الجزء الرابع عشر

161 8 9
                                    

قلتها ودفعته، لأذهب فأوقفني بإمساك يدي وجذبني إليه ليعانقني...

صدمت من فعلته وعجزت عن فعل شيء، كان يضمني بقوة وأصابعه تخللت في خصلات شعري، ودفن رأسه في عنقي يشم رائحتي، لقد كنت جامدة بشكل مريب، صحوت من صدمتني ودفعته بشدة، نظرت له بإزدراء ورفعت يدي لأصفعه لكني تراجعت عن هذا، تركته ودخلت للمنزل، توجهت للغرفة وغفوت...

في صباح اليوم التالي إستيقظت كالعادة في الخامسة صباحاً، حضرت نفسي وخرجت كالمعتاد إلى النقابة، أنهيت الإجتماع، ومن ثم ذهبت وجلست على نفس المقاعد الخشبية واتصلت بعباس، حادثته لساعتين، ثم دخلت لمنزل أهل حسام، وجلست معهم قليلاً، تعرفت عليهم أكثر وكم كانوا أناس طيبون، وبينما أنا جالسة دخل حسام ومعه إيهاب وجلسوا معنا، شعرت بداخلي أنها حركات ليست صدفة وإنما مخططة من قبله، فلم أُرد طبعاً أن يفرح بتخطيطاته فقمت واستأذنت لأذهب، وخرجت مسرعة، لم أعد إلا ليلاً...

وهكذا قضيت باقي الأسبوع هنا، أخرج صباحاً أذهب للنقابة، أنتهي وأحادث عباس، ثم أجلس قليلاً مع أهل حسام، أخرج ولا أعود إلا للنوم...

واليوم هو اليوم الأخير هنا، كان آخر إجتماع في النقابة ذهبت له متحمسة، وأنهيت باكراً لأنه كان فقط ساعتين على غير العادة، حادثت عباس وأخبرته أنني والفجر سأكون في المطار، فقال أنه ينتظرني بشوق كبير، دخلت لأهل حسام، ووجدت إيهاب وأهله بزيارة لديهم، خجلت أن أنسحب على الفور فيشعروا بشيء جلست معهم قليلاً، ثم لاحظت نظرات إيهاب المسلطة عليّ نظرت له رافعة حاجباي باستغراب، فابتسم لي، تجاهلته ثم وقفت واستأذنت من الجميع لأذهب، فسألتني أم إيهاب.

-إلى أين ذاهبة، أجلسي قليلاً أريد أن أتعرف عليك قبل أن تذهبي سمعت أنه اليوم الأخير لكِ هنا.
-صحيح إنه اليوم الأخير وسأعود لبلدي!
-إذاً أجلسي قليلاً معي ولا تخجليني.
-حسناً يا خالة.
-كم عمرك يا أماني؟
-ماذا تتوقعي؟
-مممم ثمانية عشر، أو عشرون؟
-ههههه كلا يا خالة أنا أبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً.
-أنتِ تمزحين مستحيل!
-أقسم لكِ.
-عذراً على التطفل، لكن أنتِ جميلة جداً، لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
-لأنني لا أريد الإرتباط.
-لكن لماذا؟ أعتذر لكن الفضول يقتلني، لا تجيبي إن يضايقك الأمر.
-كلا يا خالة لا تعتذري، سؤالك عادي جداً، أنا يا خالة لم أرتبط بأحد لأن هدفي كان أن أنهي دراستي وأحقق نفسي.
-وهل وصلتي لمبتغاك؟
-بالطبع، ولهذا أنا أسعد فتاة بالكون.

قلتها بمرح، فعادت تسألني.

-وماذا درستي؟
-أنا يا خالة طبيبة جِراحة وأمراض سرطانية.
-أوه فليحفظك الله!
-نعم ولماذا برأيك تركت بلدي وعملي لأسبوع وأتيت لهنا، فقط إنه مؤتمر للعمل.
-فليوفقك الله، ألا تفكرين بالإرتباط الآن؟
-لا أعلم، لم يكن لدي الوقت لأفكر!
-مممم ما رأيك أن أخطبك لأبني إيهاب؟

أنت لا تستحقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن