-هذا كل شيء.
نظر لي لبرهة ثم قال.
-لكن كيف، أقصد لماذا، أوه لا أعلم ماذا أقول لا تكترثي لي!
قهقهت بخفة عليه، وقلت له.
-ما بك؟
-لا شيء.
-ممم، حسناً.
-هل يمكنني معانقتك؟
-هههه لماذا؟
-أرجوك!
-حسناً.عانقني بقوة، لدرجة أحسست أن عظامي ستتكسر، وعندما ابتعد رأيت في عينيه بريقٌ من الدموع، صدمت وقلت له.
-هل تبكي؟!
-نعم، وهل أنا حائط بدون مشاعر حتى لا أتأثر، أنتِ مثلي الأعلى حقاً.
-هههه ألِهذه الدرجة؟
-نعم وأكثر، أتعلمي يمكن أن هناك ناس لديهم مشاكل أكثر، لكن لم أتوقع أن هناك فتاة يمكنها أن تتحمل كل هذا بمفردها، لو كنت بمنزل أهلك وبجانبك أختك تساندك أو أي شخص، لم أكن لأتأثر هكذا لكن الصعوبة هي أن يكون الشخص وحيداً حقاً!
-الحمد للّٰه على كل شيء.مرت الأيام وعباس كان صديقي الوحيد، يقف بجانبي دائماً ويساندني، كان لي كل شيء حقاً، أحمد اللّٰه أني أعطيته فرصة وأصبح صديقي...
إنتهت السنة الدراسية، نجحت وللّٰه الحمد بتفوق، حققت جزء من هدفي أنا حقاً في قمة السعادة...
حسناً لنسرع قليلاً بلأحداث، مرت سنتان أنهيت فيهما دراستي الثانوية، كما أحلم وحصلت على علامة مرتفعة، وخاصة في السنة الأخيرة اعتذرت من السيدة دانا وأصبحت أعمل أيام العطل فقط، وفي الإمتحانات لا أعمل، ولن ترفض أو تعترض بل كانت تدعمني كالأم حقاً، إنها إمرأة عظيمة، قضيت آخر سنة كلها مذاكرة حفظت كل درس عن ظهر قلب، وحمدت اللّٰه لأني كنت في المرتبة الأولى على صعيد الثانوية، حصلت على منحة دراسية في الطب وبدأت أسير داخل حلمي، ولكن في فرنسا، كنت سعيدة بالمنحة وحزينة لأني سأسافر، ودعت السيدة دانا وعباس، وقد بكينا كثيراً، وعدتهم أني سأعود عندما أنهي دراستي فوراً، وبالفعل أتى يوم السفر وأوصلني عباس للمطار، ضمني إليه وقال.
-إسمعي يا فتاة، كوني قوية دائماً كما عرفتك، ولا تجعلي المجال لأحد أن يقترب منك، وأنصحك أن تتعلمي فنون القتال لأن لا أمان في أيامنا هذه.
قالها ممازحاً، فضحكت عليه، ثم إحتضنته للمرة الأخيرة عندما سمعت النداء الأخير للطيارة، وذهبت، ومنذ أن لامست قدماي أرض الطائرة كانت هذه البداية الجديدة والمشرقة لي...
وصلت إلى فرنسا، وكان لدي دفتر به كل التعليمات وكنت على تواصل دائم مع السفارة ليوجهونني، وبالفعل توجهت للسكن الجامعي، وهنا تغير كل شيء عليّ، واجهت أول سنة صعوبات كثيرة فقد كان هنا كل شيء مختلف، معتقداتهم، تصرفاتهم، و كل شيء، وتنجبر أن تتعامل مع الجميع، الجيد أنهم كانوا لطفاء وودودين، لا يكرهوني كوني من غير دينهم وغير بلدهم بل رحبوا بي كثيراً، بالطبع هناك من كان عنصري، لكنهم قلائل...
وأما الجو في فرنسا فمهما وصفت لا أستطيع أن أعطيه حقه، سبحان من خلق وأبدع، كل شيء جميل هناك، كنت سعيدة جداً، وبنفس الوقت أشتاق للسيدة دانا وعباس، بالرغم من أني كنت على تواصل دائم معهم...
قضيت سنوات في الدراسة وأنا قمةً في الفرح، لم أكن أشعر بأني أدرس، فقط أشعر بأني أحقق حلمي، كنت أحب الطب وأعشق تخصصي، فكنت بارعة جداً، وكنا نتنافس كثيراً لكي نحصل على مراتب عالية...
حسناً إن كنتم تذكرون في بداية القصة قلت لكم أني في السنة الرابعة، وبالفعل الآن أنهيتها، سأقف الآن وأترككم لأنهي دراستي وكل شيء وأعود أروي لكم ما حصل، إلى اللقاء...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مرحباً، أعزائي عدت لكم، لن أطيل عليكم فقط سأروي ما حدث معي...
أنت تقرأ
أنت لا تستحقني
Romanceفتاة بعمر المراهقة لم تتجاوز بعد الثلاثة عشر عاما لا تفهم لقصص الحب والخداع على الإنترنت لأن أهلها لم يكونوا يعون على فكرة تحذير بناتهم من تلك الأخطار تعرفت على شاب مختلف عنها تماما من جنسيته إلى دينه إلى نسبه ومن كل ناحية لكنها عشقته حد الجنون... ...