أعمل بالمركز بنشاط، وقررت أن أداوم من يوم غد...

وبالفعل في صباح اليوم التالي استيقظت وذهبت للثانوية، دخلت الصف فنظر الجميع لي ثم بدؤوا يتهامسون، تجاهلتهم وجلست في مقعدي منتظرة الحصة لتبدأ، فوجئت بعباس يقترب ويجلس بجانبي، نظرت له لأراه يبتسم لي فرردت له الإبتسامة.

-حمداً للّٰه على سلامتك، كيف حالك.
-أشكرك، أنا بخير.
-جيد، لقد ذهبت أمس للمستشفى لأزورك لكنهم أخبروني أنك خرجتي من يومين.
-هذا صحيح.
-ولكن ماذا حصل معك لماذا كنت بالمستشفى؟
-لا شيء مجرد إغماء.
-كيف تقولين لا شيء، يبدو أنك مستهترة بصحتك، يجب أن تقومي بتحاليل لتعلمي سبب الإغماء.
-أعلم ما سببه.
-وما سببه يا طبيبة.

أنت لا تستحقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن