مررت في فترة صعبة جدا بعد هذه الحادثة، مستواي في الدراسة إنخفض جدا، وأصبحت شاردة طوال الوقت، وكان إذا سألني أحد من رفاقي "ما بك؟" كنت أبتسم رغم مرارة شعوري وأقول أني بخير، لم أكن أعلم ماذا أفعل هل أبكي هل أصرخ هل أشكي همي لأحد، ولكن في النهاية أقول مستحيل أن أضعف أمام أحد، فمنذ صغري وأنا أمتلك دمعة قاسية أبخرها إن فكرت بالسقوط أمام أحد، ولكن في كل ليلة كنت أعود لسريري وأرمي برأسي على وسادتي وأشعر بأن تلك الوسادة ستصبح رمادا في أي لحظة بسبب دموعي الحارقة التي تسقط وتحرقها بدل من أن تبللها، وأقضي ليلي كجسد محتضر على السرير، وفي النهار أخفي حزني بضحكة كبيرة وباللعب والجنون والذي يراني يعتقد أني أسعد فتاة في العالم ولكن لا أحد يعلم مافي القلوب...
كنت أعيش بنفس الحالة، والجميع يلقبونني بالمجنونة من كثر ضحكي وجنوني، بالرغم من أن جو منزلنا ليس بجو أسري أبي وأمي عصبيان بشكل كبير، ومن أتفه الأسباب يصبح صوت صراخهم يملأ المنزل، أقسم لكم أنه عندما كنت طفلة أخطأت بالمنزل لا أذكر تماما ماذا فعلت لكن أذكر أن أمي صرخت بي بصوت عال جدا وخفت جدا وبالرغم من قدم هذه الحادثة إلا أن صوتها حتى يومي هذا يتكرر برأسي، كانت أمي ليست ككل الأمهات لا أعلم لماذا أو ماذنبي أنا وأخوتي إن كانت لا تعلم كيف تحن علينا، فكنا إذا بكينا أنا وأحد من أخوتي لا تواسينا بل تقول بكل بساطة "تستحقين ذلك"، وإن بكينا على شيء عاطفي تتهم تلك الدموع بأنها دموع تافهة ولا تأبى لها وهي لا تعلم أن كلماتها كانت سبب لتفجير دموع غير التي كانت تجرح خدودنا...
مرت سنين على تلك الحادثة، وكنت مازلت بتلك الحالة وكنت أشعر أني بحاجة لشخص يقف بجانبي ويشعرني بحبه وحنانه وإهتمامه بي....
أنا الآن في الثالثة عشر 13 من عمري، في الصف الثامن من المرحلة المتوسطة، عاد مستواي في الدراسة كما سبق مرتفع بالرغم من أني لا أدرس كثيرا إلا أن تركيزي وإستيعابي للدرس خلال الشرح يكفيني لأنجح بعلامات مرتفعة...
المهم إنتهى العام الدراسي ونجحت، الحمدلله، وإبتدت أجازة الصيف، وكان بالنسبة لي بتلك الأيام أجمل صيف لأن والدي أعطاني هاتف كهدية لنجاحي، كنت أطير من الفرح ولم أعلم وقتها كم من المشاكل سيجلب لي، الآن أقول لو علمت مدى الوجع الذي شعرت به بسبب ذلك الهاتف لكنت رفضت تلك الهدية من أساسها، لكن قدر الله وما شاء فعل....
كنت في هذا الصيف أقضي معظم وقتي على الهاتف، وأبحث وأتعرف إلى ما بداخله جزء جزء، كنت أحمل الكثير من التطبيقات وأجربها والألعاب أيضا...
وفي يوم من أيام ذلك الصيف حملت لعبة حربية، وعندما كنت ألعب بها لاحظت أن بجانب الشاشة يوجد كسهم، ضغطت عليه، فدخلت في محادثات مع أشخاص من مختلف الدول صدمت، دهشت، وكنت أسأل نفسي "هل يمكن أن مجرد لعبة يكون بها تواصل؟"، فأرسلت رسالة بها "هل أنتم ناس حقيقيون؟"، فإذ برسالة تأتيني بإسم شاب "ههههه نعم نحن حقيقيون، وهل تعتقدين أننا من الجن؟" صدمت وقلت "كيف يمكن أن تكون مجرد لعبة بها تواصل؟" فأجاب شخص آخر لا أعلم من أين أتى، "عزيزتي يوجد العديد من الألعاب التي بها تواصل بين أشخاص من مختلف العالم"، فقلت بيني وبين نفسي كم هو وقح من أين يعرفني ليقول لي عزيزتي، ثم أجبت" من أين أتيت أنت لست نفس أول شخص؟"، فأجاب "أنتي تدخلين في محادثة عالمية إن أردتي يمكنك الدخول ضمن مجموعة معينة يوجد بها بحدود الثلاثين 30 شخص"، فقلت له "شكرا لك" وأغلقت هاتفي على الفور وأنا مصدومة جدا، فهذه أول مرة أتحدث مع شاب بل شابين، لم أحذف اللعبة لا أعلم لماذا شيء ما دفعني لأبقيها يمكن فضول لأعرف عنها كل شيء ويمكن سبب آخر، ما رأيكم أنتم أعطوني رأيكم وأنا سأكمل لكم في الجزء الثالث ما حدث معي بعدها🌸إلى اللقاء🌸
أنت تقرأ
أنت لا تستحقني
Romantizmفتاة بعمر المراهقة لم تتجاوز بعد الثلاثة عشر عاما لا تفهم لقصص الحب والخداع على الإنترنت لأن أهلها لم يكونوا يعون على فكرة تحذير بناتهم من تلك الأخطار تعرفت على شاب مختلف عنها تماما من جنسيته إلى دينه إلى نسبه ومن كل ناحية لكنها عشقته حد الجنون... ...