الجزء السادس

112 9 2
                                    

"نعم إنه محق، هل من أحد لا يعلم بما يشعر!"

هذا ما فكرت به حينها.

-أسير الظلام: أماني لماذا لا تردي؟
-أماني: أنظر أنا لا أعلم إن كنت أحبك أم لا، لكني أشعر بشيء غريب تجاهك.
-أسير الظلام: وما هو؟
-أماني: كلما حادثتك، أشعر برجفة تسري في جسدي، وتتسارع نبضات قلبي، وتبرد كل أطرافي، إنه شعور غريب جداً.
-أسير الظلام: يا لسعادتي، أنت تحبيني يا أماني.
-أماني: أنا!
-أسير الظلام: نعم أنت، يا حبيبتي.
-أماني: حبيبتك؟!
-أسير الظلام: نعم من اليوم أنت حبيبتي وأنا حبيبك.
-أماني: مممم، حسناً.

مضى هذا اليوم بشكل غريب، لقد كنت فرحة وخائفة في نفس الوقت...
لنسرع قليلاً ونختصر، مضى شهرين كاملين كنت أراسل إيهاب فيهما، اعتدت عليه كثيراً، وبقدر الحب الذي كان في قلبي تجاهه، كان هناك مشاكل دائمة، سببها الرئيسي الخجل، كان يكره خجلي بشكل كبير، كان يريد مني دائماً أن أكون جريئة معه في كل شيء، لكن في المقابل كنت أرفض دائماً، أعترف كنت عنيدة لكن أحبه، وفي بعض الأحيان كنت أتنازل لأجله، لقد كانت فترة رائعة إلى أن إنتهى الشهرين...
فجأة بدأت ألاحظ أنه قد تغير، فقد أصبح يتجاهل رسائلي ولا يرد عليّ إلا بعد أيام، وعندما يرد كان يعطيني أعذار تافهة جداً، ولكن في وقتها كنت أحبه جداً، فكنت أبرر له كل شيء، كان هذا لا شيء مقابل ما عرفته لاحقاً...

إقترب يوم ميلادي وكنت فرحة جداً، ذهبت وتكلمت مع إيهاب وأخبرته، وهنا كم صدمت من جوابه، فقد قال لي "أماني ألا تخجلين من قولك يوم ميلاد في فترة الصيام والحزن هذا"، فاستغربت كثيراً ولم أستوعب ما قاله، وعندما سألته أكثر واستفسرت اكتشفت أنه من ديانة أخرى، وهنا كانت الصدمة...!

قد مرت فترة على معرفتي الأمر الصادم، وماذا تتوقعون ردة فعلي؟ طبعاً قد ذهبت وراء قلبي وقلت أن لا بأس، وكل إنسان له الحرية في أن يختار ماذا يريد أن يكون ومن هذا الكلام...

بعد فترة كان إيهاب يطالبني بصورة، وأنا أرفض، كنت أحبه لكن في نفس الوقت خائفة، فقد سمعت قصصاً كثيرة وماذا كانت نهايتها فلم أُرد أن يحصل نفس الشيء لي، فرفضت رفضاً قاطعاً، ومرت الأيام بعدها، حتى جاء إيهاب مرة وأرسل لي صوري، وقال لي أنه بحث في صفحتي عن أحد أصدقائي، وراسل صديقتي المقربة وحصل على صوري منها، حينها لكم أن تتخيلوا شعوري في هذا الموقف، بكيت بحرقة شديدة وتراجعت صحتي بشكل كبير تأثراً بما حدث، فكنت خائفة من إيهاب، وفي نفس الوقت مصدومة من صديقة العمر التي وثقت بها كثيراً، كيف ذهبت وبكل برود وأعطته صوري لكي تتقرب منه، وعرفت هذا إذ أن إيهاب أرسل لي المحادثة التي جرت بينهما، لكنني واجهت إيهاب وقلت له "هنا ستريني تربية أهلك لك، في تصرفك"، فرد لي وطمأنني ووعدني أيضاً أنه لم يفعل شيئاً في الصور...

مرت الأيام القادمة بهدوء، إلا أن أمي بدأت تشك بي، لأنها لاحظت أني تغيرت كثيراً، فقد خسرت وزني كله تقريباً وأصبحت كهيل عظمى مغطى بالجلد، ووجهي أصبح شاحباً جداً، وأصبحت لا أتناول سوى وجبة الغداء ولا يدخل إلى معدتي سوى القليل من الطعام...

أنت لا تستحقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن